لازاريني: صمت المجتمع الدولي حيال ما يحدث في غزة أصبح نوعًا من التواطؤ

لازاريني: صمت المجتمع الدولي حيال ما يحدث في غزة أصبح نوعًا من التواطؤ
باريس-
في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية، اعتبر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا الأممية، أن صمت المجتمع الدولي حيال ما يحدث في قطاع غزة من حصار ومجاعة وتهجير أصبح نوعًا من التواطؤ.
وصف لازاريني الجو السائد في غزة بأنه ذعر وخوف وقلق عميق.. السكان لا يعرفون إن كان عليهم البقاء أو الرحيل، فحتى “المناطق الإنسانية” المعلنة ليست آمنة. هناك خوف عميق من التهجير النهائي، شبيه بالـ”نكبة” عام 1948، حين غادر الفلسطينيون ولم يعودوا. وقال إنه من “المشين” أن تجري عملية عسكرية بهذا الحجم بالتوازي مع محاولات لتهجير كامل سكان غزة المنهكين أصلًا.
كما شدد فيليب لازاريني، في هذه المقابلة مع صحيفة لوموند، على أن المجاعة في غزة مفتعلة وكان يمكن تفاديها، مشيرًا إلى أن فرض إسرائيل استبدال دور الأونروا بمؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة، قلّص مراكز توزيع الغذاء من 400 إلى 4 فقط. ونتيجة لذلك، مُنعت الأونروا من إدخال المساعدات، رغم أنها تمتلك مخزونًا يكفي لتغطية احتياجات جميع سكان غزة لثلاثة أشهر.
واعتبر لازاريني أن رد الفعل الدولي غير كافٍ إطلاقًا، موضّحًا أنه على الرغم ما الإدانات والقلق، لم تُتخذ خطوات ملموسة لوقف المأساة، ولم يُمنع وقوع المجاعة، ولم يُوقف التهجير القسري أو “الأعمال التي توصف أكثر فأكثر بأنها إبادة جماعية”، حتى من قبل بعض الإسرائيليين.
وحذّر فيليب لازاريني من مغبّة خطر “التطبيع مع الرعب”، معتبرًا أن الصمت والجمود يشبهان تواطؤًا ضمنيًا. كما انتقد ازدواجية تطبيق القانون الدولي وحقوق الإنسان “بمعايير مزدوجة”.
وشدد على أهمية الاعتراف بفلسطين، لكنه اعتبر أنه غير كافٍ ومتأخر، ويجب أن يُتبع بخطوات عملية وضمانات لحماية حقوق الدولة الفلسطينية.
وعن وكالة الأونروا الأممية، أوضح لازاريني أن الوكالة تواجه أزمة مالية خطيرة، وأن لديها تمويلا يكفي فقط لدفع رواتب شهر سبتمبر الجاري، دون أي رؤية لما بعد ذلك. وأشار إلى أن مساهمات الدول العربية تراجعت بنسبة 90% خلال العام الجاري مقارنة بالعام الماضي، ولا تشكّل إلا 3% من إجمالي الدعم. وقال إن هذا الأمر لا يعكس “رسالة التضامن” التي ترغب هذه الدول بإيصالها للاجئين الفلسطينيين.
وأضاف أن الأونروا ستركّز على التعليم كأولوية قصوى، إذ يوجد أكثر من 600 ألف طفل فلسطيني بحاجة للعودة إلى مقاعد الدراسة بعد أن عاشوا في الدمار والصدمة. وإلا فإن مستقبل جيل كامل سيكون في خطر. واعتبر أن هناك أربع خيارات مطروحة، من بينها أن تتحول الأونروا تدريجيًا لتكون جزءًا من عملية سياسية أشمل، تُمهّد لبناء مؤسسات فلسطينية قادرة على تولي مهامها، في سياق تحقيق حل الدولتين.
“القدس العربي”: