مقالات
أيها العالم الحديث، ماذا تنتظر؟ بقلم حسين جمعة -بعلبك -لبنان –
بقلم حسين جمعة -بعلبك -لبنان -

أيها العالم الحديث، ماذا تنتظر؟
بقلم حسين جمعة -بعلبك -لبنان –
بدايةً، دعني أسأل، هل أنت موجودٌ فعلاً، أم أنا نائم، وبك أحلم؟ يا امنيتي، وتطلعاتي! أَم في لحظة، غلبتني! لاصدقك وعلى هذا آمنت، بأنك موجود بما لكَ من جمعيات لحقوق الانسان و مجلس أمن ومحكمة جنايات دولية، لنصرة المظلومين، وديمقراطيات! امست مخادعة ومزيفة، تنصر المجرمين الغاصبين والذين هم لبراءة الاطفال قاتلين بآخر ما توصل اليه عقلك المخترع، يا من تدعي الحداثة وحقوق الانسان وحق تقرير المصير.ألم تصلك صور منازل الأبرياء كيف تدمر وتحرق، ودموعنا وآلامنا وجراحنا النازفه ليل نهار، وأكثر من ذلك! ما تعرض له اطفالنا، من رعب وخوف،كيف كل هذا سوف يُمحى من ذاكرة الطفوله البريئه وهم ينظرون الى عدالتكم السائده في هذا العالم المجنون، حيث القتل والدماء، حيث بات هو ما نعيشهُ ونقتاتهُ يومياً!؟ألم تصلك سيدي، صور سيارات الإسعاف، كيف تقصف وحرية الصحافة والمراسلين تقيد وتلاحق وتضرب؟ حتى الآن، لم استطع التمييز،عذرا!ً بين ما أنا به، فهل هو حلم؟ أَم امنية وتطلعات بِتُ أهذي بها! حيث إختلط الأمر على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، حين لجأ أطفاله، خائفين ومرعوبين من الغدر والهمجية، الى مراكز عملك ومقراتك، والى المدارس الزرقاء بلون علمك الموقر، يقيناً منهم ،بأنك سوف تعطيهم الحصانة والامان! إلا أنهم فوجئوا أيضاً، بأنك مستهدف مثلهم، بما تحمل من إنسانية عالمية، وشرعة حقوق إنسان وطفولة. لقد حدثَ الامر ذاتهُ سيدي وتكرر وما زال! ففي نيسان 1996 حيث مقر القوات الفيجية والعاملة تحت علمك الازرق في الجنوب اللبناني، حيث كانت النتيجة أيضاً مجازر، وأطفال مهشمة ومشوهة ومقطعة، تسألك سيدي: هل انت موجودٌ بالفعل؟وهل مازلت لا تعرف، من هو الأرهابي الحقيقي والهمجي في هذا العالم؟ أم اختلط الأمرعليك، كما هو حالُ الخائفين والهاربين من الوحش القادم إلينا وإليكم بكل شراسته وتوحشه الهمجي. فعند إعلان الدستور نبّه الرئيس الأمريكي آنذاك، ‘الحر بنيامين فرانكلين’ عام 1789 عندما قال ‘هناك خطر عظيم يهدد الولايات المتحدة الامريكية، وذلك الخطر هو اليهودية’.فماذا تنتظر ايها العالم حتى تكون حراً مثل الحر بينيامين؟ وماذا تريد ايها العالم ان تعلمنا بثقافتك الجديدة وقنابلك الفوسفورية الحارقة وتلك الطائرات التي تُحلق وتقصف، بدون طيار وتدمرشعب اعزل عبر شاشات الكترونية يتمتع بها جنود وقيادات هذا الكيان الغاصب والذي لا يعرف شيئاً عن هذا العالم سوى النهب والقتل والخراب والدمار. إن ما صيغَ من قرارات إنسانيه عبر مجلسك الكريم لحماية الاطفال والابرياء وسيارات الاسعاف وإعطاء الحقوق لأهلها، بتنا نفهمها بأنها قرارات لغيرنا من البشر، وعدالتكم التي تتحدثون بها لغيرنا من الشعوب!إنه التحدي الكبير لكم، فهل مجلسكم وقراراتكم ومحاكمكم التي أنشأتموها،هي لكل امم وشعوب الارض؟ ام الانسان الذي عنيتموه هو غير الانسان العربي؟ماذا ستقول ايها العالم الحديث لأطفال تيتموا وفقدوا آبائهم وأمهاتهم!وآخرين ممن فقدوا مدارسهم التي تتزين بعلمك الذي يرفرف فوقها، ناشداً الانسانيه والأمان، وآلة حربية متطورة، حرقت غرف نومهم وزيهم المدرسي؟إنها نازيةُ حداثة عصرك، وثقافة يصعب عليكم ان تمحوها من عقول الابرياء والامهات والاطفال. ففي كل يوم يطالعنا مجلسكم الكريم، بقرارات جديدة لحماية الدول وشعوب الارض من الارهاب والعنصريه. بينما سياسة المكيالين التي إنتهجتموها على مدى العقود الخاليه وما زلتم تنتهجونها،من حيث حماية الغاصب والمجرم وغض البصر عن جرائمه الحاقدة والتي لا، ولن تغتفر،إنها ليست ثقافة عالمٍ حديث! بل، ثقافة عالم يحكمه المغول والتتار، أوليس للاسباب عينها فشلت عصبة الامم فيما مضى؟ عندما لم يكن بمقدورها، مواجهة بعض الدول الخارجه عن القانون.حسين
جمعة بعلبك – لبنان