مقالات

محاضرة لمحمد عابد الجابري إطلاق فكرة شمولية تصنع مستقبلاً للعرب يتلاءم مع ماضيهم بقلم شربل القطار

بقلم شربل القطار

‏‎▪️محاضرة لمحمد عابد الجابري ▪️إطلاق فكرة شمولية تصنع مستقبلاً للعرب يتلاءم مع ماضيهم ▪️
بقلم شربل القطار
الجزء الأول
ترك محمد عابد الجابري إرثاً كبيراً مميزاً للمكتبة العربية من المحيط الى الخليج وفي سائر البلدان حيث وجدت جاليات عربية، مركزاً في شكل أساسي على نقد العقل العربي بأجزائه الأربعة:
· تكوين العقل العربي
· بنية العقل العربي
· العقل السياسي العربي
· العقل الأخلاقي العربي
في مقالتي هذه لن أدخل في أي تحليل أو دراسة أو نقد حول الإرث الفكري للجابري، فقد أشبع الكتاب والصحافيون العرب الموضوع على مساحة العشرات من الجرائد والمجلات العربية، وقد أعود لاحقاً للتركيز على بعض النقاط الأساسية التي تناولها الفقيد الجابري، والتي تسهم في شكل إيجابي في بناء وتكوين ما نطمح إليه لدى الأجيال العربية القادمة، كي تضع نصب أعينها الفكر الحر المستند الى العقل وليس الى ما اخبرنا به السلف الصالح.
سأكتفي هنا بالإشارة إلى في الدراسة القيمة التي قدمها محمد عابد الجابري في الندوة القومية حول فكر الأستاذ ميشال عفلق – بغداد 23 – 26 حزيران/يونيو 1990) تحت عنوان العروبة والإسلام في فكر الأستاذ ميشال عفلق، لما لها من قيمة أرى من حق جميع القراء العرب ان يطلعوا عليها من خلال نشرها.
وتجدر الإشارة إلى ان المرحوم الصديق الياس الفرزلي، كان يردد دائماً على مسمع زوجتي الدكتورة رزان عفلق كريمة الأستاذ ميشال، وعلى مسمعي، في الجلسات الكثيرة الشيقة التي كانت تجمعنا في باريس، عندما كنا نتطرق الى موضوع العروبة والإسلام في فكر الأستاذ عفلق، ان من بين خيرة ما كتب في هذا الموضوع دراسة الجابري في تلك الندوة القومية.
استند الجابري في دراسته كثيراً على نص محاضرة ميشيل عفلق الشهيرة ذكرى الرسول العربي التي ألقاها في ذكرى مولد الرسول العربي على مدرج الجامعة السورية بدمشق بتاريخ 5 نيسان (أبريل) 1943، والتي قال عنها عبدالسلام المجالي رئيس وزراء الأردن الاسبق في قصتي مع البعث في مذكراته (من «بيت الشعر» الى سلام وادي عربة): «كنت لم أزل بعد في السنة الأولى في الجامعة، حين أقامت الجامعة احتفالاً لمناسبة عيد المولد النبوي الشريف، وكان ميشال عفلق احد الخطباء واعترتني الدهشة. ترى ماذا سيقول مسيحي في عيد المولد النبوي وجلست أنتظر حتى يأتي دوره. ولما بدأ حديثه أدهشني، وبعد مرور كل هذه السنين لم اسمع اجمل من كلام عفلق عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. تحدث عفلق عن مناقب الرسول ودوره، وعظمته في إحياء الأمة العربية، ودور تلك الأمة. وما ان انتهى الاحتفال حتى وجدت نفسي أصافح عفلق مهنئاً إياه على خطابه المؤثر. وقدمت نفسي له، فاستقبلني بحرارة، وأعربت له عن إعجابي بما سمعته، وبخاصة ان يكون صاحب الخطاب مسيحياً. ساعتها دعاني الى لقاء… انضممت الى لقاءات عفلق بصورة دورية، وكنا نستمع الى احاديثه وخطبه. كانت هناك أحزاب نشطة أخرى في الجامعة، مثل الحزب الشيوعي، والحزب السوري القومي.
ولكن حزب البعث هو الحزب الذي ملأ سحره نفسي من حيث الفلسفة والفكر».
وكذلك استند الجابري الى كتابات عفلق: البعث العربي هو الانقلاب (1950)، حول الرسالة العربية/الخالدة (1946)، نظرتنا الى الدين (1956)، قضية الدين في البعث العربي (1956)الجيل العربي الجديد (1944)، العرب بين ماضيهم ومستقبلهم (1950)، قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية حديث في اجتماع لطلبة المغرب العربي (1955)، أصالة الأمة قوة نضالية متجددة (1976)، التراث عزّز صمود الأمة وأعطى للثورة العربية مستواها العالمي (في 7 نيسان/أبريل 1976)، من أجل عمل عربي مستقبلي (في 7 نيسان 1986).
وإذ أترك للقارئ دراسة الجابري، أتمنى ان تساهم هذه الدراسة، في توضيح وإضاءة جوانب هامة من فكر مؤسس البعث العربي، مع التأكيد على ان حركة البعث العربي هي حركة مؤمنة وذلك عكس ما أرادت ان تهاجمها به بعض الفئات او الحركات المتطرفة التي حاربتها ولا زالت تحاربها من هذه الزاوية.
🟢 نص محاضرة محمد عابد الجابري
لعل اصدق وصف ينطبق اكثر من غيره على فكر الأستاذ الراحل ميشال عفلق هو أنه فكر شمولي، فما من قضية إلا ونجده ينظر إليها في ارتباطها مع غيرها من القضايا التي تتداخل معها نوعاً من التداخل، وهذه الشمولية في فكره ترجع في نظرنا إلى ثلاثة عوامل: او لنقل أنها كانت ذات ثلاثة أبعاد:
فالرجل كان، اولاً، مؤسس حزب وقائده، فكان عليه ان يتابع الواقع في تموجه وتنوعه، في جزئياته وكلياته، حتى تأتي مواقفه السياسية والأيديولوجية، متكاملة منسجمة مع بعضها خالية من التناقض، كما كان عليه ان يرد على الأحزاب الأخرى المنافسة، مهما اختلفت مشاربها وتباينت مواقفها، من منطلق واحد مبدئي، ومن رؤية واحدة شمولية.
🔺يتبع🔺

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب