الصحافه

يديعوت أحرونوت.. لزامير: ستكون شريكاً في “مصيدة الموت” التي حذرت رئيسك منها

 يديعوت أحرونوت.. لزامير: ستكون شريكاً في “مصيدة الموت” التي حذرت رئيسك منها

عيناب شيف

قول رئيس الأركان في جلسة الكابنت بأن رئيس الوزراء “يدخل الجنود في مصيدة موت” إذا ما تقرر احتلال غزة، يذكر باللحظة التأسيسية لحملة “الجرف الصامد” في 2014: في حينه، كان هذا هو العرض الذي قدم للوزراء عن تداعيات احتلال غزة وسرب لأودي سيغال. نتنياهو الذي يكثر من المطالبة بتشريع عقب تسريبات أقل حساسية بكثير، لم يطالب به هذه المرة. في حينه، صدمة السيناريوهات المعروضة كانت شاملة، وحتى الوزراء الذين أيدوا الخطوة التي كانت تستهدف “تقويض حكم حماس” تراجعوا عنها. ومنذ كانون الأول 2023 كتب الموقع أعلاه بأن المعطيات في العرض الإلكتروني تجسد قسم منها، وتوشك على أن تتجسد بكاملها: مئات القتلى للقوات، وأشهر لاحتلال الأرض، وسنوات لتطهيرها، وضرر دولي هائل، وكلفة فلكية.

وها هو الفريق أيال زامير أيضاً الذي عين فقط وحصرياً لتحقيق وعود عظمى، يعترف بأن الحديث يدور عن “مصيدة موت”. وكان يعرف بأن أقواله ستسرب، ومعقول الافتراض أن تتسرب معانيها العظيمة أيضاً، حين تخرج عن فم قائد الجيش. وبالفعل، فقد نال تعبير “حملة مصيدة الموت” زخماً في أوساط معسكر الاحتجاج وعائلات المخطوفين، وكذا في أوساط جماهير أقل مشاركة، بينهم جمهور عزيز من رجال الاحتياط، وأهالي الأبناء المقاتلين في النظامي، وكذا بعض من جنود الإلزامي أنفسهم. وسيُثار التساؤل: إذا رأى قائدي بأنها “مصيدة موت”، فهل ألتزم بالدخول إليها؟

وهذا ليس قولاً بالنسبة لمضمون الحملة، فقد ألقى رئيس الأركان ولاعة نار على أرض مشبعة بالوقود. وبعد سنتين قاسيتين وداميتين، لا ينقص من هم العبء لديهم يحسم كل ما هو عزيز عليهم (العائلة، العمل، سواء العقل) فيما هم يفهمون بأن أحداً لن يتطوع أو يضطر للدخول تحت حمالة الجرحى. هم يرون زعيماً يهتم بأن يعلن في “فوكس نيوز” وفي الإعلام الهندي (!) عن خططه، وبعد ثلاثة أيام يتوجه إلى الجمهور الذي تعهد بخدمة مصلحته. وفي إطار هذا كله، تعرب المرجعية المهنية العليا عن عدم ثقة مطلقة بالعملية التي من شأنها (وليس باحتمالات متدنية) أن تنتهي لا سمح الله بإصابة في الجسد والروح دون أن تحقق حتى ولا واحداً من أهداف الحرب، كما تقررت في الكابنت وليس في خيالات الوزراء سموتريتش، وبن غفير، وستروك.

لا يمكن التقليل من أهمية الخطوة، فلا عريضة فنانين أو طيارين ومسؤولية كبار سابقين في المنظومة أن تقترب من هناك. كما لا يهم إذا سار نتنياهو نصف/ربع/ ثلث الطريق باتجاه رئيس الأركان: يبقى بوسع الخادمين والخادمات أن يقولوا “ساهمت، وأنا مستعد لأساهم أكثر، لكن رئيس الأركان قال إن هذه مصيدة موت، وهذا خيار أقل بي. وبالتأكيد، لن تجدي نفعاً إحاطات الإقناع التي تدعي السذاجة، والتي قال فيها “مصدر أمني” إننا “لن ننفذ أمراً يلوح فوقه علم أسود” و”حتى لو لم نوافق على كل شيء مهنياً، فلن نأخذ الناس إلى مغامرة ونعرضهم عبثاً للخطر”.

لكن رئيس الأركان قال “مصيدة موت”: بالنسبة لكثيرين والكثيرات، يبدو هذا كعلم أسود ومخاطرة عابثة. فليتفضل الفريق زامير ويقرر: إما “مصيدة موت” أو “لن نخاطر بهم عبثاً”. وإذا كانت هذه بالفعل “مصيدة موت”، فليست له صلاحية أخلاقية لقيادتها، وعلى أي حال لا يمكنه أن يتهرب من المسؤولية عن تداعياتها. عندما توجه زامير إلى نتنياهو، حسب التقرير، استخدام “أنتَ”. هذا خطأ جسيم في الفكرة: لا يوجد “أنتَ” في حدث دراماتيكي بهذا القدر. إذا نفذ الخطة، فسيكون زامير شريكاً كاملاً في “مصيدة الموت”.

يديعوت أحرونوت 11/8/2025

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب