هآرتس..الهدف الحقيقي للحرب: احتلال 75 % من القطاع في شهرين وسنعاملهم كـ “حيوانات بشرية”

هآرتس..الهدف الحقيقي للحرب: احتلال 75 % من القطاع في شهرين وسنعاملهم كـ “حيوانات بشرية”
أخيراً كشف عن الهدف الحقيقي للحرب. “مصادر عسكرية” تقدر بأن خمس فرق ستسيطر خلال شهرين على 75 في المئة من أراضي القطاع. ولأن هذه السيطرة لن تكون على “مناطق فارغة” لا أناس فيها، فقد وضع من أجلها برنامج عمل منظماً: ستتم إقامة ثمانية مراكز لتوزيع المواد الغذائية تخدم 2 مليون مواطن، وسيتم تجميع السكان في ثلاث مناطق في وسط القطاع.
في الواقع، لا يقين بالعثور على المخطوفين في هذه الـ 75 في المئة، حيث وعد الجيش الإسرائيلي بأنه لن يعمل بمناطق فيها مخطوفون، وأن الأمر كله سيتم بتنسيق مع هيئة تحرير المخطوفين. ولكنهم في الأصل، لن يكونوا مهمين بعد أن زادوا إسهامهم وأعطونا الـ 75 في المئة في إطار صفقة “المناطق مقابل المخطوفين”. الجيد في هذه الخطة بقاء 25 في المئة تبرر استمرار الحرب. كي لا نتعود. هذا تنبؤ مشجع ربما يروي تطلعات الشعب المتعطش للانتقام.
بدلاً من قتل بضع عشرات أو مئات الأشخاص يومياً، وتدمير مستشفى آخر ومدرسة أخرى، ومواجهة الرأي المحلي والعالمي، ومواجهة مسائل ملحة مثل الأخلاق والعدالة وعيناف تسنغاوكر والمحكمة الدولية – فإن احتلال القطاع سيرد على كل ذلك. هو سيعطينا اليقين المأمول الذي ينقصنا. بمجرد أن تصبح 75 في المئة، الأغلبية المطلقة بكل المقاييس، “لنا”، لن نسأل بعد الآن: إلى متى؟ وسيكون الرد الحاسم “إلى الأبد”.
“75 في المئة” ستصبح مفهوماً جغرافياً وطنياً مثل “يهودا والسامرة” أو “غور الأردن” أو “القدس الموحدة”. في مثل هذا الواقع، سيتسنى لنا التخطيط للمستقبل وبناء روتين مستقر وطبيعي، بدون مفاجآت أو إزعاج أو توقعات بفترات أفضل، لأنها ستكون أوقاتاً سعيدة. الرجال في سن القتال سيدخلون إلى روتين مرحب به، ويرتدون فيه الزي العسكري لستة أشهر، وسيتعود الأطفال على العيش مع “أب” عابر، ولن يخشى الحريديم التجنيد الإلزامي. فقد أثبت الجيش القدرة على احتلال القطاع بدونهم حتى، وسيتم فتح نافذة فرص مع 2 مليون زبون جديد لرجال الأعمال الإسرائيليين، لا سيما تجار المواد الغذائية وصانعي الخيام.
وزارة السياحة ستشجع وكلاء السفر والمرشدين على إحضار زوار إلى مواقع تراث المعارك، ولكن ليس في بلدات غلاف غزة التي فشلوا في الدفاع عن أنفسهم ولطخوا تراث شجاعة الشعب اليهودي وبطولته، بل في أرجاء القطاع. سيكون هذا المشروع الرئيسي لوزير التعليم يوآف كيش، الذي ينشغل الآن في محاولة لصياغة كتب التعليم التي ستتحدث عن بطولة الجنود الذين جلبوا النصر الأكبر على الـ 75 في المئة. وستجبر المدارس على إرسال الطلاب إلى القطاع لمشاهدة كيف تعالج إسرائيل الـ 2 مليون غزي الذين يعيشون بهدوء في معسكرات ضخمة. المعلمون الذين اجتازوا دورات الاستكمال بشأن غزة سينسقون الزيارات مع مواعيد إطعام الغزيين، عند دخول شاحنات المساعدات الإنسانية، وسيشجعون الطلاب على تقليد طريقة الاصطفاف المنظمة للحصول على الغذاء، المعلمون سيتفاخرون بأن الترويض استغرق وقتاً، وأحياناً كنا مضطرين لاستخدام القوة، لأن الأمر يتعلق بترويض حيوانات بشرية، لكن انظروا إلى النتيجة. أحد الطلاب سيسال: هل يمكن رمي الطعام عليهم؟ هل يأكلون البامبا؟ “حتى الآن، لا”، سترد المعلمة، “محظور أن يتعودوا على طعامنا، لأن ذلك قد يقتلهم”.
سيكون بالإمكان أيضاً وقف “البث الخاص” في قنوات التلفزيون لتفكيك جلسات الحوار المملة والعودة إلى جدول البث في أيام السلام المعتادة، عن الهجمات العادية. ولن يعرض في قنوات البث بين حين وآخر فيلم “منطقة الاهتمام”، الذي يروي عن الحياة الجميلة التي عاشها الناس قرب معسكر التجميع.
تسفي برئيل
هآرتس 28/5/2025