داريل كيمبال لـ”القدس العربي”: لأول مرة منذ الحرب الباردة.. شبح حرب نووية عالمية يلوح في الأفق

داريل كيمبال لأول مرة منذ الحرب الباردة.. شبح حرب نووية عالمية يلوح في الأفق
حسن سلمان
تونس-
أكد داريل كيمبال، المدير التنفيذي لرابطة الحد من التسلح الأمريكية، أن شبح الحرب النووية العالمية يلوح في الأفق لأول مرة منذ نهاية الحرب الباردة قبل 35 عاما، محذرا من انهيار توازن الرعب النووي الهش في ظل تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين واحتمال لجوء موسكو إلى الخيار النووي لإنهاء حربها المتواصلة منذ أكثر من ثلاث سنوات في أوكرانيا.
وقال في حوار خاص مع “القدس العربي”: “على مر العقود، نجح أعضاء المجتمع المدني حول العالم في دفع الحكومات إلى اتخاذ خطوات للحد من الخطر النووي، والموافقة على خفض عدد الأسلحة النووية، ووقف التجارب النووية المتفجرة ثم حظرها، والحد من انتشار الأسلحة النووية، وإبرام معاهدة حظر الأسلحة النووية لعام 2017”.
واستدرك بالقول: “ولكن مع اقترابنا من الذكرى الثمانين للقصف الذري الأمريكي لهيروشيما وناغازاكي، تتزايد المخاطر النووية مرة أخرى. إذ لا يزال هناك أكثر من 12 ألف سلاح نووي، ولا تزال الحضارة الإنسانية معرضة للخطر بسبب احتمال استخدامها مرة أخرى في جنوب آسيا، وفي أوروبا، وبين الولايات المتحدة وروسيا، وفي جنوب شرق آسيا بين الولايات المتحدة والصين، أو في شبه الجزيرة الكورية”.
توازن الرعب النووي
وأضاف كيمبال: “إن خطر الحرب النووية والتنافس النووي أكبر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب الباردة قبل 35 عامًا. حيث توجد علاقات ردع نووي خطيرة بين الدول التسع المسلحة نوويًا في العالم. وفي مرحلة ما، من المرجح أن ينهار توازن الرعب النووي الهش. وإذا نشب صراع بين الولايات المتحدة والصين بشأن تايوان، فإن السياسة الأمريكية الحالية هي استخدام الأسلحة النووية أولًا إذا لزم الأمر، مما قد يؤدي على الأرجح إلى تبادل هجمات نووية واسعة النطاق بين الولايات المتحدة والصين. وإذا انخرطت قوات الناتو وروسيا في صراع مباشر، أو استخدمت روسيا الأسلحة النووية في الصراع في أوكرانيا، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى حرب نووية شاملة تقتل أو تصيب مئات الملايين من الناس في الساعات والأيام الأولى”.
وتابع بقوله: “وفي الشهر الماضي فقط، شهدنا دولتين مسلحتين نوويًا تهاجمان إيران، وهي دولة على أعتاب امتلاك أسلحة نووية. أضرّت الضربات بالبرنامج النووي الإيراني لكنها لم تُدمّره، وانتهكت ميثاق الأمم المتحدة، وهددت باندلاع حرب أوسع نطاقًا، وأنهت تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعرقلت عملية دبلوماسية واعدة تهدف إلى منع الانتشار”.
كما انتقد كيمبال تعثر التقدم في مجال نزع السلاح النووي بين القوى النووية الكبرى في العالم، مشيرا إلى أن سباق تسلح نووي ثلاثي (بين واشنطن وموسكو وبكين) وغير مقيد يلوح في الأفق.
وأضاف: “فشلت الدول الخمس المسلحة نوويًا، والمعترف بها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، بالانخراط في دبلوماسية بناءة لنزع السلاح النووي والحد من المخاطر لأكثر من عقد. بدلًا من ذلك، تنفق هذه الدول عشرات المليارات من الدولارات سنويًا لتحديث وتطوير أسلحتها النووية”.
وتابع بقوله: “ستنتهي معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة لعام 2010، وهي آخر معاهدة متبقية تُقيّد أكبر ترسانتين نوويتين في العالم -الولايات المتحدة وروسيا- في غضون حوالي 200 يوم، ولا توجد محادثات جارية لاستبدالها. إذا لم تفعلا ذلك، فقد نرى الولايات المتحدة وروسيا تزيدان من عدد الأسلحة النووية المنشورة لأول مرة منذ 35 عامًا”.
قيادة عالمية جديدة
من جهة أخرى، توجه كيمبال برسائل للأمم المتحدة وقادة العالم لمنع نشوب حرب نووية، بقوله: “إذا أراد العالم وقف دوامة التوترات النووية المتصاعدة وعكس مسارها، فسيتطلب ذلك قيادة عالمية جديدة وأكثر جرأة وضغطًا شعبيًا مستمرًا في الأسابيع والأشهر والسنوات القادمة. المزيد من الأسلحة النووية لن يجعلنا أكثر أمانًا. نحن بحاجة إلى نزع السلاح الآن. نحتاج إلى تكثيف جهود جميع الدول”.
واستدرك بقوله: “لكن على الدول الحائزة للأسلحة النووية أن تقود الطريق. يجب أن تستأنف الحوار، وتلتزم بمنع أي استخدام للأسلحة النووية، وأن تتفق على ألا تكون أي منها هي البادئة بإطلاقها. يجب أن تؤكد دعمها للحظر العالمي على التجارب النووية”.
وأضاف كيمبال: “يجب أن توافق الولايات المتحدة على عدم السماح بمزيد من الهجمات على المواقع النووية الإيرانية أو العلماء، إذا وافقت إيران على السماح للمفتشين الدوليين بالعودة إلى البلاد، ووافقت على استئناف المحادثات بشأن اتفاق متوازن للحد من أنشطتها النووية الحساسة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم. ويجب على جميع الحكومات حثّ الولايات المتحدة وروسيا على العودة إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على عدم زيادة ترسانتيهما النووية بعيدة المدى، بينما تنخرطان في مفاوضات حول إطار عمل أكثر ديمومة وشمولية لخفض الأسلحة النووية”.
كما دعا الدول الأخرى المسلحة نوويًا، بما فيها الصين إلى “القيام بدورها، والموافقة على عدم زيادة ترساناتها النووية، بينما تعمل الولايات المتحدة وروسيا على خفض ترسانتيهما النووية الأكبر بكثير”.
وأضاف: “يجب على جميع الدول المسلحة نوويًا الامتناع عن التهديد باستخدام الأسلحة النووية ومحاولات الإكراه النووي، والاتفاق على أنه طالما أن الأسلحة النووية موجودة، فإن هدفها الوحيد هو ردع الآخرين عن استخدامها”.
وختم كيمبال بقوله: “هناك الكثير مما يجب القيام به، لكن هذه الخطوات الأساسية ستقودنا نحو مسار أكثر أمانًا”.
-صفحة داريل كيمبال في موقع المنظمة وإكس
https://www.armscontrol.org/about/Daryl_Kimball
“القدس العربي”: