تحقيقات وتقارير

قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على تمديد العقوبات ضد روسيا وترامب وزيلينسكي يجريان لقاء «بنّاء» في لاهاي

قادة الاتحاد الأوروبي يتفقون على تمديد العقوبات ضد روسيا وترامب وزيلينسكي يجريان لقاء «بنّاء» في لاهاي

آدم جابر

باريس  على وقع استمرار الحرب في أوكرانيا، واصلت موسكو وكييف تبادل الأسرى خلال هذا الأسبوع، الذي تميّز أيضا بلقاء الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في لاهاي، وكذلك اتفاق قادة دول الاتحاد الأوروبي، في ختام قمتهم ببروكسل، على تمديد العقوبات المفروضة على روسيا على خلفيةِ حربها المستمرة ضد أوكرانيا.
في ختام قمتهم ببروكسل، وافق قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على تمديد العقوبات الـ 17 المفروضة على روسيا لمدة ستة أشهر. غير أن اعتماد الحزمة الـ18 التي تستهدف النفط والغاز الروسيين تمّت عرقلته من قبل سلوفاكيا، التي تستخدم هذا الفيتو للضغط على المفوضية الأوروبية من أجل ضمان إمداداتها من الغاز، في وقت يسعى فيه الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء وارداته من الغاز الروسي بالكامل بحلول عام 2027. وقد اقترح في 10 حزيران/يونيو خفض سقف سعر بيع برميل النفط الروسي من 60 إلى 45 دولاراً، في إطار الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات. ونظراً لكون سعر النفط حالياً أعلى بكثير من 60 دولاراً، فإن هذا السقف الجديد لن يُعتمد في الوقت الحالي. وحسب وزيرة الخارجية الأوروبية كايا كالاس، فقد سمح السقف السابق البالغ 60 دولاراً بتقليص عائدات روسيا النفطية بنسبة 30 في المئة، وهي عائدات ضرورية لتمويل حربها على أوكرانيا.
ومع ذلك، شكّلت روسيا أسطولاً “شبحياً” من ناقلات النفط للالتفاف على الحظر، ويُقدَّر عدد هذه السفن بأكثر من 500، استهدف الاتحاد الأوروبي بعضها مسبقاً. ويريد الاتحاد، ضمن هذه الحزمة الجديدة، إدراج 70 ناقلة نفط “شبحية” إضافية إلى القائمة السوداء، التي تضم حالياً حوالي 340 سفينة. كما يسعى التكتل الأوروبي إلى توسيع العقوبات لتشمل المنتجات المكررة من النفط الروسي، التي ما تزال تُستورد، لا سيما عبر بعض الدول الثالثة مثل تركيا. كذلك يخطط الاتحاد لإضافة 22 بنكاً روسياً إلى قائمة المؤسسات المالية المحرومة من الوصول إلى الأسواق المالية الدولية عبر نظام سويفت. كما ينوي إضافة شركات أخرى، بما في ذلك شركات صينية، إلى القائمة السوداء، كونها تساعد الجيش الروسي في الالتفاف على العقوبات المفروضة.

انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد

يبدو أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ما يزال هدفاً بعيد المنال. فعند وصوله إلى مجلس الاتحاد الأوروبي، أعلن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان صراحةً رفضه لانضمام أوكرانيا، قائلاً: “إذا قمنا بضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، فإننا نضم الحرب إلى الاتحاد. لا نريد أن نكون جزءاً من مجتمع يضم بلداً في حالة حرب، لأن ذلك سيشكّل خطراً وشيكاً علينا”. ولإضفاء شرعية على رفضه، نظّم أوربان استفتاءً أظهر رسمياً أن 95 في المئة من المشاركين صوتوا ضد انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد. وعلى الرغم من أن أقل من ثلث الناخبين شاركوا في الاستفتاء، فقد استند أوربان إلى هذه النتيجة لدى وصوله إلى بروكسل.
وشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الاجتماع عبر الفيديو قبل أن يترك القادة الأوروبيين يتداولون فيما بينهم. وفي كلمته، حذّر من أن تأخير انضمام أوكرانيا قد “يخلق سابقة عالمية ويقوض الثقة في الاتحاد الأوروبي”. وبانتظار الخروج من حالة الجمود، تم اعتماد نتائج المجلس بموافقة 26 دولة فقط. وتجدر الإشارة إلى أن عملية الانضمام تتطلب الإجماع في كل مرحلة من مراحلها. وإذا استمر الجمود، سيتعيّن على القادة الأوروبيين البحث عن خطة بديلة.

لقاء ترامب- زيلينسكي

عشية انعقاد القمة الأوروبية، يوم الخميس، التقى الرئيسُ الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” التي احتضنتها لاهاي. زيلينسكي، وصف اللقاء بأنه “طويل وبنّاء”، وأنه ناقش مع ترامب “سبل تحقيق وقف لإطلاق النار وسلام حقيقي” في أوكرانيا. من جهته، تحدث الرئيس الأمريكي عن “لقاء جيد” مع نظيره الأوكراني. ويُعد هذا الاجتماع الأول بين الرئيسين منذ لقائهما القصير في روما في نيسان/أبريل الماضي، على هامش جنازة البابا الراحل فرنسيس. في نهاية شباط/فبراير، انتهى أول لقاء بينهما بمشادة كلامية حادة في المكتب البيضاوي أمام الكاميرات. كان من المفترض أن يلتقيا مجددًا في كندا لحضور قمة مجموعة السبع منتصف حزيران/يونيو، لكن الرئيس الأمريكي غادر على عجل ولم يُعقد الاجتماع.
في أروقة حلف الأطلسي، في لاهاي، لم يُخفِ أعضاء الوفد الأوكراني أنه في ظل غياب أي تقدم كبير في العلاقات مع الناتو لأسباب موضوعية، ستركز كييف على مسائل ملموسة. وصرح رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، أندريه يرماك، للصحافة: “أوكرانيا بحاجة إلى أنظمة دفاع جوي، وأسلحة، وعقوبات إضافية ضد روسيا، وضغوط إضافية. ستكون هذه المواضيع بالتأكيد محور اجتماعات الرئيس زيلينسكي مع قادة الدول الأعضاء في الناتو”. ولن يخرج الأوكرانيون خاليي الوفاض.
فبموجب اتفاق أبرم خلال محادثات في إسطنبول في وقت سابق من هذا الشهر لم يفض إلى تقدّم في تسوية النزاع، تبادلت أوكرانيا وروسيا مجدداً هذا الأسبوع مجموعة جديدة من الجنود الأسرى، حيث يعدّ تبادل أسرى الحرب وإعادة جثث القتلى من مجالات التعاون النادرة القائمة بين البلدين منذ بدء الحرب بينهما. وكما جرت العادة خلال عمليات التبادل السابقة، لم يكشف أيّ من الطرفين عن عدد الأسرى الذين تمّ تبادلهم. وكان البلدان قد تعهدا بإعادة ألف جندي على الأقلّ إلى الطرف الآخر خلال مباحثات مباشرة جرت في إسطنبول في الثاني من حزيران/يونيو، من دون اتخاذ قرار بشأن إجراء جولة محادثات جديدة. كما التزما بالإفراج عن أسرى الحرب الشباب أو المصابين وإعادة جثث الجنود الذين سقطوا في المعارك.
وسط استمرار الهجمات الروسية على طول خط الجبهة في الشرق الأوكراني، أعلنت كوريا الشمالية هذا الأسبوع أنها سترسل مزيدا من القوات إلى روسيا لمساعدتها في حربها ضد أوكرانيا، ربما في موعد أقربه في تموز/يوليو، وذلك بعد بضعة أيام من قول رئيس مجلس الأمن القومي الروسي سيرغي شويغو، خلال زيارة له إلى بيونغ يانغ، إن كوريا الشمالية سترسل عسكريين وخبراء متفجرات للمساعدة في إعادة بناء منطقة كورسك الروسية. وأصبحت كوريا الشمالية أحد الحلفاء الرئيسيين لروسيا خلال حربها في أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، إذ أرسلت آلاف الجنود وحاويات محملة بالأسلحة لمساعدة الكرملين في إخراج القوات الأوكرانية من كورسك. وحسب الاستخبارات الكورية الجنوبية، فقد قُتل حوالي 600 جندي كوري شمالي وجُرح الآلاف في المعارك إلى جانب روسيا، نقلا عن جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي. وأقرّت بيونغ يانغ في نيسان/أبريل لأول مرة أنها نشرت قوات لدعم حرب روسيا في أوكرانيا، وبمقتل جنودها في المعارك.

-«القدس العربي»:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب