نتنياهو في سباق مع دموع التماسيح.. والنائبة غوتليف لعائلات المخطوفين: اسكتوا

نتنياهو في سباق مع دموع التماسيح.. والنائبة غوتليف لعائلات المخطوفين: اسكتوا
نشر نتنياهو تسجيلا أعرب فيه عن صدمة عميقة من وضع المخطوفين أفيتار دافيد وروم برسلفسكي، المحتجزين لدى حماس والجهاد الإسلامي. “أنا أيضاً صدمت… هاتفت العائلات، عانقتها”، استهل نتنياهو وأضاف: “هم يجوعونهم مثلما جوع النازيون اليهود. وعندما أرى هذا أفهم تماماً ما الذي تريده حماس. هي لا تريد صفقة، بل تريد كسرنا من خلال أشرطة الفظاعة”.
نتنياهو ليس مواطناً عادياً، ولا شخصية عامة تتبوأ منصباً رمزياً، أو مؤثر شبكة ولا محللاً، بل رئيس وزراء إسرائيل. فهو من يحوز مفتاح إعادة المخطوفين؛ إن أراد يعيدهم، وإن لم يرد لا يعيدهم. وعليه، فإن صدمته من وضع المخطوفين ومن وحشية من يحتجزونهم ويجوعونهم حتى الموت لا تقاس وفقاً لشدة الكلمات التي يتبناها في توجهه إلى “مواطني إسرائيل الأعزاء” أو العناق الذي يغدقه على أهل روم وأفيتار. المقياس الوحيد الذي تقاس فيه صدمته هو استعداده لإنهاء الحرب مقابل إعادة المخطوفين في صفقة، مهما يكن الثمن الذي ستضطر حكومته لدفعه.
وتكفي المشاهدة إلى نهاية الشرط حتى نفهم أن الخطاب الحاد الذي تبناه هو كل ما يمكن للمخطوفين وعائلاتهم أن يحصلوا عليه. بالفعل، وضع المخطوفين يشبه عنده وضع اليهود الذي احتجزهم النازيون في معسكر الإبادة، لكن نتنياهو يبقى يؤخر تحرير المعسكر خشية -لا سمح الله- أن يمس ببقاء حكومته.
“لن ننكسر”، واصل نتنياهو – وكأن التفويض الذي أعطي له يمنحه سيطرة على قدرة صمود الجمهور – “أنا ممتلئ حتى بتصميم أقوى لتحرير أبنائنا المخطوفين، وتصفية حماس، وضمان ألا تشكل غزة بعد اليوم تهديداً على دولة إسرائيل”، قال. بمعنى أن وجهة إسرائيل ليس للصفقة، بل لتشديد الضغط العسكري، زعماً لأجل تحرير مخطوفين، وكأن هناك أحداً ما في إسرائيل لم يعرف بعد أن هذه أهداف متضاربة.
بدلاً من الصدمة بالكلمات، على نتنياهو أن يعمل على صفقة تخرج أفيتار وروم وكل باقي المخطوفين من اللظى الذي يعلقون فيه بعد أن اختطفوا في ورديته.
النائبة تالي غوتليف، قالت أمس في لجنة الكنيست لعائلات المخطوفين: “إذا سمعت حماس ما تقولونه، فلن تعيد المخطوفين”. وعندما سُئلت إذا كانت تقول للعائلات اسكتوا، أجابت: “نعم، اسكتوا. اسكتوا تماماً وابقوا صامتين”. غير أن من ينبغي أن يتحدث أقل ويفعل أكثر هم نتنياهو ورفاقه في حكومة 7 أكتوبر. عليهم أن ينهوا الحرب، ويعيدوا المخطوفين ويسكتوا إلى الأبد.
أسرة التحرير
هآرتس 5/8/2025