قصة قصيرة : النملة التي نمت لها أجنحة !

قصة قصيرة : النملة التي نمت لها أجنحة !
بقلم : رحال امانوز .
حكاية من عالم الحيوان .
زعموا ان نملة صغيرة . كانت مغترة بنفسها . إلى أبعد الحدود . تتعالى على بني جنسها . من حشرات النمل . ولا تنفك من التشكي من حالها . أصبحت تمقت هذه الحياة البءبسة . التي تعيشها ضمن حياة النمل . حياة لا نشوة فيها . العمل والنظام الصارم . تمر الحياة اليومية في رتابة . إنها تشبه الأشغال الشاقة . حفر الملاجيء وتشييد البيوت . في أعماق الأرض .وجمع حبوب القمح دون هوادة او استراحة . تخلت ذات يوم عن الصف . وجلست فوق شجرة توت . ثم تمنت ان تكون لها أجنحة . وان تعيش في حرية تامة . وفي راحة من هم الشغل . اخذتها سنة من النوم . افاقت بعدها وهي لا تصدق نفسها . احست بشيء ما في جانبها الايمن . وشيء آخر في جانبها الايسر . احست بنشوة عظمى . لقد تحقق حلمها . أصبحت لها أجنحة. حركتهما برشاقة وعفوية . وفجأة حلقت في الفضاء عاليا . نظرت إلى الأسفل . تراءى لها زملاؤها وزميلاتها . من بني جنسها من النمل . وهم يكدون ويشتغلون في إصرار كبير . سخرت منهم ومن سداجتهم . رفرفت بجناحيها الابيضين اللامعين . وحلقت بعيدا حول الحقول والروائي والجبال . و قطعت الوديان والغابات . هاهي الآن تعيش حياتها السعيدة . دون عمل ودون قيود … مرت أيام فصل الربيع والصيف سريعا . بدأت أحوال الطبيعة تتغير . بدأت الرياح الباردة تعصف . وأولى قطرات المطر تتساقط . نظرت النملة المغرورة إلى أسفل. حيث كان اخوتها منهمكين في اشغالهم . بحثت عنهم بحسرة . تذكرت انهم الآن يحتمون في مخابءهم . وقد أغلقوا عليهم مساكنهم . بعد ما ادخلوا مؤونتهم معهم . سيبقون هناك إلى أن يمر الخريف والشتاء. ويصفو الجو و تستقر أحوال الطقس . اشتدت عليها وطأة البرد القارس . وغمرتها مياه المطر . بحثت عن مكان يؤويها . او حبة قمح تسد بها رمق الجوع . الذي نهشت أنيابه احشاءها . ندمت على تركها بني جنسها . وندمت على أمانيها الزاءفة . واحلامها الكاذبة . وأفكارها الحمقاء . حركت جناحيها دون جدوى . تسرب إليها الضعف والوهن . فقدت السيطرة على نفسها . بدأت تصرخ وتولول : ما الفائدة منك ايتها الاجنحة الواهية ؟ ما جدوى الحرية والدعة ؟ تقاذفتها الرياح المزمجرة ! وحملتها سيول المطر الجارفة ! لتصبح هباء منثورا …