الارتقاء إلى مستوى التحديات ضرورة وطنية لمواجهة مخططات الاحتلال

الارتقاء إلى مستوى التحديات ضرورة وطنية لمواجهة مخططات الاحتلال
بقلم: رئيس التحرير
تمر القضية الفلسطينية اليوم بمنعطف خطير يتطلب مواقف سياسية جريئة وقرارات حاسمة، بعيدًا عن أسلوب العلاقات العامة في العمل السياسي الذي بات لا يواكب حجم التحديات والتضحيات. فالمواقف الرمزية والبيانات الشكلية لم تعد تُجدي نفعًا، في ظل ما يواجهه شعبنا الفلسطيني من عدوان متواصل، ومخططات تهويد واستيطان تلتهم الأرض والحقوق، وتستهدف الكيان الوطني برمّته.
إن التحديات المفروضة على الواقع الفلسطيني، سواء في قطاع غزة الذي يعاني حربًا مفتوحة ومجاعة خانقة، أو في الضفة الغربية التي تشهد تصعيدًا استيطانيًا غير مسبوق، تستدعي من جميع القوى السياسية الفلسطينية والعربية، دون استثناء، الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والتاريخية. لم يعد من المقبول استمرار حالة التردد أو الاكتفاء بخطابات لا تتعدى مربع التنديد، في حين يستفرد الاحتلال بالشعب والأرض والمقدسات.
إن المخططات الإسرائيلية، بدعم من بعض القوى الدولية، لا تهدف فقط إلى إخضاع غزة أو تفتيت الضفة الغربية، بل ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية برمّتها، من خلال فرض وقائع ميدانية جديدة، وفتح مسارات تطبيع علني على حساب الحق الفلسطيني، وخلق بيئة سياسية إقليمية ودولية متواطئة أو متغافلة.
الرد على هذه المخططات يجب أن يكون واضحًا وصريحًا، من خلال بلورة برنامج وطني موحد، يستند إلى الثوابت الوطنية، ويعيد الاعتبار للمشروع التحرري الفلسطيني، بعيدًا عن الحسابات الفصائلية الضيقة أو الأجندات الإقليمية المتقاطعة مع مصالح الاحتلال.
إن المطلوب اليوم هو الانتقال من مربع رد الفعل إلى الفعل، ومن التبرير إلى المبادرة، ومن التشظي إلى الوحدة، ومن التردد إلى اتخاذ خطوات عملية على الأرض، تعكس إرادة شعبنا وصموده. كما أن تفعيل أدوات المقاومة بكافة أشكالها، السياسية والدبلوماسية والقانونية والشعبية، بات ضرورة ملحة، وليس خيارًا مؤجلًا.
المعركة مع الاحتلال ليست فقط ميدانية، بل هي أيضًا معركة وعي وكرامة وإرادة. ومن يملك شجاعة المواجهة هو وحده من يستطيع أن يصنع المستقبل، ويصون الحقوق، ويكتب تاريخًا مشرفًا للأجيال القادمة.