كتب

"السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم": سلاح الأدب من النكبة حتى الانتفاضة

"السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم": سلاح الأدب من النكبة حتى

الانتفاضة

رام الله- فلسطين
صدر حديثًا عن "ناشرون فلسطينيون"، في طبعته الأولى لعام 2025 كتاب
بعنوان "السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم بين عامي (1948-1993)"،
للكاتب فراس حج محمد، وصدر الكتاب بصيغة إلكترونية، متاحة مجاناً للقراء
والباحثين على منصات المكتبات الرقمية.
يقدم هذا الإصدار دراسة معمقة لظاهرة السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم،
مسلطًا الضوء على دورها كسلاح أدبي في مواجهة الاحتلال والقهر، ويُعد الكتاب
إضافة نوعية للمكتبة النقدية العربية والفلسطينية، لتناوله جانبًا حيويًا من الأدب
الفلسطيني لم يُدرس بشكل شامل من قبل.
يأتي هذا البحث كثمرة لجهد أكاديمي بدأه فراس حج محمد في دراساته الجامعية،
متأثرًا بالروح الثورية للأدب الفلسطيني، وتحدد فترة البحث الزمنية من نكبة عام
1948 وحتى عام 1993، وهي فترة شهدت تحولات مفصلية في القضية
الفلسطينية. ويتألف البحث من تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة
يتناول التمهيد مفهوم المقاومة في الأدب الفلسطيني، والسخرية لغويًا
واصطلاحيًا، وعلاقتها بالفنون الأدبية الأخرى، بينما تتناول الفصول الثلاثة
السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم في مراحل زمنية محددة: (1948-1967)،
و(1967-1987)، و(1987-1993).
يعتمد الباحث في تعريف الأدب الفلسطيني المقاوم على رؤية غسان كنفاني التي
تراه بأربعة أبعاد رئيسية: الوطني الثوري، والقومي، والاجتماعي، والإنساني، أما
السخرية، فينظر إليها الكتاب كجزء لا يتجزأ من الأدب الفكاهي، ولكنها تحمل
دلالات أعمق تتجاوز مجرد الضحك
ويُوضح الباحث العلاقة المعقدة بين السخرية ومفاهيم أخرى مثل الفكاهة،
والتهكم، والهجاء، والمفارقة، مؤكدًا أن السخرية "طريقة في الكلام يعبر بها
الشخص عن عكس ما يقصده بالفعل"، كما يؤكد الكتاب أن السخرية فن أدبي رفيع
يتطلب ذكاءً ومهارة فائقة، وتُعد من "أعسر الفنون الأدبية"، وتنبع من انفعال
الغضب وتحمل ميولًا عدوانية، مما يجعلها سلاحًا فعالًا في مقارعة المحتلين
والظلم، كما تتسم بالشجاعة والجرأة، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بأدب التحرر والثورة.
يُقدم الكتاب تحليلًا مفصلًا للسخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم عبر المراحل
الزمنية الثلاث:
ففي المرحلة الأولى (1948-1967) برزت السخرية عند شعراء المنفى
والداخل كوسيلة لمقاومة الاحتلال، ومن أبرزهم أبو سلمى، راشد حسين، وتوفيق
زياد.

وفي المرحلة الثانية (1967-1987)، بعد النكسة، استمر الأدب الفلسطيني في
التعبير عن الثبات والمقاومة، وكثف شعراء مثل محمود درويش ومعين بسيسو
ومريد البرغوثي السخرية من الأنظمة العربية ومواقفها.
أما في شعر الانتفاضة (1987-1993)، فقد امتزجت السخرية بعناصر التفاؤل
والأمل، واتجهت نحو الآخر (الاحتلال)، ومع ذلك، تراجعت هذه الروح المتفائلة
بعد مفاوضات أدت إلى اتفاقية أوسلو عام 1993.
لم يقتصر البحث على المضمون، بل تناول الأشكال الفنية للسخرية، حيث
استخدم الشعراء أساليب مثل التقليد الساخر، والمفارقة، والألفاظ الشعبية، والاستفادة
من التراث، وتنوعت القصائد بين الكلاسيكية والشعر الحر.
ويُشير الباحث إلى أن الشعر الفلسطيني احتوى على نصوص أو مقاطع ساخرة،
ويرى أن بعض الشعراء مثل راشد حسين ومحمود درويش وفوزي البكري يمكن
اعتبارهم شعراء ساخرين.
يُقدم كتاب "السخرية في الشعر الفلسطيني المقاوم بين عامي 1948-1993"
دراسة نقدية قيمة تُثري فهمنا للأدب الفلسطيني ودوره في النضال الوطني، وتُبرز
كيف يمكن للسخرية أن تكون سلاحًا فعالًا في التعبير عن الرفض، ونقد الواقع،
وتحفيز روح المقاومة.
ويتوفر نسخة إلكترونية من الكتاب من خلال الرابط الآتي:
https://kenanaonline.com/users/ferasomar/posts/1254058

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب