مقالات

من حكايا جيل عربي جديد بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق -

من حكايا جيل عربي جديد
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب-استاذ جامعي -دمشق –
صار علينا أن نحكي حياتنا للأجيال العربية،على أمل أن تستفيد مما جاء في هذه الحكايات من أحداث وقعت في حياة هذه الأمة،علها تجد فيها الدروس المستفادة،لكن هذه القراءة لابد أن تتم بعين أبطال غزة،لأن هذه العين تملك البصيرة والرؤية،لأنها تربت على ثقافة عهد البطولة،الذي تطالب أنظمتنا العربية أن ننساه،وقرأت تاريخ أمتها العربية،بعقل أنضجه وثقفه عهد البطولة.
وفي حكايانا تاريخ بدأناه،يوم جعلتنا القضية الفلسطينية،نقفز من فوق سن المراهقة لتكون فلسطيننا قدرنا ومهمتنا،ودرسنا وسلاحنا الذي نحارب فيه الاستسلام والتبعية والتهاون في قضايا أمتنا المصيرية،وكيف لا وقد علمتنا طلائع الأمة العربية التي توجهت إلى فلسطين من كل البقاع العربية، دفاعاً عن عروبتها،وعن مكانتها في الوطن العربي،بوصفها صلة الوصل بين مشرقه ومغريه،نقول علمتنا أن يكون عهد البطولة ساكنا ً
فينا،ويقظاً في تأهُّبنا،لأن فلسطين لاتعيش إلاّ بالبطولة،ولا تسترد إلا بالنضال القومي،وأرضه من المحيط إلى الخليج العربي.
وإليكم حكاية مع من عاش عهد البطولة،وعني في كل أرض عربية،عاش بها ومر بمدنها:أنا دمي فلسطيني
لم ألتق هذا الرفيق الصديق منذ أشهر،جلسنا على المقعد وأبحرنا في بحر من الذكريات،وسألني عن دراستي:”سنة على انكسار الأمة العربية في العراق..العراق من الوحدة إلى الانقسام،ومن القوة إلى الاحتلال”
صورة المستقبل”
وكنت قد نشرت هذه الدراسة في جريدة المجد الأردنية شأن كل الدراسات التي كتبتها عن العراق في أعقاب العدوان الهمجي الامبريالي الصهيوني على العراق.
مد صديقي ورفيقي يده إلى داخل ظرف ورقي وأخرج منه الدراسة قائلاً: لقد تعمدت المجئ إلى حيث تجلس أنت هنا لقرب المكان من بيتك،وقبل أن آتيك كنت قرب بيت رفيقنا المرحوم المناضل محمو د فياض،حيث كنت على موعد مع صديقنا أبو خالد بقصد زيارتك وأعطيك هذه النسخة.
يظل لجيلنا اهتماماته في المطالعة وتثقيف الذات المستمر،وتذكرت أن هذه الدراسة وزعت منها العديد من النسخ في جلسات المؤتمر القومي العربي،أيام كان هذا المؤتمر عربي الهوى والاتجاه والانتماء والرسالة.
التفت إلى رفيقي وصديقي وقلت له هذه الدراسة عزيزة على نفسي لأني مضيت في كتابتها على منهج دراسة لأستاذنا ميشيل عفلق:” معركة المصير العربي العربي الًواحد” كما أني أعطيت نسخة منها لكل من الرفاق الأصدقاء:منصور الأطرش ومحمود جيوش،وقام منصور أبا ثائر بإعطاء صورة منها للرفيق المرحوم الدكتور عبد المجيد الرافعي،الذي هاتفني  مبدياً إعجابه بهذه الدراسة،ودعاني لزيارته في طرابلس.
رحم الله جميع من ذكرت،ورحم من جعل للود قيمته ومكانته في نفسه وسلوكه اليومي،وتحية لكل رفيق تحلى باللهفة على رفاقه وابناء حزبه .
 وتذكرنا معا دراستي التي نشرتها جريدة المجد الاردنية وعنوانها:”الأمة العربية تحاكم الآن في شخص الرئيس صدام حسين.
التفت إليه وأنا أودعه،وقلت له:ترى هل يسمح لنا قدرنا أن نلتقي مرّةً ثانية قبل أن يمضي أحدنا ؟
نظر إلي مبتسما وقال:لا أزال أذكر ونحن في لجنة نصرة العراق في فندق ” البريستول”يوم قاطعك أحد العراقيين وأنت تتحدث عن العراق ونصرته لأنه ناصر أمته العربية في كل ازماتها،أيام كان العراق عراق العروبة،قائلاًلك:دعونا من انشائياتكم القومية،فأهل مكة ادرى بشعابها.
صرحت أنت في وجهه وقلت له:ورب الكعبة نحن أهل مكة وشعابها لاأنتم يامن تكرهون العروبة.
ومشينا،كل منا مضى إلى بيته ،وتذكرت أنّ هذا الإنسان اغتالته المقاومة في الفلوجة لتعامله مع المحتل ،على ذمة من اعلمني،تحية لروح كل شهداء البعث والحركة القومية،بكل فصائلها وتياراتها، ومنهم المرحوم محمود فياض أبو باسل.
د-عزالدين حسن الدياب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب