ثقافة وفنون
أنتظركِ بين قطرة مطرٍ… وذكرى بقلم حسين جمعة -بعلبك -لبنان –
بقلم حسين جمعة -بعلبك -لبنان -
أنتظركِ بين قطرة مطرٍ… وذكرى
بقلم حسين جمعة -بعلبك -لبنان –
في المساء الذي تأخر فيه الضوء، واختبأ القمر خلف غشاوة الحنين،جلستُ وحدي أراقب الأشياء وهي تموت ببطء:
الأوراق تسقط من الأغصان كأنها رسائل لم تُقرأ،
والرياح تعزف على شرفتي أنينًا لا يُطرب،
حتى قلبي… صار يطرق جدرانه كغريبٍ نسي سبب الرحيل.
كئيبةٌ سماؤكِ هذا المساء، كأنها غرقت في حبرِ الذكريات،
كأنها تسأل الغيم عنّي… ولا يجيب.
وتلك التلال التي كنت أهوى النظر إليها،
أراها اليوم ترتجف بصمتٍ خلف سحابةٍ دهماء،
كأنها خجلى من أن تُبصرني وحيدًا،
كأنها تشاركني حنينًا لا يُقال.
وصوتكِ…
ذاك الذي كان يهمس لي كنسيمٍ أول الخريف،
عاد إليّ متثاقلاً، يجرّ ظلاله البعيدة،
ليقول لي:
“أنا الآن أعانق تشرين… وأسكن الصمت”.
ويسود صمت…
صمت له طعم الرماد،
صمت لا يطرق الأبواب، بل يسكن النبض،
ولا يرحل.
فأبقى هنا، في مكانٍ يشبهك،
أنتظركِ بين قطرة مطرٍ… وذكرى
