مقالات

 الشعب الفلسطيني لا يريد جنازة تليق بحلمه ، بل حياة تليق بحقه في هذا العالم بقلم: مروان سلطان.

بقلم: مروان سلطان-فلسطين -

 الشعب الفلسطيني لا يريد جنازة تليق بحلمه ، بل حياة تليق بحقه في هذا العالم

 

بقلم: مروان سلطان.فلسطين 🇵🇸

7.8.2025

——————————————

يقول المثل: مات بالامس جاري من الجوع، وفي عزائه ذبحوا كل الخراف. حال الاعتراف بالدولة الفلسطينية امام كل المخططات التي تطفوا في المشهد الفلسطيني اليوم ، ما بين الابادة الجماعية والتهجير والضم والدمار لما تبقى من فلسطين التاريخية اصبح الحال في اروقة الدول بين الصديق الذي انتفض ليعلن عن وقوفه الى جانب الشعب الفلسطيني وبين مرواغة وتسويف هل سيبقى احد  من يدير دولة فلسطين  .

لا بد أن نشكر ونحيي الدول التي فرضت السلام والعدالة الدولية، ولا بد لنا أن نرفع القبعات عاليًا لتلك الدول التي تعرّضت لأي نوع من المساءلة بسبب اعترافها بدولة فلسطين. كل هذه الدول التي رأت أن الشعب الفلسطيني يجب أن تكون له دولة، تسجَّل لها مواقف وتُقدّر على مبادرتها بهذه المهمة.

اليوم، تعترف أكثر من 194 دولة في العالم بدولة فلسطين 🇵🇸، وهي عضو في الأمم المتحدة، وقد تحققت، بفضل هذه العضوية، مكاسب أصبحت جزءا لا يتجزأ من رأس المال السياسي والإنجازات الفلسطينية التي تحققت عبر الدبلوماسية الفلسطينية، وبدعم عربي ودولي من الأشقاء والأصدقاء.

ما زالت هناك ضرورة لمزيد من الاعترافات من العديد من الدول الوازنة مثل بريطانيا وفرنسا وكندا ودول أخرى. ولا شك أن المؤتمر الذي أشرفت على تنظيمه كل من المملكة العربية السعودية 🇸🇦 وفرنسا 🇫🇷، والذي عُقد في نيويورك، له أثر كبير في حشد الدول للاعتراف بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.

المملكة المتحدة 🇬🇧 أعربت عن نيتها المشروطة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حال لم تتخذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء المعاناة في غزة، إلى جانب شروط أخرى.

الشعب الفلسطيني يستحق دولة، وهذه الدولة ليست مِنة من أحد، بعد أن سُلِب أرضه وكيانه عام 1948، ودخل عصر النكبات. لكن قرار التقسيم 181 فسنة 1947 آنذاك كان بإنشاء دولتين، دولة عربية للفلسطينيين، وأخرى يهودية للمهاجرين اليهود. وقد أُنشئت على إثر هذا القرار دولة إسرائيل، فيما بقي مكان الدولة الفلسطينية شاغرًا.

بمعنى أن تنفيذ الشق الآخر من القرار لا يحتاج إلى قرارات جديدة، بل يحتاج إلى آليات لتطبيق ما تبقى من القرار، لإقامة الدولة الفلسطينية. القرار لا يحتاج إلى شروط، وإلا أصبح الأمر مائعًا، على رأي المثل: “اذا طبخوا أكلنا”.

يعني، هل ينقص الشعب الفلسطيني شيء؟ طبعا لا. لكن ما يجري هو تسويف للقرار. وهذا ينطبق على كثير من القضايا الفلسطينية. ليتهم يدركون أن الشعب الفلسطيني لم يُخلق ليكون عبرة، بل ليعيش بكرامة.

أما الاعتراف المتأخر، فهو كمن يضع الزهور على قبر لم يسأل يوما عن الجائع فيه.

على سبيل المثال: في موضوع عودة السلطة إلى غزة، يقولون إن السلطة يجب أن تقوم بإصلاحات. والسؤال هنا: إصلاحات على مقاس مَن؟

هذا سؤال مهم، والجواب معروف. لكن الشروط تصبح تعجيزية، وكأن السلطة هي من سرقت إسرائيل، بينما الواقع أن الاحتلال لا يترك للسلطة مجالًا للتنفس.

الموضوع ليس دفاعا عن السلطة، لكن كما يقول المثل: “مفلوق لا تاكل، وصحيح لا تفلق، وكول لتنبط”.

الأمر تعجيزي بكل معنى الكلمة.

من يدير حلبة الصراع في هذا العالم ما زال “شايلوك”، الذي يرابي ويقامر بمصير الناس في غياب القاضي “دوق البندقية”.

الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن تتبعه آليات تنفيذ حقيقية، وإلا سيبقى مجرد حبر على ورق.

وما فائدة الترحم على ميت مات من الجوع، وفي جنازته ذُبحت كل خراف الحي؟

هل يجب أن يلقى الشعب الفلسطيني حتفه، ثم يصفق العالم طويلًا لإعلان الدولة الفلسطينية؟ قرار تاخر كثيرا.

إذن، علينا أن ندقق في من يريد لهذا العالم أن ينتصر فيه الخير، ويتوقف فيه الشر. إن الاعتراف الذي لا يتبعه فعل، يبقى صدىً أخلاقيًا لا يسمن ولا يغني من جوع.

والشعب الفلسطيني لا يريد جنازة تليق بحلمه، بل حياة تليق بحقه في هذا العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب