مقالات

في نيويورك ومن على منصة الامم المتحدة… فلسطين حاضرة على الطاولة والعالم يصغي ، والدولة الفلسطينية اتية شاء من شاء والى من ابى.

في نيويورك ومن على منصة الامم المتحدة… فلسطين حاضرة على الطاولة والعالم يصغي ، والدولة الفلسطينية اتية شاء من شاء والى من ابى.

بقلم مروان سلطان — فلسطين 🇵🇸

29.7.2025

————————————————

يمر أمام ذاكرتي شريط طويل من الذكريات، ويأخذني الحنين إلى كل تلك المحطات التي عاشها الشعب الفلسطيني، وتذوق فيها مرارة النكبات، والحروب، واللجوء، والحرمان، والجوع، ولعق فيها الصبر لعقا، وتجرع الأمل تجرعا في انتظار أن تحط به الرحلة إلى أرض الحنين والذكريات. وجال في خاطري كلام شاعرنا الكبير هارون هاشم رشيد وهو يقول:

“سنرجع يومًا إلى حيّنا

ونغرق في دافئات المنى”

تلك القصيدة الجميلة التي أطلقها شاعرنا الكبير رحمه الله، ولها وقع في نفس كل الفلسطيني، فكانت من روائع الأدب العربي.

زارني طيف تلك الأفكار الجميلة عندما انطلقت امس أعمال مؤتمر “حشد الطاقات لإقامة الدولة الفلسطينية” ، الذي بادرت إليه المملكة العربية السعودية وفرنسا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. تجلت في ذاكرتي تلك اللحظات الجميلة، لتؤكد أن كفاح الشعب الفلسطيني سوف يثمر، وأن الدولة الفلسطينية على مرمى حجر.

كان لكلمات وزيري الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ووزير خارجية فرنسا جان نوبل بارو، وقع في النفس يشفي جروحا أَثخنتها جرائم الاحتلال لعقود مضت وما زالت. فقد أكد بن فرحان أن “المملكة العربية السعودية أطلقت المؤتمر مع فرنسا كمحطة مفصلية نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين”، وقال إن “السعودية وفرنسا عازمتان على تحويل التوافق الدولي بشأن حل الدولتين إلى واقع ملموس”. كما أكد بارو أن بلاده “أطلقت زخما لا يمكن إيقافه من أجل الوصول إلى حل سياسي في الشرق الأوسط”.

لا أحد ينكر، ولا يمكن له أن يغض الطرف عن دور المملكة العربية السعودية 🇸🇦 الريادي في دعم القضية الفلسطينية، والتي لها أياد بيضاء في كل المراحل التي مرت بها القضية، وكانت الداعم الرئيس لفلسطين في كل المحافل الدولية، قضية وشعبا . ويأتي دور المملكة من موقعها المتجذر في قيادة العالم الإسلامي، وهو موقع يليق بالمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.  هي قبلة المسلمين في العالم، ومهد الرسالة النبوية.

كما تحتل المملكة ثقلا دوليا، كان له الدور الرئيسي في صياغة معادلات الطاقة والنفط في القرن العشرين، في السلم والحرب، وحتى اليوم.

أما الدور الفرنسي، فهو دور مهم في مجال العلاقات الدولية، ولما تحتله فرنسا من مكانة طليعية في الحضارة الإنسانية، فهي تعرف في العالم بأنها “وريثة التنوير، ومهد الثورة الحديثة”، وهي صاحبة الذوق الرفيع في الأدب، والفن، والقانون. وهي الدولة العظمى التي خَطّت ملامح أوروبا الحديثة.

لا شك أن المؤتمر، والحشد الذي حضر جلساته، قد شكل في واقعه وأهدافه نقطة تحول استراتيجية وتاريخية للقضية الفلسطينية، بعد المحاولات العبثية التي عمل عليها الكيان الصهيوني لطمس القضية الفلسطينية. ومن أبرز تلك المعالم حرب الابادة والتجويع على غزة، ومحاولة ضم الضفة الغربية، ومساعي الاحتلال إلى تهجير الشعب الفلسطيني.

هنا، قال العالم كلمته في محفل دولي، ومن على منصة الأمم المتحدة: إن استقرار الشرق الأوسط يأتي من خلال حل القضية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وكما قال الدكتور محمد مصطفى، رئيس الوزراء الفلسطيني، إن هذا المؤتمر هو رسالة للشعب الفلسطيني بأن “العالم يدعمنا في تحقيق حقوقنا في الحياة، والحرية، والكرامة، وأرضنا، وحقنا في دولتنا ذات السيادة”، وأيضا رسالة للإسرائيليين مفادها أن هناك طريقا للسلام والتكامل الإقليمي.

لعل في هذا المقال يبرز الدور العربي الأصيل ، وحتى لا يتوه الاخرون من جراء العبث بامن البلاد العربية واستقرارها ، في دعم القضية الفلسطينية،  حيث أكّد المشاركون من وزراء الخارجية العرب من الأردن، ومصر، وقطر، وغيرهم على أهمية المؤتمر في حل القضية الفلسطينية، باعتبارها عنوانًا للاستقرار الأمني والإقليمي في الشرق الأوسط. 

لقد آن الأوان أن تتحول القرارات الدولية من حبر على ورق إلى خطوات ملموسة على الأرض، تعيد الاعتبار لحق شعب صمد طيلة قرن في وجه الاحتلال والتهميش. مؤتمر نيويورك ليس مجرد لقاء دولي، بل إعلان نوايا ورسالة مفصلية بأن العالم بدأ يتلمس طريقًا مختلفا.

ومهما طال ليل الاحتلال، فإن فجر الدولة الفلسطينية آت ، شاء من شاء وأبى من أبى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب