صحيفة إسرائيلية: لا تنتظروا تغريدة “مهرج البيت الأبيض”.. حان وقت رحيل نتنياهو وخروجنا من غزة

صحيفة إسرائيلية: لا تنتظروا تغريدة “مهرج البيت الأبيض”.. حان وقت رحيل نتنياهو وخروجنا من غزة
نتنياهو ليس تشرشل، وإيران الخمينية ليست ألمانيا النازية، و12 يوماً من الهجمات الناجحة على مواقع في إيران ليست نصراً في حرب عالمية. على الرغم من ذلك، هو إنجاز يجدر التباهي به. الإنجاز يستحقه المنفذون فقط، ببزاتهم أو بدونها، بل يستحقه أولاً نتنياهو الذي اتخذ القرار وربط به رئيس الولايات المتحدة، بخلاف عاداته، كما عرف أيضاً كيف نوقف النار قبل توريطنا في حرب لا نهاية لها.
كل الاحترام، هذا هو زمن منحه مواطنة شرف في كل مدينة، وتسمية شوارع على اسمه، وتسمية مدارس ومستشفيات على اسم زوجته، وعرض تجسير توفيق عليه، وصفقة اعتراف بالذنب، وإرفاق فصول جديدة في كتب السيرة الذاتية التي كتبت عنه وكتبها بنفسه. الأمة ستصفق حين يتلقى ميدالية الحرية من الرئيس (إلا إذا غير ترامب رأيه فجأة في أن نتنياهو لم يعد “شجاعاً، حاداً، لامعاً، طيباً وقوياً” بل “جبان، وكذاب ومتملق”، مثلما كتب عنه ستيف بانون قبل بضعة أيام، أيديولوجي حركة ترامب، ومثلما قال ترامب نفسه عنه في الماضي حين رفض تحمل المسؤولية عن تصفية سليماني).
هذا هو زمن ملئه بالثناء: عليه أن يرحل فقط؛ مثل تشرشل وبن غوريون، الشخصين اللذين كانت إنجازاته عظيمة، وها هو يصر أيضاً على إنهاء حياته السياسية بالعار. في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد وقف النار، قال رداً على سؤال إنه لا يزال لديه الكثير من الأمور ليفعلها. فمن كل الأمور التي قالها قوله الأكثر إثارة للقلق. يجب أن يكون الإنجاز في إيران سجل النهاية، رتوش الصورة، وليس إكسيراً محفزاً لمواصلة الضرر. للخير وللشر: الرجل قام بواجبه.
الحملة المتواصلة في غزة جزء من الضرر. ثمة نذر شؤم عن سقوط سبعة مقاتلين من الهندسة القتالية في خان يونس بلغنا به، نحن الصحافيين، في يوم الاحتفال بوقف النار في إيران. وكما كان مطلوباً، منعت الرقابة العسكرية نشر النبأ قبل الأوان. المراسلون العسكريون الذين أرادوا إظهار المعرفة دون خرق القانون تحدثوا عن “حرب ضروس في غزة”. كان هذا كذباً: لا توجد حرب ضروس في غزة. ليس ممكناً تسمية ما يحصل حرباً. إن فلول حماس تلاحق الجيش الإسرائيلي. مخرب يخرج من فوهة نفق يلقي بعبوة ويطلق آر.بي.جي فيقتل أو يختفي. هي حملة صيد من جانبنا، وحرب عصابات من جانبهم، والسكان في الوسط. الصور قاسية، يتفطر لها القلب، تقع علينا بألوان إبادة جماعية، ولا حسم.
تتمتع الخطوة في إيران بإجماع جهاز الأمن. فقد أدت إلى تنفيذ استعدادات تواصلت لسنوات، شارك فيها كثيرون وطيبون. “كان هذا مشروع حياتي”، قال لي أحدهم هذا الأسبوع.
في تواصل الخطوة في غزة، يبدو نتنياهو وحيداً إلى هذا الحد أو ذاك. فقيادة الجيش كانت ستسرها صفقة شاملة تحرر المخطوفين كلهم مقابل وقف القتال. وثمة نصيب لإحساس الذنب تجاه المخطوفين وعائلاتهم. هذا صحيح بالنسبة للشركاء المباشرين في قيادة الجيش في إخفاق 7 أكتوبر، وصحيح أيضاً بالنسبة لمن حل محلهم. لكن الأهم من هذا هو ما يحصل وما لا يحصل في الميدان. بعد نحو عشرين شهراً، يروي المقاتلون ولا سيما جنود “الاحتياط”، عن إحساس استنفاد وحتى عن إحساس ملل، وليس لقادتهم أجوبة. كل سؤال أطرحه على مسؤولين في الجيش في مسألة غزة، ألقى الجواب: هذه تعليمات المستوى السياسي.
الويل لنا حين تصبح تغريدة مهرج البيت الأبيض هي التي توصلنا إلى الحل الصائب في غزة. الفجوة بين ما يمكننا أن نفعله في طهران وما نرفض أن نفعله في غزة غير قابلة للجسر، لا تغتفر.
لكن غزة هي المقدمة.
ناحوم برنياع
يديعوت أحرونوت 27/6/2025