عربي دولي

فرنسا: بعد جريمة قتل تونسي.. زعيم الحزب الاشتراكي يتّهم وزير الداخلية بتطبيع “عنصرية الأجواء العامة”

فرنسا: بعد جريمة قتل تونسي.. زعيم الحزب الاشتراكي يتّهم وزير الداخلية بتطبيع “عنصرية الأجواء العامة”

باريس-

توجه وزير الداخلية برونو روتايو صباح اليوم الثلاثاء إلى سفارة تونس، للتعبير عن “تضامن فرنسا مع التونسيين بعد هذه الجريمة العنصرية”، وذلك بعد مقتل مواطن تونسي في مدينة بوجيه سور أرجون.

الضحية قُتل بالرصاص يوم السبت على يد أحد جيرانه. وكان ريتايو قد وصف الجريمة يوم الاثنين بأنها “جريمة عنصرية مع سبق الإصرار” وأن لها “بعدا إرهابيا”، خاصة وأن النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب (PNAT) تولت التحقيق في القضية. وهذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها النيابة تحقيقا يتعلق بهجوم يُشتبه في أن اليمين المتطرف نفّذه على الأراضي الفرنسية.

 

وقد تم اتخاذ هذا القرار لأن الرسالة التي نشرها المشتبه به بعد وقت قصير من وقوع الجريمة تحتوي، وفقا لمصدر قريب من التحقيق، على “مطالب سياسية” و”خطاب معادٍ للهجرة”. وهدفه، بحسب نفس المصدر، هو “بثّ الرعب بين السكان”.

المشتبه به “كريستوف ب” عامل في مجال الحدادة ويبلغ من العمر 53 عاما، كان يقيم في نفس البلدة. في مساء يوم الجريمة، توجّه مسلحا إلى منزل جيرانه الذين كانوا ينظمون حفلة، وأطلق خمس رصاصات على الضحية، ثم أصاب مواطناً تركياً في يده مرتين. وقد تم إلقاء القبض عليه.

واتهم السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، صباح الثلاثاء على قناة TF1، وزير الداخلية برونو روتايو بأنه يساهم في تطبيع “عنصرية الأجواء العامة” عبر تغذية “مناخ من الشك تجاه الأجانب أو تجاه الفرنسيين الذين يُنظر إليهم كأجانب”.

 

في مقابلة صباح الثلاثاء على إذاعة franceinfo، أوضح محامي عائلة الضحية أن إحدى شقيقاته موجودة في فرنسا، في حين أن باقي أفراد العائلة يقيمون في تونس. وقال: “إذا كان الوزير يرغب في لقاء العائلة، فعليه أن يقدم المبادرة، ويبقى القرار بيد العائلة للقبول أو الرفض. في كل الأحوال، أعتقد أن من واجبه -على الأقل- أن يقدم هذا العرض”.

اعتبر المحامي أن الجريمة هي “نتاج لمناخ يسود البلاد منذ عدة أشهر، بل سنوات، ويزداد سوءا يوما بعد يوم”. وأضاف: “لا أحمّل برونو روتايو المسؤولية الشخصية. لكن لا أحد ينكر السياق السياسي والمناخ العام السائد حاليا في فرنسا”. وتابع قائلا: “أشعر أننا نشهد مشهدا لرجال إطفاء يشعلون النار ثم يأتون يطفئونها”.

وقد رحب المحامي بتولي النيابة الوطنية لمكافحة الإرهاب للقضية، معتبرا أن “ما حدث ليس مجرد واقعة عابرة.. نحن أمام أيديولوجية، أمام شخص لم يتصرف بدافع لحظة انفعال، بل بدافع أيديولوجي عميق”. وأكد أن “ما نشهده خطير للغاية”.

وستنظم “مسيرة بيضاء” في مدينة بوجيه سور أرجون يوم الأحد المقبل لتكريم الضحية، وذلك انطلاقا من صالون الحلاقة الذي كان يعمل فيه نحو ساحة البلدية. وتم إطلاق حملة تبرعات لتسهيل نقل جثمان الضحية إلى تونس ودفنه هناك.

“ القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب