وزير الخارجية التركي لـ”الانفصاليين” في سوريا: إذا اتجهتم نحو التقسيم سنتدخل.. والشيخ الهجري يتصرف كوكيل لإسرائيل

وزير الخارجية التركي لـ”الانفصاليين” في سوريا: إذا اتجهتم نحو التقسيم سنتدخل.. والشيخ الهجري يتصرف كوكيل لإسرائيل
أنقرة: قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن بلاده ستتدخل في حال سعت الأطراف الانفصالية في سوريا إلى التقسيم، مؤكّدًا أن مثل هذا التوجّه سيُعدّ تهديدًا مباشرًا للأمن القومي التركي.
جاءت تصريحات فيدان، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيرته السلفادورية ألكسندرا هيل، في مقر وزارة الخارجية التركية بالعاصمة أنقرة.
وأوضح الوزير أن تركيا، رغم تطويرها لعلاقات صداقة في مناطق جغرافية بعيدة، فإنها تدرك تمامًا مسؤولياتها الإقليمية.
فيدان: لا تتعاملوا مع الفوضى كفرص تكتيكية. أنتم تسيرون نحو كارثة إستراتيجية. لا فائدة من لعب أدوار وضعها الآخرون، بل عيشوا كأبناء لهذه الأرض، بكرامة ومساواة وأمان
وأشار إلى أن مدينة إسطنبول ستشهد هذا الأسبوع حراكًا دبلوماسيًا مكثفًا، قائلاً: “نأمل أن نستضيف هذا الأسبوع الجولة الثالثة من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا”.
كما لفت إلى أن محادثات حول البرنامج النووي الإيراني ستُعقد في إسطنبول يوم الجمعة، بمشاركة كل من إيران وألمانيا وفرنسا وبريطانيا.
وجدد فيدان دعم أنقرة للجهود الدبلوماسية الرامية لحل القضايا المرتبطة بالأنشطة النووية الإيرانية.
وأضاف أنه سيلتقي يوم السبت بنظرائه من دول البلقان في إسطنبول لبحث سبل تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة.
وفي ما يخص الوضع في غزة، أشار إلى أن مجلس الأمن ناقش مؤخرًا هجمات ومجازر إسرائيل، وقال إنه أكد في كلمته هناك أن “وقف سياسات الإبادة الإسرائيلية أصبح مهمة مشتركة للبشرية جمعاء”، مشددًا على أن تركيا ستواصل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين بجميع الوسائل السياسية والقانونية.
وهاجم فيدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً إن مصالحه تكمن في جرّ المنطقة إلى الفوضى، لكنه أكد أن دول الإقليم لن تسمح بذلك.
وأكد الوزير التركي معارضة بلاده الشديدة لانتهاك وحدة الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن أمن سوريا وإدارتها هي من مسؤولية الحكومة المركزية السورية.
كما شدد على أهمية الالتزام الشامل بوقف إطلاق النار المُعلن في السويداء، وإنهاء الاشتباكات، وضمان حماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين، ودعم جهود الأمن السوري، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
وأشار إلى أن تركيا قدمت الدعم لتخفيف الأزمة الإنسانية، ولفت إلى بدء عمليات تبادل الأسرى والجثامين، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح بعرقلة هذه الجهود.
وحثّ جميع الأطراف في سوريا على التركيز على تعزيز السلم المجتمعي، والتصدي لما وصفه بـ”خطط إسرائيل الخبيثة”.
وأوضح أن التطورات الأخيرة دفعت المجتمع الدولي إلى حالة تأهب، مشيرًا إلى أن سوريا شهدت تحوّلًا مفصليًا منذ 8 كانون الأول/ديسمبر الماضي، حيث “فُتح باب أمل لتحقيق السيادة والسلام ووحدة الأراضي بعد سنوات من الفوضى”.
وأكد أن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان مارست دبلوماسية مكثفة، مشيرًا إلى أن العديد من القوى الدولية، من بينها الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وقوى إقليمية، باتت ترى ضرورة التعاون مع “سوريا الجديدة”.
ولفت إلى أن هناك جهات إقليمية، على رأسها إسرائيل، لا تريد لسوريا أن تستعيد وحدتها وسيادتها واستقرارها.
وقال إن إسرائيل تنتهج إستراتيجية تهدف لإبقاء جيرانها في حالة من الفوضى، مشيرًا إلى أن “إبقاء من حولك في الفوضى من أجل الحفاظ على أمنك ليس خطوة جيدة، حتى لبلدك”.
وأضاف أن الحرب المستمرة منذ سنوات أدّت إلى تعميق المشكلات الطائفية والاجتماعية في سوريا، مشددًا على أن المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وتركيا، ودول الخليج، والجامعة العربية، متفقون على دعم قيام سوريا شاملة لكل السوريين.
وأكد فيدان أن إسرائيل فوجئت بالدعم الدولي الذي حظيت به سوريا، وقال: “عندما رأت أن سوريا، التي توقعت أن تغرق في الفوضى، تنجح في الخروج منها بدعم دولي، شعرت بالحاجة إلى التدخل، ووضعت خطة باستخدام الدروز كذريعة”.
وشدد على أن تركيا ودول المنطقة لن تظل صامتة أمام التصرفات الإسرائيلية، معتبرًا أن الصراعات بين الدروز والبدو في الجنوب لا يمكن إنهاؤها إلا بوجود الحكومة المركزية في تلك المناطق.
وأشار إلى أن تدخل الحكومة السورية يجب أن يكون غير منحاز، منتقدًا إسرائيل على قصف دمشق وقصف قوات الحكومة السورية المتجهة إلى الجنوب.
وأشاد بجهود المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توماس براك، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في المساهمة بحل الأزمة.
وأضاف أن ممثلي القبائل، وخاصة البدو والدروز، كانوا بنّاءين في اجتماع عُقد في الأردن، باستثناء شخصية درزية واحدة، هي الشيخ حكمت الهجري.
وقال عن الشيخ الهجري: “يتصرف كوكيل لإسرائيل، وأبدى موقفًا رافضًا لأي حل يسهم في الاستقرار والسلام”.
وأكد فيدان أن عناصر من الحكومة المركزية تمركزوا حول السويداء، واتخذوا خطوات للتهدئة، معربًا عن أمله في ألا تتكرر الأزمة.
وقال: “عندما يحدث شيء في الجنوب، نلاحظ تحرك فلول النظام السابق لتحريض العلويين، كما نرى أن تنظيم (YPG) يتحرك فورًا”.
وحذّر من أن بعض الدول تسعى إلى تقسيم سوريا إلى 4 كيانات على الأقل، وهو ما يهدد بخلق بيئة غير مستقرة ومليئة بالإرهاب والهجرة.
وأضاف: “نأمل أن نمنع تنفيذ هذه السياسات، وأن نضمن حياة كريمة لجميع السوريين”.
فيدان: إذا لم تتخلوا عن هذا النهج، فنحن نعرف كيف نجبركم على التخلي عنه
ووجّه فيدان رسالة مباشرة إلى الأطراف الانفصالية، قائلاً: “لا تتعاملوا مع الفوضى كفرص تكتيكية. أنتم تسيرون نحو كارثة إستراتيجية. لا فائدة من لعب أدوار وضعها الآخرون، بل عيشوا كأبناء لهذه الأرض، بكرامة ومساواة وأمان”.
وأضاف: “لا تسعوا إلى انتزاع حكم ذاتي أو استقلال عبر فوضى أُسّست على الدم، وساعد في إشعالها الآخرون، وهي مستعدة لحرق كل شيء”.
وشدد على أن هذا المسار لن يؤدي إلى أي نتيجة، داعيًا إلى التمسك بالهوية الوطنية، والتخلّي عن أفكار عفا عليها الزمن من القرنين 18 و19، ما تزال تُستخدم كأدوات بيد القوى المهيمنة.
وحذّر بقوله: “إذا لم تتخلوا عن هذا النهج، فنحن نعرف كيف نجبركم على التخلي عنه”.
وأكد فيدان أن إسرائيل تسعى إلى تقويض جميع جهود السلام والاستقرار في سوريا، لأنها لا تريد رؤية دولة مستقرة في جوارها.
واختتم بالقول: “لقد تابعنا عن كثب تطورات الجنوب، خلال الأسبوع الماضي، ونعلم أن إسرائيل تدخلت بذريعة حماية الدروز.
على الجميع أن يدرك: لا ينبغي لأي مجموعة أن تسعى للتقسيم. كل شيء قابل للنقاش عبر القنوات الدبلوماسية، لكن إذا اتُّخذت خطوات لتقسيم سوريا بالقوة، فسنعتبر ذلك تهديدًا مباشرًا وسنتدخل”.
(الأناضول)