مقالات

التلويح بالعصا الأمريكية هل يقود طرفي الحرب لوقف دائم لإطلاق النار؟.. كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه

عبدالله رزق أبو سيمازه

التلويح بالعصا الأمريكية هل يقود طرفي الحرب لوقف دائم لإطلاق النار؟..
كتب: عبدالله رزق أبو سيمازه
يثير تدخل الولايات المتحدة الأمريكية “متأخرة” لأجل وقف القتال بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع التساؤل بشأن مغزى احتياجها لثلاثة أسابيع من بدء حرب لتتخذ هذا الموقف؟..
ثمة العديد من الفرضيات تطرح نفسها كأجوبة محتملة على التساؤل.. منها:
– أن واشنطن “فيما يبدو” كانت تعول على انتصار أحد الطرفين عاجلاً “البرهان غالباً”، لكن ليس في غضون ساعات، بدلالة إجلاء طاقمها الدبلوماسي وعلى رأسه السفير غودفري من الخرطوم المسرح الرئيس للعمليات، الأمر الذي بدا كضوء أخضر للمتحاربين للمضي قدماً بدفع البلاد نحو مصير هاييتي.
– أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ليست صادقة في حرصها على الديموقراطية والتحول الديموقراطي والاستقرار كما ادعت، وغير ملتزمة “حقاً” بدعم تطلعات الشعب السوداني لتبرير الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس والقاضي بفرض عقوبات على معرقلي جهود وقف الحرب والانتقال الديموقراطي، إذ أن انتصار أيّاً من الطرفين لا يشكل انتصاراً لإرادة الشعب أو ضمانة لاختياراته الديموقراطية. فالأرجح أنها لم تكن تعنى بوقف حرب داخلية في البعيد، إلا لتحسين ملف السياسة الخارجية لساكن البيت الأبيض بين يدي انتخابات وشيكة.
– يبدو أن تقدير المخابرات الأمريكية باحتمال اطالة أمد الحرب على خلاف ما يشتهي البيت الأبيض، واحتمال لجوء المتحاربين للاستقواء بأطراف خارجية، ليس من بينها الولايات المتحدة أو” إسرائيل” على الأرجح “لعلها داعش أو فاغنر، وربما روسيا أو الصين، وفق ما يستشف من الإشارة لتهديد الحرب والانقلاب معاً للأمن القومي الامريكي” كان عاملاً حاسماً في تحريك بايدن من مربع اللامبالاة بالحرب “السودانية- السودانية” لمربع الفعل والتأثير على مصائرها، على الرغم من أن الحرب توفر شروطاً ملائمة، لتدخل مباشر للبلدان المجاورة للسودان بالذات، بداعي حماية أمنها القومي أو الحد من تدفقات اللاجئين السودانيين، في وقت سابق من عهد نظام المقلوع البشير، وفي ظروف مشابهة “تقريباً” شهد السودان دخول قوات تشادية مدينة الجنينة، وتوغل الجيش اليوغندي حتى تخوم جوبا، ودخول الجيش الإثيوبي الكرمك واحتلال الفشقة، وضم مصر مثلث حلايب.
– يجيء لجوء واشنطن لسياسة التلويح بالعصا، ضمن استجابتها المتأخرة لحالة الحرب، وهي على عتبة أسبوعها الرابع، في وقت تتواصل فيه مساع “أمريكية- سعودية” للتوسط بين طرفي القتال، من أجل الاتفاق عبر التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء العدائيات، بغرض دعم تلك المساعي الأخيرة في سلسلة الجهود المتواصلة للولايات المتحدة وحلفائها منذ “25 أكتوبر 2022م” لإقناع المكون الانقلابي بالاستجابة للجهود الإقليمية والدولية لاسترداد مسار الانتقال الديموقراطي بقيادة مدنية، وقد دعمت الولايات المتحدة وحلفائها “بغير حدود” ما سمي “بالعملية السياسية” التي تيسرها لجنة ثلاثية من الأمم المتحدة والايغاد والاتحاد الأفريقي، والتي صممت لتعزيز موقع الانقلاب في السلطة الانتقالية وشرعنته بدلاً من إسقاطه.
– يثير الدهشة أن الولايات المتحدة تكتشف “متأخرة أيضاً كالعادة” أن ما تسميه بالاستيلاء العسكري على السلطة في “25 أكتوبر 2022م” وهي “مراوغة لغوية ماكرة” لتجنب تصنيفه كانقلاب، وتفادي ما يترتب على ذلك من التزامات، يتساوى مع اندلاع القتال بين العسكريين في أبريل 2023م، بتشكيله “تهديداً غير عادي للأمن القومي، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية” دون أن يترتب على ذلك أي عقوبات، كتعبير عن تناقضات السياسة الأمريكية ومكيافيليتها.
– وعلى خلفية فشل سياسة الجزرة، بما فيها من حوافز اقتصادية، ووعود “بإعادة السودان للمجتمع الدولي”، تجد واشنطن نفسها، تغامر بسمعتها الدولية وهي تختبر قوة نفوذها وقدرتها على التحكم في مصائر بلاد، “توفرت” خلال حكم المخلوع البشير، على تجربة واسعة في الالتفاف على الضغوط الدولية السياسية والدبلوماسية كافة، والاستثمار في التناقضات بين أقطاب العالم “روسيا، أمريكا، الصين، وأوروبا”، وهو أمر يثير التساؤل حول جدوى وفعالية العقوبات، التي يتوعد بها بايدن “الأشخاص العازمون على المشاركة أو محاولة الانخراط في إجراءات أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان، والإجراءات أو السياسات التي تقوض تشكيل أو عمل حكومة انتقالية مدنية، أو انتقال السودان إلى الديمقراطية، أو حكومة منتخبة ديمقراطياً في المستقبل، الإجراءات أو السياسات التي تقوض العمليات أو المؤسسات الديمقراطية في السودان، والرقابة أو الإجراءات أو السياسات الأخرى التي تحد من ممارسة حريات التعبير أو تكوين الجمعيات أو التجمع السلمي “فساد، انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، استهداف النساء والأطفال أو أي مدنيين آخرين، عرقلة أنشطة بعثات الأمم المتحدة، والهجمات على بعثات الأمم المتحدة”..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب