مقالات

مؤتمر الدوحة العربي – الإسلامي: فشل مخيب للآمال

مؤتمر الدوحة العربي – الإسلامي: فشل مخيب للآمال

د. كاظم ناصر
أنهى مؤتمر القمة العربي – الإسلامي الذي شاركت فيه قيادات 57 دولة عربية وإسلامية أعماله في العاصمة القطرية الدوحة يوم الإثنين
15/9/ 2025، وأصدر بيانه الختامي الذي غلبت عليه الصياغات الكلامية والخطابية الرنانة المزمنة المعتادة في غياب كامل لأي
خطوات عملية للتصدي للاعتداءات الإسرائيلية المدعومة أمريكيا!
البيان الختامي دعا إلى مراجعة علاقات الدول العربية والإسلامية الدبلوماسية والاقتصادية مع دولة الاحتلال وتنسيق الجهود من أجل
تعليق عضويتها في الأمم المتحدة، ووقف تزويدها بالأسلحة، واعتبر أن عدوانها على الدوحة يستهدف تقويض الوساطات وإفشال مساعي
الحل السياسي لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وأعرب عن تضامن الدول المجتمعة المطلق مع دولة قطر، وأكد دعمها لجهود الوساطة
التي تقودها دولة قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف حرب غزة، وأدان أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، ورحب بانعقاد مؤتمر حل
الدولتين في نيويورك بتاريخ 22 سبتمبر الجاري.
فما هي القرارات العملية التي اتخذتها القمة للجم إسرائيل ومنعها من تكرار اعتداءاتها على دول عربية وإسلامية أخرى؟ وهل ستتفق
الدول العربية على تشكيل قوة دفاع مشتركة كما ذكرت بعض وسائل الإعلام؟
هذه القمة كانت فاشلة كسابقاتها ومخيبة لآمال الشعوب العربية والإسلامية التي كانت تأمل أن تتخذ الدول المشاركة فيها قرارات عملية
لمعاقبة إسرائيل كوقف التبادل التجاري والتعاون العسكري وتخفيض العلاقات الدبلوماسية معها للضغط عليها لوقف تدميرها المنهجي
لغزة، وجرائم القتل العشوائي غير المسبوقة التي ترتكبها بحق الفلسطينيين وإفشال محاولاتها لتهجيرهم وتصفية قضيتهم.
الهجوم على قطر لم يؤدي إلى ردود فعل عربية تستحق الذكر؛ فعلاقات دول التطبيع مع دولة الاحتلال ما زالت جيدة كما كانت قبله؛
ويبدوا أن ما تناقلته وكالات الأنباء عن تسريبات مفادها ان الدول العربية تفكر بإنشاء قوة دفاع عربية مشتركة، وأن دول التطبيع تفكر
بطرد السفراء الإسرائيليين من عواصمها وإعادة النظر في اتفاقيات السلام التي وقعتها مع دولة الاحتلال لم تكن سوى فقاعات إعلامية
رسمية مضللة الهدف منها الاستمرار في خداع الشعوب العربية وتحييدها ومنعها من التحرك إظهار تضامنها مع الفلسطينيين.
هذه القمة التي لم تحقق الحد الأدنى المطلوب للرد على اعتداءات وجرائم إسرائيل كانت كسابقاتها " جعجعة بلا طحن! " ولهذا فإن
إسرائيل التي لا تفهم إلا لغة القوة لن تعير الكثير من الاهتمام للقرارات وعبارات التنديد والتهديد التي تضمنها بيانها الختامي لقناعتها
بأنها لا تستند إلى استراتيجية محددة واضحة للتصدي لها ووقف اعتداءاتها وخططها التوسعية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب