ثقافة وفنونمقالات
انتقل الى العلياء الكاتب والروائي المصري والعروبي الكبير صنع الله ابراهيم…رحمه الله رحمة واسعة… #مهند_طلال_الاخرس
مهند_طلال_الاخرس

انتقل الى العلياء الكاتب والروائي المصري والعروبي الكبير صنع الله ابراهيم…رحمه الله رحمة واسعة…
#مهند_طلال_الاخرس
وُلِدَ صُنع الله إبراهيم في 1937 ودرس الحقوق قبل أن يتجه للأدب؛ كان كذلك يساريًا [ينتمي لمنظمة حدتو الشيوعية] فاعتقل في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمدة خمسة أعوام (1964-1959) دون ان تفت بعضده سنوات الاعتقال حيث جعل منها مدرسة وجامعة اكسبته المعرفة والثقافة على اصولها؛ ففي تلك الزنازين، نضج مشروع صنع الله إبراهيم الأدبي، حيث كان يقرأ بنهم أعمال فرجينيا وولف وجورج لوكاش وغيرهما، كما تفاعل مع تيارات فكرية متعدّدة، وهي التجربة التي دوّنها لاحقاً في كتابه “يوميات الواحات”.
وعن تجربة الاعتقال يصف صنع الله إبراهيم السجن بأنه “جامعته” الحقيقية، حيث ترسّخت قناعته بأن الكتابة ليست مهنة فحسب، بل “شكلاً من أشكال المقاومة”.
وهذا الامر وتجذره ماكان ليتم لصاحبنا لولا التربية الاسرية الحاضنة والمحفزة لهكذا تكون وسلوك؛ حيث كان لوالده وجده بالغ الأثرً على شخصية صاحبنا، حيث زوداه بالكتب والقصص للاطلاع، فبدأت شخصيته الأدبية في التكون من الصغر، لتأتي تجربة الانتماء لمنظمة حدتو واعتقاله فيما بعد لتكمل مسيرة التكون الفكري والنضالي لصاحبنا ولتغني وتثري سيرة ومسيرة صنع الله ابراهيم الادبية والمعرفية بمزيد من الاصالة والرصانة والالتزام وتضفي عليها مزيدا من الالق والبهاء…
من أشهر رواياته “اللجنة” التي هجا فيها سياسة الانفتاح في عهد السادات ورواية “بيروت بيروت” التي تناول فيها مسيرة الثورة الفلسطينية خلال الحرب الأهلية في لبنان ، ورواية “67” التي كتبها بعد نكسة 1967 وتاخر صدورها اعواما طويلة حتى سمحت الظروف بنشرها، ورواية 1970 والتي تناولت حياة عبدالناصر وفترة حكمه واحداث ايلول الاسود بين الثورة الفلسطينية والنظام الاردني.
وروايته الرائعة ” وردة ” والتي يتناوا فيها سيرة الثورة المنسية والمغيبة من كتب التاريخ “ثورة ظفار “. ورغم تركيزها على الخصوصية العمانية إلا أنها استعرضت الثورات اليسارية في العالم أجمع، فأخذتنا في رحلة ملحمية كبرى من ثوار الفايكونج في شوارع هانوي في الفيتنام إلى جيفارا و كاسترو في كوبا وبولنيا ومن عبدالناصر في القاهرة إلى السلال والسالميين في اليمن، وعرجت كذلك على بغداد ودمشق في عصر الثورات والانقلابات وأخذتنا مع الثورة الفلسطينية ونجومها الكبار في صراعاتهم في شوارع بيروت وعمّان وفلسطين المحتلة.
وفي 1997 صدر له رواية “شرف” التي تعتبر أحد أفضل أعماله وهي من أدب السجون ووضعت في المرتبة الثالثة في ترتيب أفضل 100 رواية عربية وتدور حول شخصية “شرف” الشاب المدلل الذي تنقلب حياته رأسًا على عقب بعد أن يقتل “خواجة” حاول هتك عرضه فيدخل السجن لينتقل إلى عالم جديد ويرى فضائح القانون وفساده وينغمس في وحل قصص واقعية من انتهاك للعدالة والتجارة في المخدرات، وقد اختار اتحاد الكتاب العرب روايته “شرف” كثالث أفضل رواية عربية.
صنع الله ابراهيم ليس صاحب سيرة مميزة واعمال اثيرة فريدة ومتفردة وحسب؛ بل كان منذ البدء حاملا للاسم الاميز، والذي شكل له وبفضل والده اولى الخطوات التي تنبأت له بسيرة مميزة اذ يقول صاحبنا عن سبب تسميته بهذا الاسم: “عند ولادتي كان والدي يبلغ الستين من العمر وقام بصلاة استخارة ثمّ فتح المصحف فوضع أصابعه على كلمة (صُنع الله الذي أحسن كل ّشيءٍ خلقه)، ومن هنا تمت تسميتي بصُنع الله، ولكن هذا سبّب لي مشاكل كثيرة عندما كنتُ في المدرسة لأنه كان اسمًا غريبًا، وكان دائمًا مثار فكاهة للناس، أذكر أنَّ المدرس كان يقول لي (صُنع الله؟ ما كُلنا صُنع الله)”. ولعلّ فرادة الاسم وتميزه كانت بشرى بفرادة الحياة التي سيعيشها الكاتب الذي سيلمع اسمه في عالم الأدب العربي في النصف الثاني من القرن العشرين ويصبح اسمه وشخصه اشهر من نار على علم.، وليؤكد مرة اخرى حقيقة المثل القائل:” لكل صاحب اسم من اسمه نصيب”.
تسلح صنع الله ابراهيم بهذا الاسم وبهذه السيرة ليصنع مجده السامق والباق والمعانق لحدود السماء ، ومع تعب السنين ومع هذا الارث العظيم اخذ اسم صنع الله يزداد القا وجمالا وبهاء حتى اصبح اسما المعيا في عالم الثقافة والادب والرواية على حد سواء…
وقد يكون من اهم اسباب المعيته وشهرته الواسعة والممتدة عبر وطننا العربي الكبير -بالاضافة الى سيرته النضالية- ، انه وبفضل كتاباته والقضايا الجوهرية التي تتناولها كتاباته ، اصبح مبدعا ومثقفا جذريا وعروبيا كبيرا، وينتمي لأمته العربية وحريصا على قضيتها المركزية القضية الفلسطينية. وبلغ الامر ذروته حين رفض جائزة (ملتقى القاهرة للإبداع الروائي العربي في العام 2003)، وقد خاطب لجنة الجائزة والحضور قائلا: “أعلن اعتذاري عن قبول الجائزة لأنها صادرة عن حكومة تقمع شعبنا، وتحمي الفساد، وتسمح للسفير الإسرائيلي بالبقاء في مصر، في حين أن إسرائيل تقتل أبناء الشعب الفلسطيني وتغتصب أرضه”.
أعماله:
الروايات
إنسان السد العالي (1967).
نجمة أغسطس (1973).
اللجنة (1981).
بيروت بيروت (1984).
يوميات الواحات «سيرة ذاتية».
ذات (رواية) – (1992)، (تم تحويلها لمسلسل تلفزيون عرض رمضان 2013 اسمه – بنت اسمها ذات).
شرف (رواية) – (1997).
وردة (رواية) – (2000).
أمريكانلي – (2003).
التلصص – (2009).
العمامة والقبعة – (2008).
القانون الفرنسي – (2008).
الجليد (رواية) – (2009).
نجمة أغسطس
برلين 69 (رواية) – (2014).
رواية 1970 – (2020).
القصص القصيرة:
تلك الرائحة – 1966
الثعبان
أرسين لوبين
أبيض وأزرق
قصص للأطفال
رحلة السندباد الثامنة، دار الفتى العربي.
يوم عادت الملكية القديمة، دار الفتى العربي – 1982.
عندما جلست العنكبوت تنتظر، دار الفتى العربي – 1983.
الدلفين يأتي عند الغروب، دار الفتى العربي.
اليرقات في دائرة مستمرة 1983.
الحياة والموت في بحر ملون 1983.
لروحه الرحمة ولسيرته العطرة البقاء والخلود.
#مهند_طلال_الاخرس