الجوع يقتل 21 طفلاً في ثلاثة أيام | ويتكوف إلى الدوحة: ترقّب لـ«اتفاق وشيك»

الجوع يقتل 21 طفلاً في ثلاثة أيام | ويتكوف إلى الدوحة: ترقّب لـ«اتفاق وشيك»
تقترب مفاوضات غزة من الحسم مع استعداد ويتكوف للانضمام واستعداد «حماس» لتسليم ردّها، وسط تلويح وتهديد إسرائيلي بتفجير المفاوضات في حال تأخّر الردّ
من المتوقّع أن يصل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، خلال وقت قريب إلى العاصمة القطرية الدوحة، في خطوة تُعدّ مؤشّراً إضافياً على الاقتراب من حسم المفاوضات المستمرّة في شأن هدنة مؤقّتة في قطاع غزة وصفقة تبادل أسرى. وسيتوجّه ويتكوف لعقد اجتماعات في أوروبا، حيث سينتظر هناك تحديثاً بخصوص المفاوضات في الدوحة، و«إذا حدث التقدّم اللازم، فسوف يصل إلى الدوحة بحلول نهاية الأسبوع»، وفقاً لما نقله موقع «أكسيوس» عن مصدرين أميركي وإسرائيلي.
ويجري الحديث في الأوساط الدبلوماسية الإقليمية، عن اقتراب التوصّل إلى اتفاق، بعد أسابيع من تباطؤ المفاوضات. ورغم أنّ مثل هذه التقديرات تكرّرت سابقاً من دون أن تُفضي إلى نتائج ملموسة، إلا أنّ مصادر دبلوماسية إقليمية متقاطعة، أكّدت أنّ المفاوضات الحالية بلغت مرحلة «حاسمة»، مرجّحة أن «تؤول في غضون أيام إمّا إلى اتفاق نهائي، أو إلى انهيار المسار التفاوضي برمّته».
وأشارت تلك المصادر إلى أنّ حركة «حماس» تعمل حالياً على وضع اللمسات الأخيرة على ردّها على مقترح الوسطاء، و«المتوقّع أن يُسلَّم خلال الساعات المقبلة»، وهو ما عَجّل في وصول ويتكوف إلى المنطقة، في محاولة لدفع المفاوضات قُدماً. وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإنّ الهدف من زيارة الأخير هو الدفع باتّجاه وقف لإطلاق النار وإنشاء ممرّ إنساني لإدخال المساعدات، وهو ما وافق عليه الطرفان، بحسب البيان.
في المقابل، أكّدت مصادر إسرائيلية، لصحيفة «يسرائيل هيوم»، أنّ معظم النقاط الخلافية «تمّ تجاوزها»، بما في ذلك ملف المساعدات الإنسانية، إذ سيتمّ بموجب الاتفاق إدخال 500 شاحنة يومياً إلى غزة، بالإضافة إلى الإفراج عن نحو 1000 معتقل فلسطيني، بينهم ما بين 100 و200 من ذوي الأحكام المؤبّدة. وتُعدّ نقطة الخلاف الأخيرة المتبقّية متعلّقة بقضية «الخرائط» والانسحاب من «محور موراغ» الحدودي، حيث تطالب إسرائيل بعمق أمني يصل إلى 1200 متر، في حين تطرح «حماس» سقفاً لا يتجاوز 800 متر.
ومن جهته، كشف مراسل «القناة 12» العبرية أنّ «الوفد الإسرائيلي تلقّى تعليمات بالبقاء في الدوحة ما دامت هناك مؤشرات على إمكانية التقدّم»، في حين ذكرت «القناة 13» العبرية أنّ «حماس» أبلغت الولايات المتحدة أنها «تُجري مناقشات متواصلة ومكثّفة حول الردّ»، وأنّ واشنطن بعثت من جهتها برسالة إلى الحركة بأنّ «صبرها شارف على النفاد».
يُتوقّع أن تسلّم «حماس» ردّها على المقترح خلال وقت قصير
وتتّسق هذه المعطيات مع الضغوط التي يمارسها الاحتلال في الخطاب الرسمي والأداء الميداني في غزة. إذ صعّدت الوزيرة في «الكابينيت»، ميري ريجيف، من لهجتها، معتبرة أنه «إذا لم تُقدّم حماس ردّها ولم يتمّ التوصّل إلى اتفاق حتى نهاية الأسبوع، فإنّ على الجيش الإسرائيلي أن يحتلّ قطاع غزة ويفرض عليه حكماً عسكرياً».
وكان وزير المالية بتسلئيل سموترتش قد طالب بمنح «حماس» مهلة محدّدة للتوصل إلى اتفاق، قبل إعلان إسرائيل الانسحاب من المفاوضات وتوسيع العمليات العسكرية. وعلى الأرض، يشتدّ الوضع الإنساني سوءاً بشكل غير مسبوق، إذ أعلن «مجمّع الشفاء الطبّي»، أمس، وفاة 21 طفلاً خلال 72 ساعة فقط، جرّاء «سوء التغذية والمجاعة». ويأتي ذلك في وقت حذّرت فيه «الأمم المتحدة» من أنّ «المجاعة تقرع كل الأبواب»، وسط انعدام شبه كامل في المواد الغذائية والطبّية.
وتوازياً مع بدء جيش العدو عملية برّية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، أعلن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، أنّ «الجيش يستعدّ لاحتمالات القتال على جبهات عدّة في الوقت نفسه»، مشيراً إلى أنّ «غزة تبقى ساحة مواجهة أساسية ومعقّدة». ولفت إلى أنّ «التقييم الأخير الذي أُجري بمشاركة كبار الضباط، تناول التهديدات من طهران حتى غزة، وخلص إلى وجوب الاستعداد لحملة عسكرية واسعة وطويلة الأمد».