مقالات
الثمن الذي دفعه البعث التاريخي في أعقاب الثامن من آذار بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

الثمن الذي دفعه البعث التاريخي في أعقاب الثامن من آذار
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين حسن الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
أن تتحدث عن الثمن الذي دفعه حزب البعث العربي الاشتراكي،فقبل أن تذهب إلى عشرات الشهداء وما لاقاه أحرار البعث غداة حركة 23شباط التي مثلت أكبر مؤامرة،ليس على حزب البعث وحده،ًوإنما حركة التحرر العربي ،وخاصة قضية فلسطين،التي تمثلت بهزيمة الخامس من حزيران،يوم قالت شباط في بيان لها انه جرى عليها التعتيم ما معناه،خسرنا معركة في الحرب،ولم نخسر الثورة،التي ولدت بعجالة”الحركة التصحيحية “التي عرف فيها البعث التصفيات الجسدية والتشرد واللجوء ومعاناة لقمة العيش والسجون.على يد من تبقى من الشباطيين،ممن ذهب ليصحح،مع قائد التصحيح الأسد وزمرته الطائفية،ومالهم من أتباع، من هنا ومن هناك،مثلوا في النهاية مرتزقة الأسد.
قبل الحديث عن الشهداء والسجون والتشرد واللجوء،الذي لاقاه أبناء البعث ،لابد من العودة بالذاكرة إلى عقد الخمسينات من الألفية الثانية،يوم كان البعث يتوج شهداءه ممن ذهب وقاتل في فلسطين،وممن عاد إلى ساحات النضال العربية،وفي مقدمتهم مؤسس البعث ورفاقه وصحبه ونستحضر صورة نضال البعث في العواصم وساحات النضال العربي ،في دمشق وعمان وبيروت والقاهرة وبغداد وتونس..إلخ يوم كان أبناء البعث يقودون هذه المظاهرات،دعاة لمناهضة الأحلاف والقواعد العسكرية في الخليج العربي،والنهوض في القضايا العربية المصيرية،إلى مستوى مواجهة التحديات التي عاشتها الأمة العربية،في
معركة المصير العربي الواحدة.كانت المظاهرات في الًوطن العربي،الشغل الشاغل لأبناء
العروبة،وكان البعث محرك وباعث هذه المظاهرات،وخاصة من أجل فلسطين،التي تعد أنموذجه القومي،في قضايا الأمة العربية.
ومن جيل عاش هذا النضال وعاناه،كان البعثي يمشي في الشوارع العربية مرفوع الرأس يشار إليه بالبنان.وفي العودة إلى تاريخ هذا النضال،نجد أنّه أثمر عن انتصارات توجها البعث بوحدة سوريا مع مصر،تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة،واستقلال الجزائر وثورة اليمن وإسقاط النظام الملكي في العراق،ولاننسى في هذا التاريخ،نضال البعث التحرري على مستوى حركات التحرر في العالم،ومواثيقه مع هذه الحركات..
ونحن نتحدث في مشاهد عن نضال البعث،،نأخذه كشاهد للقول النضالي في الثمن الحقيقي والمعنوي الذي دفعه البعث،من جراء حركة23شباط ووليدها”الحركة التصحيحية التي ماكان لها أن تكون أصلاً لولا الثامن من آذار ،حيث حمل البعث عن طريق من لبس لباسه كل هزائم حركة التحرر العربي،وكل الجرائم على الساحة العربية والسورية،وخاصة سياسة القتل والتدمير والتهجير الذي مارسه الأب والابن الوريث،في المدن والقرى السورية،وسياسة الخطف والاعتداءات الحنسية.
إذاً؛ الثمن الحقيقي سمعة البعث في الشارع السوري،فصار الحديث عن”البعث ” القاتل، والحليف لإيران،بحيث صار الحديث عن براءة البعث في ذهنية الشارع السوري مستحيلة
رغم المفارقات الواسعة والكبيرة بين من لبس لباس البعث بالقوة وبالموامرة،وبين البعث الحاكم في العراق،الذي كان يقاتل على أكثر من جبهة، على طريق القضايا العربية المعاصرة فصار الحكم في سوريا تحت مظلة”البعث” يشجع الرشوة والفساد المالي والإداري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والخلقي .وما زاد الطين بِلّة،إن الطلاب في مدارس الجزيرة يتعلمون اللطم عل الطريقة الصفوية،وفي مدارس دمشق يرددون
شعار وحدة حرية اشتراكية إمعانا في الثمن الذي سيدفعه البعث التاريخي،من جراء هذه المغالطات المقصودة بعقليات متآمرة،والتي أسست لذهنية سورية،ترى في “البعث الأسدي “عدواً لها ولقضاياها المصيرية.حتى إن النظام الجديد في سوريا،دخل عن قصد وشماتة بلعبة خلط الأوراق عند إقدامه عل حل الحزب الأسدي،باسم حل حزب البعث العربي الاشتراكي ،علما أن قائد التغيير قاتل في العراق ضد العدوان الأطلسي الصهيوني،جنباً إلى جنب مع مناضليً وثوار البعث العربي الاشتراكي، وكان من حسن النية،وقول كلمة حق أن الحزب الذي حل ، لا علاقة له بحزب البعث،ولكن وكما يبدو أن الحل على طريقة من حل كان مقصوداً،وللأسف،**
* في عام 2017التقيت صدفة في منطقة تسمى(الأركان) بالشيخ زايد على شخصية حمصية من باب تدمر،وسألته عن شخص من حي باب تدمر ،فما إن سمع الاسم,حتى صرخ بانفعال هذا الذي نظمني بالبعث عام 1957،الله يلعن هداك اليوم.أروي هذه الحادثة،أو ذلك اللقاء لأبين منها الثمن الذي دفعه البعث العربي الاشتراكي التاريخي مما علق وسكن في ذهنية أبناء الجمهورية العربية السورية.وتريد هذه الحكاية البحث عن فكر نضالي،يعيد للبعث عهد البطولة،العهد الذي كان فيه البعثي مضرب مثل في النضال،ونظافة اليد واللسان،وأحد العناوين النضالية في سورية قلب العروبة النًابض.
* الثامن من آذار كانت موضعً سؤال كبير في وعي أستاذنا مؤسس البعث،بدليل مغادرته لدمشق في الأشهر الأولى للثامن من آذار،وسأرويها في مقال مخصص.
د-عزالدين حسن الدياب