مقالات

من دخل البلاد بدون حرب هان عليه تسليم البلاد . بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا -

 
من دخل البلاد بدون حرب هان عليه تسليم البلاد .
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -سوريا –
لم أجد،حسب ظني،أكثر تصويراً دقيقاً للشلل التي انتظم في صفوف البعث،غداة تسلمه السلطة،وماقدمت من فرص وشرط للوظيفة دافعة للانتظام في صفوف البعث،تحت تسميات ومسميات لاسبيل لذكرها،وكانت هذه الفرص الباب الكبير المفتوح على مصراعيه لانتساب كثرة من الانتهازيين والوصوليين، وبلوغ اجهزة الحزب ومنظماته،واستلام مراكز كبرى في مؤسسات الدولة ووزاراتها،ناهيك عن استغلال مواقعهم وعلاقاتهم في خلق لهم جاهة وزعامة شعبية يستفيدون منها،في المغانم والمكارم والوجاهات والجاهات الاجتماعية.
ومنهم من غادر البلاد في أعقاب العدوان الأطلسي على العراق بحكم المناصب التي كانوا يحتلونها،خوفا على أنفسهم واحتسابهم على البعث.
وفرضت الظروف التي مر بها البعث في أعقاب الاحتلال،أن يتصدر بعض هؤلاء مراكز قيادية بالبعث،وأن يحصلوا بالمقابل على أموال طائلة،تحت تسميات مشاريع لخدمة البعث وفكره،وعندما حانت الظروف لاشباع أنانياتهم ونرجسيتهم،راحوا يمضًون في إشباع تلك النرجسية بخلق الأتباع لهم،وتكوين تحالفات مع من غادر البعث ،أو على حد تعبير الردة،”من سقطوا على طريق النضال،”وراحوا يمنة ويسرة وتحت واجهات كاذبة،وادعاءات باطلة،يتهجمون على قيادة البعث القومية،ويطلبون من زبانيتهم ،وممن يوزع عليهم المال المسروق والمنهوب من مال أبناء شهداء البعث،ليفندوا تغريدات كلها شتائم وأوصاف وضيعة،تعبر عن أخلاقهم الدونية.
وهذه الشلل،أو بقاياها،ما مكان لها أن تصبح قوة تخريب،وإساءة إلى قيادة البعث،لو عاشوا فترة النضال السلبي،وعانوا تضحياته،لأنّ المعاناة هي حصيلة مواقف وانتماء وتجارب نضالية مدفوعة الجهد والتضحية،ولايعرف طعم حلاوة النضال إلاً من عاش النضال بكل مواصفاته وتضحياته.
النضال ليس كلمة في مقهى،وليس مشية في شارع،و حضور مؤتمرات في فنادق خمس نجوم :إنه الولاء والانتماء لفكر البعث وقياداته الشرعية،إنه المواقف النضالية في ساعات الشدة على البعث،وعلى قضاياه المصيرية،والعَضُّ على الجرح في ساعات الخلاف وتباين المواقف.وليس بالانشقاق والتآمر.يامن دخلتم البعث بدون نضال ،فهان عليكم النيل من قيادته الشرعية.
قلت للرفيق مسعود  الشابي وأنا أدخل إلى غرفته في القيادة،يوم كان مفرغا فيها ليكون قريبا من الأستاذ،ولم يكن آنذاك عضوا في القيادة القومية،من هذا الذي مر بنا،فقال هذا مفزغ ليتخلص من الجندية الاجبارية،ويبدو عليه من كتاب التقارير،وهذا البصاص صار قيادياً..و….و..يفرق الأوصاف والصفات السيئة واليمين العفن على كل من يؤمر بان يقوله على المناضلين.
شرحت له الهجمة على لانتساب إلى الحزب،وقلت له:وأنا اقرا لماوتسي تونغ،قال مخاطبا أمين الحزب في بكين هات ماعندك حول الكسب الحزبي،فابلغه أنّ القطاع الفلاني لايأتي منه إلاً القليل،وفي عزلة عن الحزب،بينما القطاع الفلاني يأتينا من العشرات يوميا،قال ماو:من يأتيكم من هذا القطاع الأخير طلاب مصالح وانتهازية،ناضلوا في القطاع الأول وحاولوا الكسب منه،فهؤلاء إذاً جاؤوا إلى الحزب سيصبحون مناضلين.
تحيتي لروح الرفيق مسعودالشابي وكل شهداء البعث،وإلى كل صاحب كلمة حق يقولها للبعث،وفي سبيله.وبئس من يتآمر ويتاجر باسم البعث،ويعيش زعامة منقوصة،وأناه المريضة على حساب أمواله المسروقة.
د-عزالدين حسن الدياب —

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب