دروس من صفحة السويداء
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
انجلت صفحة السويداء، وكأن برأس من خطط وقام بها صيحة كان يجب ان يصرخوها، واحتقان لابد أن يجدوا تصريفاً له وضحايا عزيزة يجب ان تهدر، احترنا ماذا نسميها، معركة، أحداث، ولكن الواقع الموضوعي ونتائجه كانت ماثلة واضحة لا لبس فيها امام الجميع، دون أستثناء فما هي أبرز تلك المقدمات وإلى ماذا قادت، وما هي نتائجها ..؟
1. الظاهرة الأوضح والأبرز في صفحة السويداء كما في صفحة الساحل هي دون مراء : التدخل الأجنبي، ولأحدد بدقة : اليد الاجنبية. فالقوة الاجنبية التي ليس من مصلحتها الآنية والمستقبلية أن تنهض سوريا من كبوتها، وأن تتطور بقوة سياسية / اقتصادية / عسكرية، لها دورها الفعال في توازنات المنطقة. والقوة الاجنبية، تقيم لكل عارض وزنه المناسب وتقدر قيمة الجهد المبذول لعرقلته. ولهم (القوة الاجنبية) القدرة اللازمة على التنبؤ بمألات الصفحة، فلصفحة السويداء امتداد داخل كيانهم، والقوة الاجنبية لا تريد أن تخسر أي قدر ولو ضئيل جداً برأينا، من الموازنة العامة لجهدها، هذا من جهة، ومن جهة امتداد سكاني في المناطق المحتلة من الجولان، نحاول ولو بحهد مسبوق بالفشل سلفا بإدخالهم في السجال الدائر الآن : الجولان : آ / شريط خط الهدنة (1973) / ب / الجولان كله بمرتفعاته الاستراتيجية.
والسوريون ليسوا في وارد أن تكسر شوكتهم، وقد كسبوا جولات مهمة داخلية وخارجية، عربية ودولية والمؤشرات المادية تشير إنهم مرشحون بقوة للعب دورا بارزاً في توازنات المنطقة، وسوف لن تثنيهم طلقة هنا أو هناك .. وأن يتنازلوا عن الجولان المصنفة في القانون الدولي منطقة تحت الاحتلال، يجب تعاد لأصلها كمسلمة قانونية لا لبس فيها. حين يتم وضع ترتيبات سلام أو هدنة دائمة.
2. أن الظاهرة الهجرية هي بصمة استخبارية واضحة لا جدال فيها، لدرجة أن لا العدو ولا الهجري نفسه يبذلون العناء لنفي هذه الصفة ك .: متعاون مع العدو المحتل ” (Collaborant)، فهو لا يمثل فلسفيا/ سياسياً حالة وطنية / قومية / دينية، ومن يلتف حوله (فحتى الشيطان له أتباع) هم مجموعة من شذاذ الطرق، ممن لا أفق لهم على أي مستوى، أو ممن أعتقدوا (بالطبع خطأ) أن الهجري بزغ نجمه، والآن سيدفعون ثمن ما أقترفت أياديهم.
3. رغم أن الهجري ومن لف لفه، أعتقدوا أنهم أعضاء في فرقة موسيقية وفي إطار عمل جماعي، وهو حقا كان كذلك، فما يجمع بين أطراف الفرقة هي حسابات صغيرة جداً لا تكاد تشاهد حتى بالمكرسكوب، إلا أن حسابات الحق لم تنطبق على حسابات البيدر،ما زرعوه كان أسوداً، وما حصدوه أكثر سواداً.
4. المشغلين (Sponser) لم يقصروا مع الهجري، فدعموه بالمال كثيراً ، وأقل قليلاً بالسلاح، وكثيرا بالصياح والتهريج، ولكن هذا يشبه البكاء الذي لا يحي الميت من رقدته. فالهجري حين أيتدأ بالخطو الاولى .. مات بعدها بلحظات، كانت يد بيضاء ممدودة له، ولكنه لم يحسن أستقبالها، كان يمكن إنقاذه ولو يصعوبة، ولكن سبق السبف العدل .. …!
5. في تاريخ جميع الشعوب والملل والطوائف، أبطال، يخلدون، ترفع لهم الأيادي بالتحية حين تذكر أسماءهم، ولكن هناك من هم غير ذلك، والخيارات متاحة للجميع، ولكن من يختار درب الشرف والبطولة يحرص أن يبقى نظيف الطرف، نقي السرائر .. ليس هناك ما يعيب في تاريخه …!
6. لا أحد يشك بشجاعة وأصالة السويداء وأهلها، ولهم أبطال يملأون الأفاق بأسمتئهم … مناضلين كبار، كشبلي العيسمي، ومنصور الأطرش، وجميل شيا، وقادة مقاتلين كسلطان باشا فخر الديار، وفهد الشاعر، وسليم حاطوم، وكمال نصر، وذوقان ابو ترابة ..ورفيق حلاوة … وعدد أكبر من يحصى ويعد، لهؤلاء نرفع التحية وقوفاً.
7. الوطن ثوب، راية بيضاء ناصعة البياض، ولا تحتمل أن يسقط عليها ذرة غبار مجهرية، فما بالك بدخول مجلجل بالطبل والدف في مستنقع ملوث من رأسه إلى أساسه.
هنيئاً لمن يرتدي الثوب الابيض متباهياً، وأما من أختار غير ذلك، فليتدبر أمره والعياذ يالله..!
8. كنت مرة في زيارة لبلد ، وقيل لي أن البلد يضم أقلية عبقرية، أظهرت عبقريتها، أن أبناؤها متفوقون في الدراسة وعلماء يفرضون أنفسم في المجتمع كأفراد ويظهرون تفوقهم بسعيهم الحثيث في الخدمة العامة / الوضائف، وهم محنرمون لذكاءهم وسعيهم ….!
9. الهاجري فلم وأنتهى …. (ٍShut down) ……. هات اللي بعدو ….!
البلاد لأهلها ….
