جعجع لـ “حزب الله”: إذا كنتم تظنّون أنّ بإمكانكم التهديد والوعيد فأنتم مخطئون. لا 7 أيار من جديد ولا من يحزنون- (فيديو)

جعجع لـ “حزب الله”: إذا كنتم تظنّون أنّ بإمكانكم التهديد والوعيد فأنتم مخطئون. لا 7 أيار من جديد ولا من يحزنون- (فيديو)
سعد الياس
بيروت-رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أن سلاح “حزب الله” غير الشرعي لا يحمي الشيعة، وإنما يحتمي بهم ولا يؤمّن مصالحهم بل يغرقهم في مخاطر وحروب وجودية”، وانتقد في خطاب مطوّل في ذكرى “شهداء المقاومة اللبنانية” التي أحيتها “القوات” تحت شعار “نجرؤ ليبقى لبنان” أداء الموالين لـ”محور الممانعة”، قائلاً “لقد أمسكتم، وبقوّة السلاح والإرهاب، برقاب اللبنانيّين لسنوات طويلة ودمّرتم أحلامهم ومؤسساتهم و أردتم فرض مشروعكم على حساب مشروع الدولة. لقد ارتكبتم أخطاءً وخطايا فظيعة بحقّ لبنان وشعبه وبحقّ أنفسكم وبيئتكم، أخذتم لبنان رهينةً وصادرتم قرار الحرب والسلم بعدما أمعنتم في تمزيق الدولة وتحويلها إلى أشلاء وفي تقطيع أوصال لبنان وعلاقاته مع محيطه العربي والمجتمع الدولي”.
واضاف “ذهبتم إلى القتال في سوريا دفاعًا عن نظام مجرم، إلى حرب لا ناقة للبنان فيها ولا جمل، ولا تمتّ بصلة إلى مفاهيمه ودوره وتكوينه. تورّطتم في حرب إسناد و أخطأتم التقدير وجلبتم النار والدمار والويلات والنكبات. خسرتم الحرب التي كشفت عن ضعفكم وعن اختراقات واسعة في صفوفكم، ووافقتم على اتفاق وقف إطلاق النار مع علمكم أنه تسليم واستسلام. وبعد كل ذلك، تكابرون وتنكرون الخسارة والواقع الجديد، وتتكبرون على الدولة وتتهمونها هي بالتخاذل وتحملونها مسؤولية ما آلت إليه أوضاعكم وأوضاع البلد وتتذرعون دائمًا أبدًا باتفاق وقف إطلاق النّار، وبأنّكم التزمتم بينما إسرائيل لم تلتزم”، موافقاً على الكلام “أن إسرائيل لم تلتزم”، لكنه استطرد “كنتم أنتم البادئين بعدم الالتزام، إذ إن الاتفاق لم ينص فقط على وقف لإطلاق النار، إنما أيْضًا على فكفكة كل البنى العسكرية غير الشرعيّة في لبنان وإيداع أسلحتها لدى الجيش اللبناني وألا تبقى قوىً مسلحة في لبنان إلا الشرعية منها، وقد حددها بالإسم حصرًا هذا الاتفاق الذي كنتم أنتم بالتحديد وراءه”.
السلاح لا يقدم ولا يؤخر
وبعدما لفت جعجع إلى “أن السلاح لا يقدم ولا يؤخّر في المعطى الإسرائيلي”، سأل: “هل يكون مطلب نزع كل سلاح غير شرعي مطلبًا غير وطني ويضعف موقف لبنان؟”، معتبراً “أن أقصر طريق لإخراج إسرائيل من الجنوب ووقْف اعتداءاتها، لا بل، وكما أصبح واضحًا الآن، لا طريق البتة للتخلص من إسرائيل واعتداءاتها إلا بقيام دولة فعلية في لبنان”.
وأضاف في الاحتفال الذي شارك فيه حشد من الوزراء والنواب “تشاركون في الحكومة وتوافقون على بيانها الوزاري ثم تنقلبون عليها وترفضون “حصر السلاح” عندما دقّت ساعة الحقيقة وحان الوقت لوضع هذا المبدأ موضع التنفيذ. تتحاملون على رئيس الجمهورية وتهددون رئيس الحكومة وتتهمونهما بالخيانة وتنفيذ أجندة أمريكية، أنتم المنخرطون في مشروع إيراني توسّعي مدمّر كنتم رأس حربة فيه وفي مقدمة أدواته وأذرعه، وخدمتم أهدافه والتزمتم بأجندته غير آبهين بمصلحة لبنان واللبنانيين. بدل أن تستفيقوا وتهدأوا وتراجعوا حساباتكم، تراكم تندفعون إلى الأسوأ وتهددون بحرب أهلية وبالويل والثبور وعظائم الأمور إذا بدأت الحكومة، في حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها العسكرية الأمنية الشرعية”.
كفاكم حالة إنكار
وتابع متوجهاً إلى “حزب الله“: “كفاكم العيش في حالة إنكار، فلا أحد منا أكبر من التاريخ. افعلوا ذلك وتجرّؤوا، إنْ لم يكنْ من أجلكم، فعلى الأقل من أجل حاضنتكم الشعبية التي آمنت بكم، وإذْ بسلاحكم هذا يجرّ عليها الويْلات. فالحصيلة كارثية: بلدات وقرى دمّرت عن بكرة أبيها وأصبح أبناء بيئتكم غير مرغوب بهم في معظم دول العالم ولا سيما في الدول العربية”.
وقال رئيس “القوات”: “إذا كنتم تعتقدون وتتصورون أن بإمكانكم التهديد والوعيد والتهويل والتخويف فأنتم مخطئون واهمون… لا 7 أيار من جديد ولا من يحزنون، ولا من يطوّقون السرايا ولا غيرها. لا حرب أهلية ولا أحد يريدها، وإذا أردتموها حربًا من طرف واحد فافعلوا، ولكن اعْلموا أن مشكلتكم ليست مع أي طائفة أو فريق أو مع أي حزب، مشكلتكم مع الدولة ومع حكومتها وجيشها ومؤسّساتها وداعميها ومع أغلبية ساحقة من الشعب اللبناني. لن نقبل بعد اليوم أن يتحكّم فريق بمصير الشّعب اللّبنانيّ، وليكن معلومًا أنّ أحدًا في لبنان لا يمكنه لوحده أن يحكم ويتحكم بمصير اللبنانيين، وأن أي فريق مهما تكبّر وتجبّر لا يمكنه أن يهيمن على الدولة ويصادر قرارها ويفرض قراره ومشيئته. إذا قررتم مواجهة الأكثرية اللبنانيّة وضرب عرض الحائط بمبادئ وقواعد العيش المشترك والوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وإذا كنتم تهربون من حرب مع إسرائيل إلى حرب في الداخل، فأنتم ترتكبون خطأً وخطيئةً وخيمة العواقب لا تغتفر. أنتم عرفتم بعد فوات الأوان أن حربكم مع إسرائيل خاسرة مدمّرة، وعليكم أن تعرفوا وقبل فوات الأوان أن حربكم في الداخل أيًّا تكن ستكون خاسرةً ومدمّرةً وستخسرون كلّ شيء. وإذا كنتم تتهرّبون من تسليم السلاح وتدعون أن ذلك إنْ فعلتم سيكون استسلامًا، فأنتم تهربون من الاستسلام إلى الانتحار وتنحرون البلد معكم”.
لا سلطة جائرة
وذكّر جعجع ” الشيعة لم يأتوا إلى لبنان معكم، ومن المؤكد أنهم لن يذهبوا معكم! طالما هناك لبنان، هناك شيعة فيه، إن كان بوجود هذا الحزب أو من دونه، بوجود هذا الزعيم أو من دونه”. ووجّه إلى الشيعة “كلمة صادقة من القلب والعقل.. أنتم مكوّن أساسي من المكونات اللبنانية المؤسسة للكيان اللبناني الذي أكّد عليه الإمام موسى الصدر وطنًا نهائيًّا، والتزمتم به كذلك في الدستور المنبثق عن وثيقة الوفاق الوطني أي اتفاق الطائف. لا نرضى، نحن وأكثرية اللبنانيين، ولا نقبل أن يصيبكم ما أصابنا في حقبة الوصاية السابقة بعد أن سلّمنا سلاحنا، من إجحاف وتمييز وافتئات على الحقوق والدور والحجم، ولا تشعروا أنكم في خطر ومهدّدون… فالأيام اختلفت والظروف تغيّرت، فلا غازي كنعان ولا رستم غزالة، ولا سلطة وصاية جائرة تعمل لصالح نظام الأسد ووفْق مفاهيمه، بل سلطة وطنية انبثقت بالفعل عن مجلس نيابي حقيقي، ساهمنا جميعًا، أنتم ونحن، في انتخاب أعضائه، وتحت أنظار حكومة كنتم أكثريةً فيها. سلطة وطنية على رأسها العماد جوزف عون، المشهود له، مذ كان قائدًا للجيش، بتعلّقه بالقوانين في ممارسة السلطة، وحيث كان لكم يد طولى في انتخابه. سلطة وطنية يرأس حكومتها رئيس مشهود له، ولو اختلفتم معه بالرأي، بالنزاهة وبتمسكه الشديد بالقانون، كما تمسكه من دون هوادة بالحريات العامة. والأهمّ من هذا كلّه، مجلس نيابيّ يتابع ويحاسب ويتدخل عند الضرورة”.
وختم “لا تصدقوا أن السلاح يحميكم ويحصّل حقوقكم وشرفكم، ولكم في الحرب الأخيرة دليل ساطع وواقع لا مجال لإنكاره. ولا تصدقوا أن الطوائف الأخرى تشحذ الهمم والطاقات والغرائز للنيل منكم. لا بل على العكس، لقد اشتقنا جميعًا إليكم شيعةً عامليين لبنانيين أصيلين. لا تصدقوا ما يصوّر لكم بأن البحر من ورائكم والعدو من أمامكم وقد أصبح الخطر محدقًا بكم من الجنوب والشرق فأين المفر؟ المفر الفعلي هو الطريق إلى الدولة. ثقوا أن الدولة التي هي لنا ولكم وحدها هي التي تحميكم وتشعركم بالأمن والأمان وهي الملاذ والضمانة. ولكم خير وأكبر مثال على ذلك عقدان من الزمن بين الأعوام 1949 وحتى 1969 عشتموها بأمان وسلام إلى أن ظهرت المقاومات المسلحة في الجنوب وفتحت عليكم أبواب جهنم ولم تقفل حتى الساعة”.
“القدس العربي”: