الأمير عبد القادر حياته السياسية والعسكرية – معمر حبار

الأمير عبد القادر حياته السياسية والعسكرية – معمر حبار
ABD-EL-KADER SA VIE POLITIQUE ET MILITAIRE, PAR: ALEX BELLEMARE, PARIS, FRANCE, EDITION HACHETTE, 1863, CONTIENT 475 PAGES.
مقدّمة القارىء عن الأمير عبد القادر:
العنوان حسب ترجمتي: ” عبد القادر، حياته السياسية والعسكرية”.
عثرت على الكتاب عبر صفحة الأستاذة Leila Belgacem. التي تواظب على نشر الكتب النادرة، والقيّمة. ولها كلّ الشكر، والتّقدير.
عن الكاتب الفرنسي:
يكتب الأسماء الجزائرية بالعامية كما تنطق بالعامية الجزائرية ثمّ يكتبها باللّغة الفرنسية. مايعني أنّه يتقن اللّغة العربية جيّدا.
يكتب التّاريخ بالأشهر القمرية، ثمّ بالأشهر الميلادية.
الكتابة عن الأمير عبد القادر في حياته:
تمّ تأليف الكتاب سنة 1863. مايعني أنّ الفرنسي كتب الكتاب والأمير عبد القادر على قيد الحياة باعتباره توفى سنة 1883. وكان الأمير عبد القادر حينها في عمر 54 سنة. وقد مرّ عليه 14 سنة من وضع السّلاح. باعتباره وضع السّلاح سنة 1847. وكان يومها في الشام.
تعمّد القارىء المتتبّع أن يشير لهذه الملاحظات ليصل إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي: كتب الفرنسي عن الأمير عبد القدر والأمير عبد القادر حيّ يرزق، ولم ينتظر وفاته.
اقرأ لمن عايش الأمير عبد القادر:
من أراد أن يقرأ للأمير عبد القادر فليقرأ عن الذين عايشوه، وتعاملوا معه في السّلم والحرب، وفي الأمانة والخيانة ولو كانوا أعدى أعدائه.
فيما يخصّ دوماس:
يشير في بداية الكتاب أنّه يعتمد بشكل كبير على الوثائق التي وضعها تحت تصرفه دوماس daumas- بشأن الأمير عبد القادر.
أقول: سبق أن قرأت هذه الرسائل[1]. التي تحدّث عبرها المجرم الجاسوس DAUMAS حول الأمير عبد القادر، وكتبت عنه[2].
وقرأت له الكتاب الثّاني[3]. وكتبت عنه[4]. وقرأت له الكتاب الثّالث[5]. وكتبت عنه[6].
أضيف: من لم يقرأ لدوماس ماعرف الأمير عبد القادر. و بديعة حفيدة الأمير عبد القادر تحذّر من القراءة لدوماس، وأنا أخالفها وأوصي بالقراءة له.
والد الأمير عبد القادر:
قال الكاتب الفرنسي: كان السيّد محي الدين رحمة الله عليه والد الأمير عبد القادر رحمة الله عليه من أغنى الأغنياء، لكنّ ثروته كانت أقلّ من الفقراء لأنّه كان دائم الصدقة.
يرى الكاتب الفرنسي أنّ سيّدنا محي الدين أب الأمير عبد القادر استغلّ الحج سنة 1827 فرصة ليرتاح من ظلم العثمانيين، بدليل أنّه بقي عامين هناك ولم يرجع في نفس العام، وعاد في أوائل سنة 1830.
للزّيادة حول الوالد: راجع من فضلك الكتاب الأوّل[7]، والكتاب الثّاني[8].
الأمير عبد القادر والعثمانيين:
ركّز الكاتب على نقطتين، وهما: لم تكن تيزي وزو تحت سيطرة العثمانيين. والأمير عبد القادر رآى رأي العين ظلم العثمانيين للجزائريين في أواخر حكمهم حين كان طالبا في وهران.
قال: ارتكبنا خطأين ونحن نحتلّ الجزائر.
أقول: لم يذكرهما صراحة. وعلمت أنّه يريد أن يقول -لحدّ الآن-: أخطأنا حين لم نستغل رفض تيزي وزو، والأمير عبد القادر للعثمانيين لصالحنا. بدليل أنّ الأمير عبد القادر حاربنا، ولم نستغلّ مشاعره لصالحنا”.
الأمير عبد القادر لم يتأثّر بمحمّد علي:
يرى الكاتب أنّ الأمير عبد القادر وفي طريقه للحج تأثّر بمحمّد علي.
أقول: -حسب قراءاتي ولحدّ الآن-، فإنّ الأمير عبد القادر لم يتأثّر بمحمّد علي. وفرنسا هي التي سعت لتجعل من الأمير عبد القادر نسخة لمحمّد علي في الذلّ، والتبعية ولم تستطع ذلك.
أضيف: حين سافر الأمير عبد القادر لفرنسا، وبقي فيها 5 سنوات، وزار باريس تأثّر كثيرا بما رآه من بنايات، وتطور مادي[9].
وحول سعي محمّد علي لاحتلال الجزائر قبل الاستدمار الفرنسي بتاريخ. يرجى مراجعة الكتاب أدناه في المرجع[10]. وكتبت عنه[11]. وحول موقفنا من محمّد علي. راجع من فضلك خلاصة ما كتبته عبرمنشورنا في المرجع أدناه[12].
الخرافات لتشويه سمعة الأمير عبد القادر:
يرى الكاتب الفرنسي أنّ الخرافات كانت من عوامل قوّة الأمير عبد القادر.
أقول: هذا رأيه الذي لا نوافقه عليه. ولو قال أنّ الخرافة سائدة في تلك الفترة. لكان أقرب إلى الحقيقة. والتي يقرّها الجميع. ولا ينكرها أحد.
يختار الكاتب عمدا خرافة مفادها أنّ عبدا أسودا أخبر السيد محي الدين أب الأمير عبد القادر وهو في الحج أنّ الدولة العثمانية ستنهار عن قريب.
أقول: تعمّد الكاتب التركيز على هذه الخرافة ليثبت -في تقديري- أنّ الاستدمار الفرنسي قضاء وقدر، وعلى الجزائريين أن يقبلوا به مادام الدراويش قد بشّروا به. وهذه خطّة من خطط الاستدمار الفرنسي يستعملها لتثبيط العزائم، وبثّ اليأس والقنوط في صفوف الجزائريين.
الأمير عبد القادر: عظيم رغم فقره:
تساءل الكاتب: كيف يمكن للأمير عبد القادر أن يقاوم المحتلّ الفرنسي، والمحاربين له من شيوخ القبائل وهو فقير معدم لايملك غير 3.5 فرنك. ويطالب بدراسة هذه الحالة النادرة التي يراها -في تقديري- لأوّل مرّة في حياته.
أقول: عظمة الأمير عبد القادر رحمة الله عليه في كونه حكم وهو الفقير، وخرج من الحكم وهو الفقير بل أقلّ من فقير. وحاولت فرنسا المحتلّة أن تغربه بالدنيا وما فيها ورفض إغراءاتها.
الصغار يستعينون بالصّغار لمحاربة الكبير الأمير عبد القادر:
من الملاحظات التي وقف عليها القارىء المتتبّع: شيوخ القبائل الذين رفضوا مبايعة الأمير عبد القادر والانقياد له بزعم أنّه صغير وقليل التجربة، هم أنفسهم الذين انقادوا للصغار من المحتل الفرنسي، الأتراك. إذن المسألة لاعلاقة لها بسنّ. إنّما لها علاقة بالمزايا، والنفوذ التي كانوا يتلقونها من قبل.
الخيانة التي تعرّض لها الأمير عبد القادر:
أقول: تعرّض الأمير عبد القادر للخيانة منذ اليوم الأوّل لمبايعته من طرف بعض شيوخ القبائل، وأصحاب النفوذ، والمزايا الذين ساندوا المحتلّ الفرنسي منذ اليوم الأوّل. ومنحوه المؤونة التي منعها الأمير عبد القادر عن المحتلّ في وهران. ويكونون بهذا قد حطّموا الحصار الذي فرضه الأمير عبد القادر، وساهموا في تخفيف الحصار عن العدو المغتصب.
حين يدافع العدو عن أخلاق الأمير عبد القادر:
يدافع الكاتب الفرنسي وبقوّة عن الأمير عبد القادر بشأن تهمة التمثيل بجثّة القاضي (نزع العينين ) الذي حكم عليه بالإعدام لخيانة ارتكبها حين زوّد العدو بما ينقصه. رغم منع الأمير عبد القادر ذلك. ويرى الكاتب الفرنسي أنّ الأمير عبد القادر لم يكن على علم بذلك، ولا يمكنه بحال أن يعطي مثل هذه الأوامر أو يسمح بها.
أقول: كلّ الفرنسيين والغربيين الذين قرأت لهم -لحدّ الآن- وبما فيهم المبغص الحاقد للأمير عبد القادر يقرّون أنّ الأمير عبد القادر تمنعه فروسيته، وأخلاقه، ودينه، وتربيته أن يقطع الرؤوس[13] أو التمثيل بالجثث.
جيش الأمير عبد القادر:
يبدو للقارىء المتتبّع ومن خلال قراءاته، ومقارناته أنّ الأمير عبد القادر لم يكن يتحكّم في بعض أفراد جيشه بشكل مطلق. وقد أشرنا إلى هذه النقطة منذ سنوات ونحن نرد تهم قطع الرؤوس التي نسبت ظلما للأمير عبد القادر ونفاها بشكل قاطع جنرالات، وجنود المحتلّ الفرنسي. وكلّ هذا بسبب بعض تصرفات أفراد جيشه دون علمه، ولا بأمر منه.
الأمير عبد القادر المنفق في الجزائر، والشام:
تحدّثنا عن فقر الأمير عبد القادر أثناء محاربته للمحتلّ الفرنسي في الجزائر، ولم نتحّدث عن الأمير عبد القادر حين كان في الشام ويتلقى راتبا من المحتلّ الفرنسي وكذا أسرته. وظلّ الزّاهد، والمنفق على من معه وعلى المحتاجين من أهل الشام. وذكر القسّ الفرنسي دوبيش-dupeche في كتابه الخاص بلقائه مع الأمير عبد القادر المبالغ المالية التي كانت تمنحها فرنسا المحتلّة للأمير عبد القادر رحمة الله عليه، وكذا الإضافات التي كانت تضيفها له فرنسا المحتلّة أثناء المناسبات الوطنية كالاحتفال بصعود نابليون على عرش فرنسا. وزوجة نابليون رفعت راتب الأمير عبد القادر بعد وفاة زوجها. وقد عرضت الكتاب عبر صفحتي وعلى شكل حلقات، وأفردت له مقال[14] لمن أراد أن يعود إليه.
الجمعة 21 صفر 1447هـ، الموافق لـ 15 أوت 2025
الشرفة – الشلف – الجزائر
[1] Professeur GEORGES YVE ” LES CORRESPONDANCES DU CAPITAINES DAUMAS , Consul de France à Mascara 1837-1839, Rapports et entrevues inédits sur l’Emir Abdelkader” , el Maarifa, Algérie, 2 édition 2008, 562 pages. [2] مقالنا بعنوان: الأمير عبد القادر.. رسائل السفير الجاسوس دوما لدى الأمير – معمر حبار
الثلاثاء 28 رجب 1438، الموافق لـ 25 أفريل 2017
[3] EUGENE DAUMAS “Abdelkader en Kabylie”, Belles- Lettres, Edition : 01/2012, contient 86 pages. [4] مقالنا بعنوان: عبد القادر في القبائل – معمر حبار الثلاثاء12 محرم 1439 الموافق لـ 03 أكتوبر 2017 [5] EugèneDaumas “Mœurs et coutumes de l’Algérie”, Editions ANEP, Algérie, Contient 257 PAGES. [6] مقالنا بعنوان: عادات وتقاليد الجزائر بمنظور المستدمر الفرنسي- معمر حبارالسبت17 رمضان 1439 هـ الموافق لـ 02 جوان 2017
[7] تحفة الزّائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر” لمحمد بن الأمير عبد القادر، الجزء الأول، دار الوعي، رويبة، الجزائر، عني به الأستاذ داوود بخاري والأستاذ رابح قادري، الطببعة الثانية، 1436 هـ – 2015، من 613 صفحة. [8] “تحفة الزّائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر” لمحمد بن الأمير عبد القادر، الجزء الثاني، دار الوعي، رويبة، الجزائر، عني به الأستاذ داوود بخاري والأستاذ رابح قادري، الطبعة الثانية، 1436 هـ – 2015، من 613 صفحة. [9] ANTOINE Adolphe DUPUCH « ABD-EL-KADER L’LLUSTRE CAPTIF DU CHATEAU D’AMBOISE», Fondation EMIR ABDEELKADER, Edition DAHLAB, ALGERIE, Contient 113 Pages. [10] مشروع حملة محمّد علي على الجزائر 1829-1830″، جورج داون، ترجمة عثمان مصطفى عثمان، مراجعة عبد الرؤوف أحمد عمرو، الطبعة الأولى: 2010، وثائق وزارة الخارجية الفرنسية، المركز القومي للترجمة، القاهرة، مصر، من 476 صفحة. [11] مقالنا بعنوان: الخميس 28 شعبان 1443 هـ، الموافق لـ: 31 مارس 2022سعي الخائن المجرم محمّد علي لاحتلال الجزائر – معمر حبار
[12] منشورنا: #محمد_علي_كما_يراه_جزائريالجمعة 8 جمادى الثّاني 1442 هـ الموافق لـ 22 جانفي 2021
[13] مقالنا بعنوان: الأمير عبد القادر لا يقطع الرؤوس – معمر حبارالإثنين 24 جمادى الثاني 1439 هـ الموافق لـ 12 مارس 2017
[14] عظمة الأمير عبد القادر من خلال القسّ الفرنسي – معمر حبارالسبت 22 رمضان 1441 هـ الموافق لـ 15 ماي 2020
—