احتلال قطاع غزة قد يستمرّ شهورا ويمهّد لمخطّط التهجير: ما الخطط المطروحة؟

احتلال قطاع غزة قد يستمرّ شهورا ويمهّد لمخطّط التهجير: ما الخطط المطروحة؟
الخطة الرئيسية التي يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يسعى للدفع بها، هي “احتلال مدينة غزة، والمخيمات الرئيسية”، في عملية يُتوقع أن تستمرّ خمسة أشهر، وستتطلّب كذلك تعبئة واسعة النطاق، لجنود الاحتياط؛ وستهجّر إسرائيل الأهالي جنوبا.
يناقش الكابينيت السياسي الأمني الإسرائيليّ، الخميس، مخطّط احتلال قطاع غزة، لاتّخاذ قرار بشأن ذلك، فيما ذكرت تقارير إسرائيلية أنّ احتلال القطاع سيستمرّ نحو خمسة أشهر، ويشمل احتلال مدينة غزة، والمخيّمات الرئيسية، وذلك بمشاركة نحو 6 فِرق عسكريّة.
وأوردت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة (“كان 11”)، أنه يتوقع أن يُقرّ الكابينيت، خطة احتلال قطاع غزة، الخميس، لافتة في تقرير إلى أن الخطّة تشمل عمليات عسكرية في موقعين، هما المخيّمات الرئيسية، ومدينة غزة شماليّ القطاع.
وذكر التقرير أن “هذه الخطوة، يُتوقَّع أن تستمر لعدة أشهر”.
وأورد موقع “أكسيوس” الأميركيّ، والقناة الإسرائيلية 12، نقلا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن “ترامب لا يعارض خطة نتنياهو، لشن عملية عسكرية في غزة، واحتلال القطاع بالكامل”؛ علما بأن الرئيس الأميركيّ، قال في تصريحات لصحافيين، إن “الأمر سيكون متروكا إلى حد كبير لإسرائيل”، في إشارة إلى الاحتلال العسكري للقطاع.
وفيما أشار تقرير “كان 11” إلى أن الحكومة الإسرائيلية، تقول إن أحد أهداف إقرار خطة احتلال القطاع، هو الضغط على حماس، لإطلاق سراح الرهائن؛ نقلت عن مصدر إسرائيليّ قوله، إن فرص عودة حماس إلى طاولة المفاوضات، حتّى إقرار الخطّة، “شبه معدومة”.
مخطّطات تراوِح بين الاحتلال الكامل أو الحصار المُطبِق
وذكرت “كان 11″، أن الخطة الرئيسية التي يبدو أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، يسعى للدفع بها، هي “احتلال مدينة غزة، والمخيمات الرئيسية”، في عملية يُتوقع أن تستمرّ خمسة أشهر، وستتطلّب كذلك تعبئة واسعة النطاق، لجنود الاحتياط، ضمن إستراتيجيّة وصفها التقرير بـ”أقصى قوّة، في أقصر وقت”.

وأشار التقرير إلى أن “الهدف هو احتلال مدينة غزة، حيث عمل الجيش الإسرائيلي سابقًا، وللمرة الأولى أيضًا الوصول إلى المخيمات الرئيسية، بهدف تدمير مراكز القوة المتبقية لحماس”.
ونقل التقرير عن مصادر أمنيّة لم يسمّها، أن الهدف من ذلك، “هو دفع سكان غزة جنوبًا، إلى المواصي، وفي وقت قصير نسبيًا، في خطوة ستدعم أيضًا خطة الهجرة الطوعية (التهجير)”.
وأشار التقرير إلى خطة أخرى، وهي “محاصرة مدينة غزة، والمخيمات الرئيسية”، وذلك من خلال “وقف دخول المساعدات الإنسانية إليها، وتنفيذ غارات محددة من نقاط مراقبة، وليس اجتياحا شاملا”، علما بأن المجاعة تفتك حاليا بقطاع غزة، وتُودي بحياة العديد من الأهالي، يوميًّا.
و”الهدف هو استنزاف حماس والدفع نحو اتفاق”، بحسب التقرير الذي أشار إلى أنّ “عيب هذه الطريقة، أنها قد تستغرق وقتًا”؛ مضيفا أنّ منظومة الأمن الإسرائيلية، ترى أن “هذه الخطة، قد تكون خطوة تمهيدية قبل احتلال غزة بالكامل، كما طالب وزراء الحكومة”.

كما لفت التقرير إلى أن جيش الاحتلال، “قد وضع خططًا أخرى، تهدف أساسًا إلى السيطرة على الوضع على مراحل، وإحدى الخطوات الأولية، هي فصل مدينة غزة عن المخيمات الرئيسية، بإعادة طريق (محور) ’نتساريم’”.
“ضمّ وترسيخ السيطرة الإسرائيلية بمحيط غزة بشكل دائم”
وأوردت القناة الإسرائيلية 12، أنه “خلال الأسابيع اللازمة للتنظيم اللوجستيّ على الأرض، بما في ذلك إنشاء بنية تحتيّة مدنيّة، مؤقتة لاستيعاب الغزيين الذين تمّ إجلاؤهم (تهجيرهم)؛ لن تشن إسرائيل عملية بريّة، وبعد ذلك فقط، ووفقًا للخطة، سيبدأ دخول منظّم لقوات الجيش الإسرائيلي إلى مدينة غزة”.
وأضافت أنه يُتوقّع أن يُلقي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خطابًا بشأن ذلك، “يركّز على إعلان توسيع نطاق المساعدات الإنسانية”.
وفي الصّدد ذاته، أشار التقرير إلى أنه “في غضون ذلك، ستُخصّص نحو مليار دولار، بعضها أميركي، وبعضها بتمويل من دول أخرى”؛ بادّعاء أن هذه الأموال “ستُمكّن من إنشاء مراكز توزيع جديدة في وسط قطاع غزة، بهدف قطع المساعدات الإنسانية عن آليات حماس، وضمان توزيعها مباشرةً على المدنيين”، علما بأنّ العديد من أهالي قطاع غزة، وبضمنهم أطفال ونساء وشيوخ، يستشهدون يوميًّا برصاص قوات الاحتلال، قرب مراكز المساعدات المزعومة، التي باتت تُعرف بـ”مصائد الموت”.

وأضاف التقرير أن فكرة “ضمّ” محيط قطاع غزة، والشريط الأمني الذي تسيطر عليه إسرائيل منذ بداية الحرب، والمتاخم للجدار الأمنيّ الفاصل؛ “ستُطرح للنقاش في الكابينيت، بالتوازي مع الخطوة العسكرية”.
وفي هذا الصّدد، ذكر التقرير أنه “وفقًا للمؤشرات، يتم بحث إمكانية ترسيخ السيطرة هناك، بشكل دائم”. كما لفت التقرير إلى أن “العملية برمّتها، يُتوقع أن تستمرّ لأسابيع”.
وذكر أن “بعض الرهائن، لا يزالون محتجزين في مدينة غزة، لكن وفقًا للتقديرات، سيتم نقل العديد منهم إلى مناطق أخرى”.
نتنياهو سيطلب تفويضا لاتّخاذ قرارات بشأن الاحتلال وسيحظى بموافقة الأغلبية
وأوردت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عبر موقعها الإلكترونيّ (“واينت”)، مساء الأربعاء، أن “الخطوة الأولى بعد إخلاء سكان مدينة غزة، هي احتلال المدينة، وكما في الحالات السابقة، ستعمل إسرائيل هذه المرة أيضًا على دفع السكان جنوبًا، لتشجيع خروجهم من القطاع”، وتهجيرهم.
وذكر التقرير أن “احتلال القطاع لن يتطلب تعبئة مكثفة لجنود الاحتياط، بل ترتيبًا مشابهًا للقوات التي استُخدمت في عملية ’عربات جدعون’”، التي تصاعد التوتر الداخلي في قيادة الجيش الإسرائيلي، وتم تبادل اتهامات على إثر تأكيد فشلها.

ووفق تقرير “واينت”، فإنّ الجيش سيعرض خلال اجتماع الكابينيت، “خطّتين، إحداهما احتلال والأخرى تطويق”، مشيرة إلى أنه “يوصي بالخيار الثاني”.
وقدّر التقرير بأن يتذرّع نتنياهو، المؤيد لخطة الاحتلال، بأن تل أبيب “جربّت الخيار الثاني، ولم تستطع تحرير الرهائن، وهم الآن في خطر”.
ولفت التقرير إلى أن نتنياهو سيطلب موافقة الكابينيت على إصدار أوامر للجيش، باحتلال قطاع غزة بالكامل، وفقًا للخطط التي وضعها، وأن يُفوّضه الوزراء، هو ووزير أمنه يسرائيل كاتس، باتخاذ القرارات بشأن خطوات الاحتلال.
ونقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين وصفهم برفيعي المستوى، أن “أيّ اقتراح يقدمه نتنياهو، سيحظى بأغلبية كبيرة في الحكومة”.