لنتنياهو: فرصتك الأخيرة.. لتطرق باب القيادة الفلسطينية

لنتنياهو: فرصتك الأخيرة.. لتطرق باب القيادة الفلسطينية
لا تفوت الفرصة هذه المرة أيضاً
حملة “شعب كالأسد” التي انتهت هذا الأسبوع، كانت خطوة باعثة على الدهشة، روج نتنياهو لتنفيذها سنوات طويلة وأثبت أن مخاوف أصحاب قرار آخرين كان مبالغاً في نتائجها. وهكذا ينهي خطوة طويلة تفكك فيها قوات الأمن الإسرائيلية، بقيادته، تهديدات الطوق الذي هدد بخنقنا، بإشراف إيراني تقشعر له الأبدان.
أحد الأمور الهامة التي وقعت في الـ 12 يوماً من الحرب كان عودة لا لبس فيها للردع الإسرائيلي الذي تضرر بشدة في 7 أكتوبر، وعاد ليكون عنصراً مركزياً في العظمة الإسرائيلية. تغيير الحكم في لبنان والانقلاب في سوريا علامة مهمة للوضع الاستراتيجي الجديد لإسرائيل. نحن اليوم في وضع سياسي – أمني جديد، والمطلوب عدم الاكتفاء بالإعجاب به، بل استغلاله لخطوة سياسية تضمن مستقبلنا. لقد نشأت فرصة لإجراء تغييرات، فرصة تولد مرة واحدة في سنوات طويلة، ولن نغفر لأنفسنا إذا ما مرت وانضمت إلى قائمة تفويتاتنا للفرص.
لقد ادعى نتنياهو بأن من الخطأ التشديد على النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني بدلاً من الفهم بأن المشكلة المركزية هي عدم استعداد العالم العربي للاعتراف بحق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية. لقد عاد وقال إن الطريق الصحيح لمعالجة القضية الفلسطينية هو الوصول إلى سلام مع الدول العربية المهمة، وعندها التوجه إلى القيادة الفلسطينية وطرح مبادئ سلام عليها تكون مريحة لإسرائيل. جرى الجدال حول ما هو الأسبق، فيما المسألة الديمغرافية في الخلفية تضع مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية في خطر. وجبهة الرفض في الجانب العربي والإسلامي تسببت في اعتبار الجدال في نظر الكثيرين جبلاً افتراضياً، على الأقل حتى المبادرة العربية في 2002، التي أعلن فيها العالم الإسلامي بأنه سيقيم علاقات دبلوماسية وتطبيع العلاقات معها مع الإسرائيليين إذا ما وافقت على حل سلمي مع الفلسطينيين.
اتفاقات إبراهيم في 2020 غيرت الوضع. بعض من الدول العربية البراغماتية كانت مستعدة للتطبيع مع إسرائيل حتى قبل التوقيع على سلام إسرائيلي – فلسطيني. صورة المنطقة منذ بدأت الحرب في 2023 تسببت في أن إضعاف معارضي الاعتراف بإسرائيل والسلام معها ولم يعودوا يشكلون تهديداً عليها وعلى مسيرة السلام معها. وحرب الـ 12 يوماً تسببت في ألا يشكل “رأس الأفعى”، إيران، تهديداً كهذا.
وفقاً لفكر نتنياهو، هذه هي اللحظة التي يتعين عليه التوجه إلى القيادة الفلسطينية في رام الله، ويعرض عليها اقتراحاته للسلام. هذه هي اللحظة التي لا ينتظر فيها العالم العربي ما يقوله الفلسطينيون بالنسبة للتطبيع معنا، وليس بوسع جبهة الرفض العربية إفشال السلام الإسرائيلي – الفلسطيني. بدون سلام مع الفلسطينيين، ستفوت الفرصة الحالية، فيما هو واضح لنا أن في الولايات المتحدة رئيساً معنياً جداً بالمساعدة في خطوة تجلب السلام للشرق الأوسط، ربما لأنه يريد أن ينال جائزة نوبل، وربما يريد أن يثبت لشعبه وللعالم بأنه هو وحده القادر على اتخاذ خطوات سياسية يخشى الآخرون القيام بها. إذا كان نتنياهو موالياً لنفسه، فعليه أن يفعل هذا.
ليس إنسانياً، ليس يهودياً
في بداية الأسبوع، مع إطلاق الصافرة في حيفا، سعت نسرين عقب للدخول إلى الملجأ المجاور في شارع غيئولا. رفض السكان ذلك، ودفعوها للخارج. تبقت في الجانب الآخر من الشارع حتى تحرير الجمهور اليهودي من المجالات المحصنة، وبكت. ليس هذا طريقنا.
الانفصال عن القطاع
للحظة، حظينا بعطف في العالم، عندما قصفنا منشآت النووي في إيران. وفي اليوم الذي انتهت فيه الحرب، أنبئنا بقتل سبعة من جنودنا في غزة. نحن ملزمون بالخروج من هذا المكان الدامي، لنسترجع كل المخطوفين الأحياء والأموات، ونسمح لجهات عربية السيطرة على غزة. كل ما يحصل هناك، ما لم نخرج منه، سيكون على مسؤوليتنا، بما في ذلك قصة المساعدات الإنسانية. لا تبرير لهذا.
يوسي بيلين
إسرائيل اليوم 27/6/2025