
العربدة الصهيونية الى اين؟.
بقلم الدكتور غالب الفريجات
لهذا الحد وصل التردي السياسي في النظام العربي الرسمي ، وهو يرى ما يقوم به الكيان الصهيوني من عربدة في كل اتجاه في الاقليم العربي ، حتى في حدود الرفض العربي غاب الصوت العربي الجماعي عن المشهد كأن الأمر لا يعني القيادات السياسية ، و كأن المخطط الصهيوني الذي يجري تطبيقه على الارض لا يثير اهتمام هذه القيادات صاحبة القرار في الوطن العربي .
ما يجري على ارض غزة تجاوز كل الحدود الاخلاقية الانسانية ، وهو الذي داس على كل القوانين الدولية وشرائع حقوق الانسان ، وبفضل الدعم الغربي وبشكل خاص الادارة الامريكية التي تتحدث دوما عن الحرية والعدالة وحقوق الانسان ،الانسانية تذبح على ارض فلسطين و تحديدا غزة مع زيادة الدعم الامريكي في كل ادوات القتل والحماية السياسية والدبلوماسية في كل مؤسسات هيئة لا تسمح باي موقف يدين الاعمال الإجرامية البشعة .
تجاوزت الجرائم الصهيونية حدود ارض فلسطين المحتلة وقد طالت لبنان وسوريا و اليمن ووصلت الاراضي الايرانية حتى وإن اختلفنا مع ايران في سلوكها العدائي في الوطن العربي لا يمنعنا ان نؤشر على من بدأ الحرب الايرانية الصهيونية هي دولة الكيان .ط
العدوان الاخير على سوريا لا مبرر له على الاطلاق في التدخل في الشأن الداخلي لدولة ذات سيادة على ارضها ، وحدها الدولة ذات الشأن المعنية بحل المشاكل بين مكونات الدولة او بينها وبين هذا المكون السياسي او ذاك داخل حدودها ، فكيف يدعي الكيان مسؤوليته بحماية مكون سياسي داخل دولة اخرى إلا في النظرية الصهيونية التي تعربد في كل اتجاه ضاربة بعرض الحائط كل قوانين العلاقات الدبلوماسية بين الدول في رفض التدخل في الشأن الداخلي للدول الاخرى .
يلاحظ ان المنظمات الاقليمية والدولية قد غابت عن التنديد بالجرائم الصهيونية ، كما ان الاعلام الغربي ليس بمستوى ما يقوم به هذا الكيان من جرائم ، وهو ما زاد من رعونة متزايدة من قبل ساسة هذا الكيان ، والاهم من ذلك غياب الصوت العربي الرسمي ، فهل اصدار بيان خجول هنا او هناك يعد موقف ، وهل تهديد الامن الوطني والقومي لا يحتاج الى موقف عملي يقف في وجه هذه العربدة ،وهل يظن كل طرف عربي انه في مأمن من ان تصله هذه العربدة ، الكيان الصهيوني عنصري عدواني توسعي لن يتوقف عن هذه العربدة حتى لو تحققت اهدافه في التوسع ، هو يسعى للهيمنة المطلقة على المنطقة العربية ونهب خيراتها في ظل مفاهيم تلمودية عدوانية ضد الاخر الذي هو غير صهيوني .
ما العمل
لابد من تحرك عربي جماعي عملي يقف في طريق هذا المخطط الصهيوني المجرم ، بالاضافة الى تحصين الجبهة الوطنية في كل قطر عربي حتى لا يكون للعدو مدخل من داخل هذا القطر او ذاك ، تحصين الجبهة الداخلية تحمي الشعب والنظام السياسي في نفس الوقت ، والعمل على دعم المقاومة كحق مشروع للدفاع عن الامن الوطني والقومي ، و الوقوف الى جانب المقاومة الفلسطينية ودعمها بكل الوسائل فهي تقاتل من اجل نيل حرية شعبها ،الشعب الوحيد على امتداد الكرة الأرضية الذي يفقد حقه في الحرية والاستقلال بسبب العدوان الصهيوني .
اخيرا العرب لديهم كل الإمكانيات المادية والبشرية التي يستطيعون من خلال استثمارها في تعزيز دورهم العالمي والوقف في وجه كل اعدائهم ، فالكيان الصهيوني هش لا قوة له إلا بدعم اسياده في الغرب الاوروبي والامريكي بشكل خاص ، وامريكا نمر من ورق ما دخلت حربا إلا هزمت ، هزمت في افغانستان والعراق وقبلها في فيتنام ، وحده الضعف والهوان في السياسات العربية من يعطيها هذا الحجم من الهالة ويبيح لها الوقف لجانب الكيان الصهيوني المجرم .