الأطعمة الخارقة: ما هي وما سبب شعبيتها؟

الأطعمة الخارقة: ما هي وما سبب شعبيتها؟
اكتشف/ي فوائد الأطعمة الخارقة ومكوناتها الغذائية، وتعرّف/ي إلى دورها الحقيقي في دعم الصحة ضمن نمط غذائي متوازن ومستدام
أصبحت «السوبر فود» – أو ما يُعرف بالأطعمة الخارقة – مصطلحاً دارجاً في عالم التغذية، ويُحتفى بها لقدرتها العالية على تغذية الجسم وارتباطها المحتمل بتحسين الصحة العامة. لكن، بعيداً من الضجة التسويقية، ماذا يقول العلم حقاً عن هذه الأطعمة؟
*ما المقصود بـ«الأطعمة الخارقة»؟
-
تتميز الأطعمة الخارقة بتركيز مرتفع من الفيتامينات والمعادن، مضادات الأكسدة، الألياف، والدهون الصحية
رغم شيوع المصطلح، إلا أن «الأطعمة الخارقة» لا تخضع لتعريف علمي أو تنظيمي رسمي. عموماً، يُستخدم للتعبير عن الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والمركّبات النشطة بيولوجياً، والتي يُعتقد أنها تسهم في تعزيز الصحة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض.
غالباً ما تتميز هذه الأطعمة بتركيز مرتفع من الفيتامينات والمعادن، مضادات الأكسدة، الألياف، والدهون الصحية، ما يمنحها سمعة كونها «قنابل غذائية صغيرة» ذات تأثير كبير.
*أشهر «السوبر فود» وقيمتها الغذائية
-
الكايل والكينوا… عناصر بسيطة، بفوائد غذائية خارقة
*الكايل
أحد أشهر الخضروات الورقية الخضراء، ويتميّز بتركيبة غذائية غنية بفيتامينات A وC وK، إلى جانب الكالسيوم والحديد ومضادات أكسدة قوية مثل الكيرسيتين والكامبفيرول.
تُعزز هذه العناصر من وظائف المناعة، وصحة العظام، وتسهم في خفض الالتهاب. وقد بيّنت دراسات أن مضادات الأكسدة في الكايل تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي، ما قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان.
*الكينوا
حبّة كاملة غنية بالبروتين الكامل، أي إنها تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية التسعة، وهو أمر نادر في الأغذية النباتية.
تحتوي الكينوا أيضاً على الألياف، المغنيسيوم، فيتامينات B، الحديد، البوتاسيوم، الكالسيوم، الفوسفور، فيتامين E، ومضادات الأكسدة.
يُساعد محتواها من الألياف في تحسين الهضم وتنظيم مستويات السكر في الدم، بينما يدعم البروتين إصلاح العضلات ونموّها.
-
بذور الشيا والتوت الأزرق: طاقة طبيعية للقلب والدماغ والهضم
*بذور الشيا
رغم صغر حجمها، تُعد بذور الشيا من أقوى الأطعمة المغذية. فهي غنية بأحماض أوميغا-3 الدهنية، الألياف، البروتين، الكالسيوم، المغنيسيوم، والفوسفور.
تُسهم أوميغا-3 في تعزيز صحة القلب وتقليل الالتهابات، بينما تدعم الألياف صحة الجهاز الهضمي وتنظيم الجلوكوز في الدم. كما تسهم مضادات الأكسدة الموجودة فيها في حماية الخلايا من التلف التأكسدي.
*التوت الأزرق (Blueberries)
يُعرف التوت الأزرق باحتوائه العالي على مضادات الأكسدة، خصوصاً الأنثوسيانين، وهي المركّبات التي تمنحه لونه الأزرق الداكن.
تُسهم هذه المركّبات في مقاومة الإجهاد التأكسدي، خفض ضغط الدم، وتقليل خطر أمراض القلب. كما يحتوي التوت على فيتامينات C وK، إضافة إلى الألياف. وتشير أبحاث إلى أنه قد يُحسّن من الوظائف الإدراكية ويُبطئ تراجع الذاكرة المرتبط بتقدّم العمر.
-
السلمون والجوز: ثنائي أوميغا-3 الذهبي لدعم القلب والذاكرة
*سمك السلمون
يُعد السلمون مصدراً ممتازاً لأحماض أوميغا-3 الدهنية (EPA وDHA)، التي تُعرف بدورها الحيوي في دعم صحة القلب والدماغ.
تتميّز هذه الدهون بخصائصها المضادة للالتهابات، وتُحسّن وظائف القلب والأوعية الدموية، وتدعم الذاكرة والتعلّم.
إضافة إلى ذلك، يوفّر السلمون بروتيناً عالي الجودة، وفيتامينات B، البوتاسيوم، السيلينيوم، ومركّبات مثل الأستازانتين – وهو أحد مضادات الأكسدة القوية.
*الجوز (عين الجمل)
يُعد الجوز من المكسرات الغنية بالبروتين والدهون الصحية، لا سيما حمض ألفا-لينولينيك، وهو شكل نباتي من أوميغا-3.
كما يحتوي على الألياف، فيتامين E، مجموعة فيتامينات B، المغنيسيوم، والزنك.
تُظهر الأبحاث أن المركّبات النشطة في الجوز تمتلك خصائص مضادة للأكسدة والالتهاب، ما يُعزز صحة القلب والدماغ.
*الفوائد تحت المجهر العلمي
-
يحتوي عدد من «الأطعمة الخارقة» على مضادات أكسدة مثل فيتامينات A وC وE
*نشاط مضاد للأكسدة:
يحتوي عدد من «الأطعمة الخارقة» على مضادات أكسدة مثل فيتامينات A وC وE، إضافة إلى مركّبات مثل الفلافونويدات والبوليفينولات، التي تُساعد في تحييد الجذور الحرة وتقليل التلف الخلوي المرتبط بالشيخوخة والأمراض المزمنة.
*الحماية القلبية:
أحماض أوميغا-3 الدهنية الموجودة في السلمون، الجوز، وبذور الشيا، تُسهم في خفض ضغط الدم، تقليل الالتهابات، تحسين نسبة الدهون في الدم، وخفض خطر الإصابة بأمراض القلب.
*مضادّة للالتهاب:
تحتوي الكايل، الجوز، والشيا على مركّبات تسهم في تنظيم الالتهاب المزمن، والذي يُعد من الأسباب الرئيسية لعدد من الأمراض.
*دعم صحة الدماغ:
أظهرت دراسات أن التوت الأزرق والسلمون يمكن أن يُحسّنا من الذاكرة والوظائف الإدراكية بفضل محتواهما من مضادات الأكسدة وأوميغا-3.
*تحسين الهضم:
الكمية العالية من الألياف في الكينوا، الشيا، والجوز تُعزز صحة الأمعاء، وتحسّن الهضم، وتُساعد في تنظيم مستويات السكر.
*ما بين الواقع والتسويق
رغم فوائدها الغذائية الكبيرة، يحذّر اختصاصيو التغذية من المبالغة في تقدير تأثير «الأطعمة الخارقة».
فلا يوجد طعام واحد يُعتبر علاجاً شاملاً، والأهم دائماً هو تنوّع النظام الغذائي واحتواؤه على مزيج متوازن من الأطعمة الغنية بالمغذيات.
كما إن بعض هذه الأطعمة قد تكون مرتفعة التكلفة أو غير متوافرة للجميع، في حين توفّر أطعمة تقليدية أخرى فوائد مماثلة من دون أن تحظى بنفس الترويج.
لذا من الضروري الاعتماد على معلومات قائمة على الأدلة، وتجنّب الانجراف وراء الحملات التسويقية التي تصوّر هذه الأطعمة على أنها «خارقة» أو «سحرية».
*كيف ندمج «الأطعمة الخارقة» بذكاء في نظامنا الغذائي؟
-
لا يوجد طعام واحد يُعتبر علاجاً شاملاً والأهم دائماً هو تنوّع النظام الغذائي
* الحرص على تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية مثل الورقيات، التوت، المكسرات، البذور، الحبوب الكاملة، والأسماك الدهنية.
* اختيار النسخ الطبيعية غير المعالجة للحصول على أقصى قدر من الفوائد.
* مزج هذه الأطعمة مع نظام غذائي متوازن يشمل باقي المجموعات الغذائية.
* الاهتمام بنمط الحياة ككل: الحركة، النوم الجيد، وإدارة التوتر هي عوامل أساسية لا تقل أهمية