عربي دولي

خطوة نحو الرئاسيات؟ دوفيلبان يؤسس حزبا سياسيا ويصدر كتابا يحمل طابع برنامج انتخابي

خطوة نحو الرئاسيات؟ دوفيلبان يؤسس حزبا سياسيا ويصدر كتابا يحمل طابع برنامج انتخابي

باريس-

قبل أقل من عامين من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دو فيلبان، هذا الإثنين 23 يونيو/حزيران الجاري، عن تأسيس حزبه السياسي الجديد، الذي أطلق عليه اسم “فرنسا الإنسانية”، وسيكون هو رئيسه الشرفي.

دوفيلبان، البالغ من العمر 71 عاماً، في مقابلة خصّ بها صحيفة “لوبارزين” الفرنسية: “اليوم، أخطو خطوة جديدة، حيث قررت إنشاء حركة أفكار، حركة مواطنين، من خلال تأسيس حزب سياسي”.

صورة

 

سيرأس السياسي والدبلوماسي المخضرم بنفسه هذا الحزب الجديد، على أن يتولى إدارته بنوا جيمينيز، رئيس بلدية Garges-lès-Gonesse. وعن اختيار هذا الأخير قال دومينيك دو فيلبان: “إنه رجل أقدّره، وله ميزة كبيرة، وهي أنه يضع السياسة حيث أريد أنا أن أضعها.. في أقرب نقطة من حياة الفرنسيين اليومية”.

كما أوضح رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق، في حديثه صحيفة “لوبارزين”: “إنها حركة مفتوحة للجميع. نحن بحاجة إلى توحيد جميع الفرنسيين للدفاع عن العدالة الاجتماعية والنظام الجمهوري”؛ مُشيراً إلى أن الحزب يضم “عشرات المكاتب المحلية” بالفعل، وأن الانضمام إليه مجاني.

وجه دومينيك دو فيلبان انتقادًا للطبقة السياسية، قائلًا إنها “تقع اليوم في منطق المزايدة المستمرة”، مضيفًا أنه يريد الانخراط “أولاً في معركة أفكار”

وجه دومينيك دو فيلبان انتقادًا للطبقة السياسية، قائلًا إنها “تقع اليوم في منطق المزايدة المستمرة”، مضيفًا أنه يريد الانخراط “أولاً في معركة أفكار”.

وتابع قائلاً عن الأحزاب الأخرى: “حزب الجمهوريين (اليميني المحافظ)، مثل حزب التجمع الوطني (اليميني المتطرف)، يرون العالم بالأبيض والأسود؛ أما في حزب فرنسا الأبية (اليساري الراديكالي) فيرون كل شيء باللون الأحمر، وهذا لا يبدو لي كفيلًا بإيجاد الحلول”.

سلطة قول لا”.. كتاب جديد

جاء إعلان رئيس وزراء فرنسا الأسبق عن تأسيس حزب سياسي جديد ترامنًا مع إصداره لكتاب جديد يحمل عنوان “سلطة قول لا”، يُحلّل فيه التحولات الجيوسياسية الجارية والمخاطر التي تواجهها أوروبا وفرنسا، وذلك عبر استعمال مكثف لتعبيرات ذات طابع كارثي. وإن لم يُشر صراحة إلى موعد الانتخابات الرئاسية لعام 2027، فإنه يحمل طابع برنامج انتخابي.

يفتتح النص بسلسلة من العبارات ذات الطابع الكارثي – وهي من العلامات المميزة لخطابه. من بينها: “العالم يترنّح تحت وطأة إفراطاته”، و“الترامبية ليست مرض العالم، بل هي عرضه“، أو حتى “التشكيك في المناخ قد أفسح المجال لليأس المناخي، هذا الداء الزاحف الذي يُضعف الإرادات، ويقوّض الالتزامات، ويُجرّد الشعوب من سلاحها”.

صورة

 

عن كتابه الجديد، قال السياسي المخضرم: “هذا الكتاب هو نداء لنهضة فرنسية، نداء للدفاع عن فرادة أمتنا وإحياء روح المقاومة فيها. في كل مكان، تعود الإمبراطوريات إلى الظهور، مهددةً العالم بعصر حديدي جديد. في كل مكان، تُخنق الكوكب وتُخضع الشعوب لأشكال جديدة من الهيمنة. أمام هذا العالم المنفلت، لا تزال فرنسا قادرة، كما كانت دائمًا، على قول «لا»، لا ليست انغلاقًا، بل بداية لليقظة.

وأضاف قائلاً: “في هذه الصفحات، أود أن أشارك نظرتي وقناعتي تجاه عصرنا، وما يمكن لفرنسا أن تقوله للعالم، وما يمكنها فعله لاستعادة فخرها واستقلالها. فطالما وُجد مواطنون مستعدون للدفاع عن قيمها الإنسانية، فإن فرنسا لن تنطفئ”.

فانطلاقاً ما كل ما سبق ذكره.. هل يهيّئ رئيس الوزراء الأسبق فعلاً الأرضية قبل دخوله رسميًا إلى الحملة الرئاسية؟

ردا على هذا السؤال، أجاب دومنيك دوفيلبان، يوم الأربعاء 18 يونيو/حزيران الجاري، على تلفزيون “بي إف إم مرسيليا بروفانس”: “لا أستبعد شيئًا، بل على العكس”، مضيفًا أنه يريد “أن يكون له تأثير أكبر” على مستقبل الديمقراطية في البلاد.

ومؤخرا، صرح رئيس رئيس الوزراء الأسبق (2005-2007) خلال مقابلة مطوّلة مصوّرة مع الصحافي المخضرم إدوي بلينيل، مؤسس موقع “ميديا بارت”، بأنه “لا يمكنه ألا يكون في الصفوف الأمامية”، بل وأكد أيضًا أنه “يريد أن يكون حاضرًا في الموعد”، وذلك رداً على سؤال حول طموحاته الرئاسية.

في الأشهر الأخيرة، أدرج خُبراء استطلاعات الرأي اسم دو فيلبان – آخر رئيس وزراء في عهد جاك شيراك – في استطلاعاتهم التي تُواكب الحياة السياسية. والمفاجأة أنه يحظى بشعبية كبيرة لدى الفرنسيين

في الأشهر الأخيرة، أدرج خُبراء استطلاعات الرأي اسم دو فيلبان – آخر رئيس وزراء في عهد جاك شيراك – في استطلاعاتهم التي تُواكب الحياة السياسية. والمفاجأة أنه يحظى بشعبية كبيرة لدى الفرنسيين.

على الرغم من اعتزاله الحياة السياسية منذ نحو 14 عاماً، حقق رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان، عودة قوية وملحوظة في أحدث استطلاع للرأي أجراه معهد “إيفوب” حول الشخصيات السياسية المفضلة لدى الشعب الفرنسي، حيث جاء في المركز الأول، ما فتح أكثر باب التكهنات بإمكانية ترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2027.

ورغم انتمائه إلى صفوف اليمين، فإن شعبيته شبه متساوية في كلا المعسكرين السياسيين في البلاد: %56 لدى اليسار و51% لدى اليمين، وذلك بحسب استطلاع “إيفوب”.

فمع أن دومينيك دو فيلبان كان دوماً شخصية يمينية، إلا أن مواقفه باتت في الآونة الأخيرة موضع إشادة من عدة شخصيات يسارية، لا سيما حيال الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، حيث وضع وزير الخارجية الفرنسي الأسبق نفسه كمدافع عن خط متوازن في الصراع، واستنكر مراراً المجازر في غزة.

“القدس العربي”:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب