مقالات

هل لنا أن نرى التنوع الثقافي في الشخصية العربية السورية؟ بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

 هل لنا أن نرى التنوع الثقافي في الشخصية العربية السورية؟
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
في الشخصية العربية كل مقومات وعنصر القوة،فهل لنا أن نبصرها في نفوسنا.  ان مناداة علماء الاجتماعي الثقافي،وفي معيتهم علماء الأنثروبولوجيا الثقافية،والتيار القومي العربي،لقراءة الثقافة العربية،في تنوعها الجهوي والوطني والعربي،وفي تكاملها ووحدتها الجدلية،مهمة مصيرية لاتقبل التأجيل،هي مهمة،كل من يرى الصراع الثقافي،فيدرك التهديد الذي تتعرض له الثقافة العربية،سواء تلك التي تتم عفوياً،بحكم آليات التواصل وفي مقدمتها الشبكة العنكبوتية،وما يتفرع عنها من آليات ومواقع التواصل الاجتماعي،التي نرى فيها مستويات من التهديد لثقافتنا العربية،وهي في الوقت حمالة لتهديد معالم
وهوية شخصيتنا العربية.ولا تغيب عن بالنا بهذه الدعوة الثقافة الصهيونية،التي تستهدف ثقافتنا العربيه،بتفكيك أواصر الالتحام ،بين مكونات الثقافة العربية،وإضعاف هذا التنوّع،لأنّ في هذا الإضعاف،إضعاف لشخصيّاتها العربية،التي نراها،في الإبراهيمية،وفي الأمازيغية،وفي تغليب الوازع الجهوي،على الوازع العربي.أليس في من ينادون بإحياء اللهجات والهدرات الوطنية،على حساب اللغة العربية،تحت دعاوي الخصوصية والأصولية الثقافية،كالفرعونية والقومية السورية،و….إلخ.
هذا الكلام ليس منا  ،وإنما من دراسات للتواصل كالثقافي،بين الثقافات المختلفة الراكدة،والثقافات المتقدمة
وما ملكت من سياسات ثقافية موجهة من مراكز أبحاث وبنوك ثقافية،وإطارات بحثية،مدعومة مالياً وخبرة وتوجيهاً،نحدها وتعثر عليها  في مكونات الثقافة الأورو أمريكية الصهيونية، هذا الثلاثي الذي يعمل على تفكيك بنية الثقافة العربية،تمهيدا لإضعاف تنوعها الثقافي،وبدل أن يكون التنوع الثقافي قوة للثقافة العربية،وللشخصية العربية التًي كونتها عبر تاريخ طويل الثقافة العربية،ففي هذه الثقافة وتنوعها المبدع،نجده في شخصيات عربية لامعة في الشخصية العربية،ًنجد في هذا الإبداع شخصيات تاريخيّة لايمكننا الخوض في تفاصيلها،من قول الفكر القومي،في شخصية من هذه الشخصيات،أستاذنا ميشيل عفلق،يوم قال منادياً ومنبها من المخاطر التي تهدد معركة المصير العربي،الذي رآه في الصراع على الدور الحضاري بين الأمة العربية والصهيونية،:” لقد كان محمداً كل العرب،فليكن اليوم كل العرب محمداً.
وإذا أردت أن تبحث،في ماتحتاجه معركة المصير العربي من إبداع ثقافي فابحث عن الثقافة المعادية لهذا القول،وما أتت به من أغاليط تستهدف هذه الشخصية العربية،لأنها. أتى فيه نصرا للعروبة في هذه المعركة.
يبدو أننا خرجنا خروجاً مشروعاً من التحليل الثقافي للتنوع في الشخصية العربية السورية،إلى الخواطر الثقافية التي تبرز جانب الإبداع في الشخصية العربية،لنرى من خلاله الإبداع في التنوع الثقافي في الثقافة السورية.لنطل ونرى التنوع العالي الدلالات في تنوع ووحدة الشخصية العربية السورية.
كيف لمن يخوضون معركة الحضارة العربية مع اعدائها ،والفكر التلمودي الذي يقود هذه المعركة،وكيف لم يترك وسيلة وأداة وفكراً وجوسسة،إلاّ واستخدمها في هذه المعركة،ليفكك محركات وحيوية بنية التنوع الثقافي،ليصل من ورائه لتفكيك التنوع الرائع في بنية الشخصية العربية السورية.
واشتدت عوامل تفكيك التنوع الثقافي والتنوع في شخصية المجتمع السوري،غداة الحركة الشباطية عام 1966،عندما أقدمت هذا الحركة على طمس شخصية الفكر القومي،الذي استدعي في لعبة انقلابية غداة الثامن من آذار عام 1963.ومن ثم تفكيك التنوع الثقافي في شخصيات من يحكم سوريا آنذاك.وتعاظمت الهجمة على التنوع الثقافي الذي كان يشكل عصمة للشخصية العربية السورية في أعقاب ماسمي في أدبهم السياسي (الحركة التصحيحية).
ليس من السهولة البحثية،رسم لوحة،بانورامية،أو مشهد ثقافي يضع النقاط على الحروف،في الإجراءات الثقافية،وفي إدخال عناصر ثقافية ومفاهيم ومصطلحات وعناوين ثقافية وفكرية،تفكك هذا التنوع في الثقافة العربية السورية،وتحيل التلاحم بين هذه المكونات، صراعات وتناقضات وعداوات لاسبيل لذكرها،ويكفينا،أنموذج لهذا التفكيك،في وقوف النظام السوري مع إيران ضد العراق الذي خاض عن الأمة العربية،معركة التشيع الصفوي الكامل لتبديل المسلمات القومية،ببدائل فارسية،فيه الانتقام من شخصيات تاريخيّة،شملت عناوين في الفتح العربي،وإلباس اللباس الـطائفي للمقاومة العربية،بمقاومة صفوية،تطرح إشارات الاستفهام على أهداف وجْبلّة مكونات المقاومة بفكرها”ياحسين”وسلاحها لليوم الموعودًبحساباتها الصفوية.اليس في تفريغ الشعارات التي رفعها النظام السياسي،كانت الخطوة الأولى في تفكيك الروابط بين أهداف الشخصية العربية السورية وبين تنوعها الثقافي الذي أعطى للشخصية العربية السورية،بأن تكون في نضالها القومي العربي:”قلب العروبة النابض،وبأن تكون في تنوعها الثقافي،الساكن في شخصيتها الاجتماعية النضالية ممثلة في التلاقي المبدع بين السلطان باشا الأطرش،وفارس الخوري وجول جمال ،وصالح العلي وبدوي الجبل،ألم يكن هذا التلاقي في مجمله البرهان والشاهد التاريخي على التنوع الثقافي في الثقافة العربية السورية،ًوعلى قوة وصلابة هذا التنوع في الحياة السورية، ويبقى السؤال ونحن نقود هذه الدراسة بأبجديات معركة المصير العربي،كيف لنا نحن أبناء التيار القومي العربي،ومعركة المصير العربي معركتنا جميعاً،نعيد للتتوّع الثقافي العربي قوته،ونحرره من ضعفه تمهيدا. للشخصية العربية الواحدة والقوية في معركة المصير العربي الواحدة.أليس في هذه الدعوة مسؤولية الجيل العربي الجديد،وعهده عهد البطولة للانتقال من عهد قديم،إلى عهد جديد.
د- عزالدين حسن الدياب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب