*بيان صحفي ردًا على اغتيال الصحفيين في غزة صادر عن المؤتمر الوطني الفلسطيني*

*بيان صحفي ردًا على اغتيال الصحفيين في غزة صادر عن المؤتمر الوطني الفلسطيني*
يدين المؤتمر الوطني الفلسطيني بأشد العبارات الجريمة البشعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الاثنين 11 آب/أغسطس 2025، والمتمثلة باغتيال المراسلين والمصورين الصحفيين في قناة الجزيرة: الشهيد الصحفي أنس الشريف، والشهيد الصحفي محمد قريقع، والشهيد المصور إبراهيم ظاهر، والشهيد المصور مؤمن عليوة، وزملائهم الشهيد الصحفي محمد الخالدي، والشهيد محمد نوفل، أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية الجرائم بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة.
إن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة القتل الممنهج الذي يستهدف الصحفيين والعاملين في الحقل الإعلامي في قطاع غزة، حيث وثقت منظمات دولية مقتل 186 صحفيًا ومنتجًا إعلاميًا منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما وثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين في رام الله استشهاد 238 صحفيًا وصحفية وعاملًا في المؤسسات الإعلامية منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في الشهر ذاته.
يذكر المؤتمر الوطني الفلسطيني أن هذه الجرائم ليست معزولة، بل هي امتداد لسياسة قديمة استهدفت الصحفيين الفلسطينيين، ومن أبرزهم الصحفية شيرين أبو عاقلة، مراسلة قناة الجزيرة، التي قُتلت برصاص قوات الاحتلال في 11 أيار/مايو 2022 بمدينة جنين، رغم ارتدائها الزي الصحفي المميز، في حادثة وثّقتها الأمم المتحدة وأكدت أنها جاءت من نيران إسرائيلية مباشرة، دون أن تتم محاسبة المسؤولين عنها حتى اليوم.
إن استهداف الصحفيين يمثل انتهاكًا صارخًا للمادة (79) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تنص على حماية الصحفيين أثناء النزاعات المسلحة، كما يعد جريمة حرب وفق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، ويستوجب ملاحقة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية.
لقد ارتكب الاحتلال هذه المجزرة في خيمة للصحفيين داخل أحد المستشفيات بقطاع غزة، في خطوة تمهيدية لاجتياح القطاع والسيطرة عليه بعيدًا عن أعين العالم، ولضمان أن تبقى مشاهد الإبادة والمجازر خارج التغطية الإعلامية، وتغييب الكاميرا لتغييب الصورة الفظيعة. إن تغييب الصورة في مشهد حرب الإبادة ليس فقط سياسة منهجية منذ انطلاقها، بل تمهيد للتغييب الكامل للحقيقة.
وعليه، يدعو المؤتمر الوطني الفلسطيني:
1- الأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان إلى فتح تحقيق دولي عاجل في جرائم استهداف الصحفيين في فلسطين.
2- الاتحاد الدولي للصحفيين وكافة النقابات الإعلامية إلى اتخاذ إجراءات فاعلة لوقف هذه الاعتداءات وضمان المساءلة.
3- المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على قادة الاحتلال ومنع إفلاتهم من العقاب، التزامًا بمبدأ عدم الإفلات المنصوص عليه في القانون الدولي.
4- كافة الهيئات الصحفية العالمية ووسائل الإعلام والصحف إلى الضغط على الاحتلال للسماح بدخول الطواقم الصحفية العالمية إلى قطاع غزة، والمساهمة في نقل حقيقة المشهد وتفاصيل حرب الإبادة الجماعية التي يواصلها الاحتلال، ويسعى للتعمية عليها بعمليات الاغتيال المتواصلة للصحفيين الفلسطينيين في القطاع.
المجد والخلود لشهداء الكلمة الحرة،
والنصر لشعبنا الأبي.
المؤتمر الوطني الفلسطيني
11 آب/أغسطس 2025