الصحافه

معاريف.. وثائق تدين الشركات الأمريكية العاملة في غزة بجرائم حرب: لو لم أشاهد ذلك لما صدقت

معاريف.. وثائق تدين الشركات الأمريكية العاملة في غزة بجرائم حرب: لو لم أشاهد ذلك لما صدقت

في الفيلم يظهرون بالتدريج وراء الأفق وهم يركضون. أشخاص قلائل في البداية، ثم جموع. الشباب يصلون في البداية. الجميع يحملون أكياساً. منظمون يرتدون سترات زرقاء وعلى وجوههم أقنعة ويتحدثون معهم باللغة العربية. “اليوم لا يوجد سكر أو طحين”، قال أحدهم. الشمس لم تشرق بعد.

 في فيلم آخر، عدد كبير من الأشخاص يمرون بين الرزم، بعضهم يقفزون فوق أكوام التراب. شاب مسرور يرقص وهو يحمل صندوق كتب عليه “بصل مميز” ويضحك للكاميرا. وراءه جموع تبحث عن الطعام، على الأرض رزم صندوق المساعدة لغزة. مواطنون يفكون الرزم بشكل محموم ويدخلون السلع إلى أكياسهم. آخرون يحملون رزماً كاملة على ألواح خشبية أو على دراجات.

في الخلفية يسمع أحيانا صوت إطلاق نار، من بعيد ومن قريب. الفوضى تسيطر على كل شيء. يسمع بين حين وآخر منظمون وهم يطلبون تخصيص رزمة لشخص ما، ولكن لا أحد يسجل من الذي حصل عليها، في الأصل لا توجد للمنظمين فرصة لهذا التسجيل، أو أنهم لم يرغبوا في ذلك. في أحد الأفلام يشاهد شخص يرتدي نظارة وهو يتوجه إلى المصور بصوت مخنوق. الطعام نفد، وهو يتوسل للحصول على المساعدات. “أنتم الأفضل في العالم. حماس تخيف عائلتي. يا أمريكا، ساعديني من فضلك، أعطيني رزمة طعام واحدة فقط. وإذا لم تتوفر، فأعطوني مئة شيكل”.

الأفلام التي وصلت إلى “هآرتس” تم توثيقها في غضون أسبوعين في نهاية أيار وبداية حزيران في أحد مراكز التوزيع التابعة لصندوق المساعدة لغزة قرب خان يونس. الموثق هو أنطوني اغلار، الذي عمل في القوات الخاصة الأمريكية، والذي تم استئجاره ليكون مقاول حماية ومدير عمليات في إطار إحدى شركات المقاولة التي استأجرها صندوق المساعدة لغزة من أجل حماية مراكز التوزيع. هم يعززون شهادات “هآرتس” في الأسابيع الأخيرة حول الظروف التي يوزع فيها الغذاء على سكان غزة في مراكز التوزيع. وثق اغلار في الأفلام الأيام الأولى لافتتاح المراكز التي كانت الأكثر دموية. حسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإنه أثناء خدمة اغلار، قتل في طريق الحصول على المساعدات 230 شخصاً وأصيب المئات.

في هذا الأسبوع، قرر اغلار تقديم شهادته بوجه مكشوف لعدد من وسائل الإعلام، من بينها “هآرتس”. الشركات التي شغلته تريد تشويه مصداقيته، لكن الأفلام التي صورها وحللها الباحثون في “آكتف إنفو” للتأكد صدق تصويرها في المراكز المذكورة في غزة، تم توثيق ملصق لمراكز التوزيع وما يحدث فيها، وتصعب مناقشة مضمونها.

“كل عملية توزيع في المكان تستمر 8 – 11 دقيقة. هذا سريع جداً، فوضى. عندما كنت هناك، سميت ذلك أولمبياد غزة، لأنه عندما يفتح الجيش الإسرائيلي حاجز الأمن ويسمح للسكان بالوصول إلى المركز، تكون هناك عملية ركض جماعية، والقوي يبقى. من يصل أولاً يحصل على المساعدة”، قال اغلار للصحيفة في محادثة من واشنطن. “النساء والأطفال لا يحصلون على شيء، معظم الوقت. جميع الصناديق في مكان واحد، في كومة كبيرة. هذه ببساطة حرب جماعية فوضوية على الطعام”.

حسب قوله، هكذا أديرت مراكز التوزيع من اليوم الأول. “هكذا كان الأمر من البداية وما زال”، قال. “مرات رأيت أن كل الطعام نفد خلال 6 دقائق. لو لم أشاهد ذلك لما صدقت. هذه حرب بقاء فوضوية. ذعر مطلق. كل الطعام اختفى”.

فشل مزدوج

وصف بديل لـ “أولمبياد غزة”، قال البروفيسور يعقوب جارد من جامعة بن غوريون، الذي تابع إقامة مراكز المساعدة بواسطة صور الأقمار الصناعية. “هذا الأمر يشبه إطعام حيوانات خطيرة في حديقة الحيوانات”، قال للصحيفة. “أنت تضع الطعام وتفتح الباب وتبتعد”.

أحداث التوزيع نفسها فوضوية وسريعة، لدرجة أنه من النادر التقاطها بالقمر الصناعي. ورغم ذلك، نجحت عدسات “بلانيت لابس” في توثيقها في الأسابيع الأخيرة أثناء دورانها في الفضاء على بعد 500 كم عن الكرة الأرضية. هذه الصور توفر زاوية أخرى -حتى لو صعب مشاهدتها- عما يحدث في مراكز التوزيع.

في صباح 13 تموز مثلاً، وثق القمر الصناعي “سكاي سات”، الذي مر فوق جنوب القطاع، آلاف الغزيين الجائعين الذين يستعدون للانقضاض على مركز التوزيع إس.دي.اس 2. والذي يسمى أيضاً “الحي السعودي”، وهو أحد المركزين في شمال غرب الأنقاض المتبقية من مدينة رفح، من أجل مئات آلاف النازحين في المواصي. وثمة مركز توزيع ثالث، اس.دي.اس3، أقيم على بعد بضعة كيلومترات شرقاً على طول محور موراغ، من أجل سكان شرق خان يونس. ومركز آخر، إس.دي.إس 4، أقيم في محور نتساريم من أجل سكان النصيرات ودير البلح.

المسافة بين مدينة الخيام الكبيرة في المواصي ومركز التوزيع في الحي السعودي تبلغ 2.5 كم. تظهر صور الأقمار الصناعية مجموعة من الغزيين وهي تنتظر في نقطة تفتيش على بعد بضع مئات الأمتار جنوب مخيم اللاجئين. وعلى بعد كيلومتر من هذه المجموعة، ثمة مجموعة أشخاص آخرين يختبئون وراء أكوام من التراب. قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر، كانت هناك دفيئات زراعية. وعلى بعد بضع مئات الأمتار نحو الجنوب عند مركز التوزيع، تقف على جانب الشارع عدة مصفحات للجيش الإسرائيلي.

نقطة التوزيع نفسها فارغة تماماً. صناديق المساعدات تنتظر فوق الألواح الخشبية بانتظار آلاف الجائعين. بعد خمسة أيام من ذلك، قبل الثالثة والنصف بعد الظهر بقليل، وثق قمر صناعي آخر مجموعة من آلاف النقاط السوداء التي تغطي النقطة بالكامل. الجائعون وصلوا إلى مركز التوزيع.

أول أمس، نشر صندوق المساعدة لغزة بيانات تفيد بأن 95 مليون وجبة طعام تم توزيعها حتى الآن. وهو ينجح في توزيع مليون وجبة كل يوم. ولكن حسب منظمات الإغاثة وخبراء التغذية الذين يتابعون ما يحدث في غزة، فهذا حساب مضلل بعدة طرق:

أولاً، حتى لو وزعت بالفعل مليون وجبة في اليوم، فإن حساباً بسيطاً يظهر أن الأمر يتعلق بأقل من سدس الوجبات التي يحتاجها سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون شخص.

 ثانياً، الحديث لا يدور عن مليون وجبة. فالصندوق يعتمد على حساب يقول بأنه يمكن استخراج 57.5 وجبة من كل صندوق يزن 16 – 18 كغم، فيه أرز ومعكرونة وطحينة وملح وزيت وحمص أو عدس. إذا حسبنا ثلاث وجبات لـ 5.5 شخص لمدة 3.5 يوم.

لكن هذا الحساب يقوم على جهاز منظم للتوزيع يأخذ فيه كل رب عائلة صندوقاً كل 3 أيام ونصف. وأن للعائلة وسائل لتخزين الطعام وحمايته وطبخه. في الوضع القائم في القطاع الذي يعد فيه 90 في المئة من السكان نازحين، بدون كهرباء أو غاز لطبخ، ونقص حاد للمياه الصالحة، تبدو القدرة على إعداد وجبات من هذه الصناديق ضئيلة.

ليست هذه سوى مشكلة من مشكلات طريقة التوزيع، كما توضح نظرة خاطفة على الأفلام التي وثقها اغلار، أو على الأفلام التي وثقها الفلسطينيون. فمن ينجح في الحصول على الطعام هم الشباب، ومن يحتاج إلى الطعام أكثر من الجميع هم الأطفال الصغار والنساء المرضعات والمرضى وكبار السن، وهؤلاء بصعوبة ينجحون في الحصول على الطعام. في الأسبوع الماضي، في أعقاب انتقاد هذا الأمر، حدد رجال الصندوق للمرة الأولى وقت توزيع مخصصاً للنساء والأطفال.

وثمة مشكلة جوهرية أخرى في طريقة التوزيع، النية الأصلية للمخططين هي أن يأخذ السكان الصناديق المغلقة ويذهبون إلى عائلاتهم، وهناك يطبخون المواد ويأكلون. وهكذا لن ينتج سوق طعام، ولن تستطيع حماس جباية الضرائب من التجار.

لكن عملياً، لم يحدث شيء من ذلك. بسبب صعوبة السير لبضعة كيلومترات على الرمال حاملاً بين يديك صندوقاً يزن 18 كغم، بدأ سكان غزة يتزودون بالأكياس، ويفككون الصناديق في مراكز التوزيع. حسب البروفيسور جارد، تظهر الصور الجوية أكواماً من القمامة المتكدسة في المراكز بعد فتح مئات آلاف الصناديق.

بسرعة، تبلورت مجموعات من منظمات من الشباب بدأت في جمع السلع الثمينة من الصناديق وبيعها بأسعار مرتفعة. في التوثيق التي وصل “هآرتس” يظهر هؤلاء الشباب وهم يبيعون سلع المساعدات في سيارة “تندر”. وهكذا فشل الصندوق ليس فقط في منع الجوع، بل أيضاً في منع خلق سوق طعام، بحيث تستطيع حماس الاستفادة منه.

في أحد توثيقات اغلار، التي نشرتها أيضاً وكالة إي.بي، يظهر إلقاء قنابل الصوت بين الجمهور. ورجال حماية من يو.جي.اس هم الوحيدون الذين يقفون قرب السكان، وفي توثيقات أخرى يظهرون وهم يحملون قنابل صوت.

وتُسمع في فيلم آخر ضجة كبيرة لإطلاق نار قرب مركز التوزيع، هناك يتم حشر الجمهور في عنق الزجاجة التي تؤدي إلى المخرج. كان في الخلفية شخص ينادي “ممنوع! ممنوع!”، ويأمرهم “على الجميع إخلاء المكان، ارجعوا إلى الخلف”. ويُسمع في توثيق آخر لدقيقة ونصف إطلاق حوالي عشرين صلية كي يخلي الجمهور المركز.

يوضح الجيش أنه منذ النشر في “هآرتس” حدثت تغييرات هيكلية في المراكز وفي طريقة الوصول إليها، وفي الأوامر أيضاً. في الفترة الأخيرة، تم الإبلاغ عن أحداث إطلاق النار على طالبي المساعدات في شمال القطاع فقط، وليس في مناطق مراكز التوزيع. مع ذلك، حادثة الموت الجماعي الأخيرة التي أبلغ عنها في تموز كانت في مركز التوزيع في خان يونس، حيث تم دهس واختناق 20 شخصاً. واتهمت “جي.اتش.اف” حماس بهذه الحادثة، وقالت بأنها وجدت في المركز حالة من الذعر بعد تهديد أحد أعضاء حماس عاملاً في الصندوق. وعقب الوضع الإنساني المتدهور في القطاع والانتقاد الدولي الصعب، أعلنت إسرائيل عن فتح مسارات توزيع أخرى – مسارات إنسانية – تسمح فيها بانتقال آمن لمئات شاحنات المساعدات التي تنتظر في القطاع الآن، مسارات برية، ستمر فيها شاحنات المساعدات من الأردن ومصر، ومسارات جوية ستستخدم لانزال رزم المساعدات.

إلى جانب توزيع المساعدات “الممأسس”، انتشر في مصر الأسبوع الماضي تريند جديد في “تك توك”، وهو إرسال زجاجات تنتصف بالأرز أو العدس في مياه البحر المتوسط، على أمل أن تحملها الأمواج إلى القطاع. حسب أفلام من غزة، فإن بعض هذه الزجاجات ربما وصل الهدف. الإسهام الغذائي لهذه الزجاجات صفر بالطبع، ولكنها نوع من احتجاج رمزي ضد التجويع. ولكن حسب أقوال الخبراء، فإن إنزال الطعام من الجو الذي غطته إسرائيل إعلامياً يبدو مفيداً بنفس الدرجة. كمية الطعام التي تلقى من الجو في كل طلعة تساوي حمولة شاحنة، ومثلما في مراكز صندوق المساعدة لغزة، سيصل هذا الطعام إلى من يقدر على الركض واختطافه، أي للأقوياء جداً، ولا شروط لتخزين هذا الطعام وحفظه وطبخه.

يقول الخبراء إن الحل الوحيد لمشكلة الجوع في غزة ليس في الزجاجات أو الطائرات، بل إعطاء فرصة للمنظمات الإنسانية والتجار الخاصين بإدخال كميات كبيرة من الطعام والمساعدات الطبية والعمل بحرية في القطاع، لإعادة تشغيل المخابز والمطابخ الجماعية وفتح مراكز تغذية للأطفال، وتسجيل منظم للعائلات المحتاجة والبدء في ترميم شبكة المياه والنظافة.

يظهر أحد أفلام اغلار جمهوراً كبيراً وراء حاجز أقيم من طاولات فارغة. وراءه شروق شمس وردي وبرتقالي يرتسم في السماء. “يا شباب، الأمر انتهى”، قال أحد الحراس الأمنيين. الفجر يظهر على وجوه عشرات آلاف الأشخاص خائبي الأمل.

من وراء المنظم مسلحون من رجال يو.جي.اس، شركة الحراسة الأمريكية. “حان وقت الذهاب، تعالوا في الغد”، قال المنظم. يقف السكان أمامه بهدوء وهم يحملون أكياساً فارغة. لا يوجد أي ذكر للفوضى التي كانت هنا قبل ذلك. الآن لا شيء يؤخذ، أو أي شيء يتم الصراع عليه. في الغد، سيحاولون حظهم مرة أخرى، سينقبون بين الصناديق والبضائع في محاولة إحضار الطعام. فقط البقاء للأقوى.

في إطار تأكيد أقوال اغلار، تم إرسال هذا الفيلم إلى شركة جي.اتش.اف، مع الأفلام الأخرى التي ظهرت في المقال. لكن الأمر عند صندوق المساعدة لغزة لم يقتصر على التشكيك في مصداقية الأفلام، بل إن الشركة ذهبت إلى مدى أبعد حين استخدمت الفيلم الأخير في منشوراتها، لتظهر قدرة مراكز التوزيع على تنظيم العملية مقابل سرقة شاحنات الأمم المتحدة. بعد تقديم اعتراض “هآرتس”، تم شطب المنشور وقالت الشركة إن الفيلم تم نشره بالخطأ، بسبب خطأ تقني لأحد العاملين.

رد شركة جي.اتش.اف: “بالطبع، الجمهور تدفق إلى مراكز توزيع المساعدات. الحديث يدور عن مساعدات أدخلت بعد ثلاثة أشهر من الحصار. توقعنا أحداثاً كهذه واستعددنا وفقاً لذلك. وما لم يتم تحقيق الأمن الغذائي في غزة، فأي محاولة لتوزيع المساعدات سترافقها هذه المشاهد. يتبين من تجربتنا أن الوضع الغذائي عندما يتحسن فنظام طوابير س يتحسن أيضاً. وعندما يتدهور الوضع فهكذا يكون السلوك على الأرض. هل يمكن توقع شيء آخر؟

“الأفضلية الأولى لنا كانت وما زالت إطعام الناس بطريقة آمنة، وهذا هو سبب اتخاذ وسائل تفريق الجمهور التي استهدفت فقط تقليل الاكتظاظ الذي يعرض الحياة للخطر. أي ادعاء يقول بأن المواطنين أصيبوا على يد رجال طاقم جي.اتش.اف، كاذب. نحن ندرك ادعاءات السيد اغلار، وفي اللحظة التي عرفنا فيها عن ذلك، فتحنا ملف تحقيق على الفور. لدينا الآن أدلة قاطعة بأنها غير صحيحة، وأن السيد اغلار زور وثائق وتصريحات، التي أرسلها إلى وسائل الإعلام.

لقد أوضحنا من اليوم الأول أن صندوق المساعدة لغزة لا يمكنه إطعام كل سكان غزة. أحد الأمور التي تم الاتفاق عليها في بداية نشاطاتنا هو أن إسرائيل ستواصل إدخال المساعدات الإنسانية وفقاً للآلية القائمة، التي تشمل الأمم المتحدة. بالتالي، لا يوجد ما يكفي من المساعدات في غزة، وتوجهنا مرة تلو الأخرى إلى المجتمع الدولي لتحمل دور والمساعدة في الاستجابة للاحتياجات القائمة. المشكلة ليست في عدم رغبتنا، بل غياب الآخرين، الذين لم يتواجدوا وقت الحاجة. ورغم ذلك، سنفعل كل ما في استطاعتنا لإطعام سكان غزة، وسنوسع مشاريع تجريبية توفر الطعام بشكل مباشر للتجمعات.

رد شركة يو.جي.اس: “الشركة أرسلت إلى “هآرتس” رسالة تتكون من 8 صفحات، فيها عدة بيانات أرسلها اغلار إلى مديريه أثناء عمله وبعد ذلك. حسب الشركة، فإن اغلار تحمس لعمله في يو.جي.اس ونشاطاته في غزة، الأمر موثق في بعض البيانات، وقد أقيل بسبب سلوكه، وبعد أن طلب العودة إلى العمل ولم تتم الموافقة على ذلك، بدأ حملة تشهير وتشويه، كما قالوا في الشركة.

“السيد اغلار عمل في الشركة مدة 27 يوماً، قضى معظمها في فندق في إسرائيل وليس في مناطق التوزيع. الأحداث التي وصفها لم تحدث، وليس هذا فحسب، بل لم يكن في المكان الصحيح والوقت الصحيح ليكون شاهداً على هذه الاتهامات. الادعاء القائل بأن رجال الشركة كانوا متورطين في جرائم حرب هو ادعاء كاذب. بالعكس، العاملون في الشركة أنقذوا حياة أشخاص وحيدوا مجرمين وقتلة محتملين، وأضعفوا سيطرة حماس على توفير الطعام. السيد اغلار عامل سابق، وساخط، ويسعى إلى الانتقام. سلوكه منذ إقالته غير مفاجئ، نظراً لسلوكه غير المهني وغير المتزن في غزة. شركة يو.جي.اس تركز الجهود على إيصال الغذاء للمدنيين الجائعين، وهي منفتحة على آراء موظفيها حول كيفية تحسين عملية توزيع المساعدات، ولن نتسامح مع حملة التشهير الكاذبة التي بثتها حماس نفسها لدعم دعايتها الإرهابية.

رد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي: “كل ادعاء بإطلاق الجيش الإسرائيلي النار عمداً على المدنيين ادعاءات كاذبة ولا أساس لها. علينا التوضيح بأن الجيش الإسرائيلي لا يعمل داخل مراكز التوزيع، وأن حماية هذه المراكز من مسؤولية منظمة جي.اتش.اف فقط. مع ذلك، قوات الجيش الإسرائيلي متواجدة قريباً بسبب نشاطاتها في المنطقة. القوات تجري عمليات دراسة معمقة وجارية بهدف تحسين الرد العملي وتقليص الاحتكاكات المحتملة مع السكان، وكجزء من ذلك أضافوا في الفترة الأخيرة جدراناً جديدة، ووضعوا لافتات، وتم شق طرق أخرى وما شابه. أي ادعاء يطرح بخصوص أحداث إطلاق النار في مراكز التوزيع ستفحصه الجهات المختصة”.

بار بيلغ وآخرون

 هآرتس 30/7/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب