تقليص آلاف الوظائف: مايكروسوفت توفّر 500 مليون دولار عبر الذكاء الاصطناعي

تأتي هذه الوفورات في وقتٍ أعلنت فيه الشركة عن تسريح نحو 6,000 موظف، أي ما يعادل حوالي 4٪ من قوتها العاملة، ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة الأقسام التشغيلية وتوجيه الاستثمار نحو البنية التحتية للذكاء الاصطناعي…

أعلنت شركة مايكروسوفت عن تحقيق وفورات مالية تجاوزت 500 مليون دولار خلال العام الماضي، نتيجة اعتمادها المتسارع على تقنيات الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في مراكز خدمة العملاء، حيث استخدمت الشركة أدوات ذكية للتعامل مع استفسارات المستخدمين بدلاً من فرق الدعم البشري، وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز نقلًا عن مصادر داخلية.

وتأتي هذه الوفورات في وقتٍ أعلنت فيه الشركة عن تسريح نحو 6,000 موظف، أي ما يعادل حوالي 4٪ من قوتها العاملة، ضمن خطة أوسع لإعادة هيكلة الأقسام التشغيلية وتوجيه الاستثمار نحو البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والتوسع في مراكز البيانات.

وقال جودسون ألوف، الرئيس التجاري في مايكروسوفت، إن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت تولّد ما يقارب 35٪ من شيفرات البرمجياتالجديدة في مشاريع الشركة، وهو ما أسهم في تسريع إطلاق المنتجات وتعزيز الكفاءة عبر قطاعات التطوير والدعم الفني.

ووبالتوازي مع عمليات التسريح، خصّصت مايكروسوفت الجزء الأكبر من ميزانيتها الاستثمارية للعام الجاري – والمقدّرة بنحو 80 مليار دولار – لبناء مراكز بيانات جديدة وتوسيع قدراتها السحابية، بما يضمن بنية قوية قادرة على دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطوّرة التي باتت في صلب استراتيجيتها.

وتأتي هذه الخطوات في سياق سباق تقني متسارع بين عمالقة التكنولوجيا، حيث تسعى شركات مثل أمازون وجوجل وأوبن إيه آي إلى تأمين تفوّقها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال استثمارات ضخمة في البنية التحتية والخدمات الذكية.

ورغم ما أثارته قرارات التسريح من قلقٍ في أوساط الموظفين، ترى مايكروسوفت أن إعادة توزيع الموارد وتوجيهها نحو الأتمتة والذكاء الاصطناعي سيُعزز من قدرتها على المنافسة والاستمرار في تقديم خدمات عالية الكفاءة لملايين المستخدمين حول العالم.