فلسطين

موجة جديدة من المجازر الجماعية | العدو للغزيّين: الخروج أو الموت

موجة جديدة من المجازر الجماعية | العدو للغزيّين: الخروج أو الموت

تهجير 400 ألف شخص من أهالي مدينة غزة خلال 3 أيام بفعل المجازر الجماعية والقصف الشامل الذي دمّر الأحياء المأهولة وقطع مقومات الحياة الأساسية.

يوسف فارس

غزة | أتمّ العدو، خلال الأيام الثلاثة الماضية، تهجير 400 ألف شخص من أهالي مدينة غزة، بعد أن انتقل من عمليات تدمير الأبراج المرتفعة والمربّعات المكتظّة بالسكان، إلى ارتكاب المجازر الجماعية. ففي مربع الأمن العام في منطقة الكرامة شمال غرب المدينة، دمّر جيش الاحتلال 3 منازل تسكنها العشرات من العائلات النازحة من عائلتَي زقوت والساعاتي، ليقضي تحت سقوفها نحو 50 مواطناً ويصاب العشرات.

وفي حي الدرج، دمّر العدو عدداً من المنازل المأهولة على رؤوس ساكنيها، فيما أمضت طواقم الدفاع المدني 12 ساعة من العمل المتواصل في محاولة لإنقاذ العشرات من المصابين الأحياء الذين احتُجزوا تحت الركام. والمشهد ذاته تكرّر في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، حيث دمّر جيش الاحتلال 5 منازل مأهولة بالسكان على رؤوس ساكنيها، ما تسبّب باستشهاد العشرات من النازحين.

وإلى جانب ما تقدّم، كثّف العدو من عمليات استهداف خيام النازحين ومراكز الإيواء، في حين أسهم الاستهداف المستمر للبنى التحتية في قطع المياه الصالحة للشرب عن مناطق واسعة من الأحياء الشرقية والغربية، التي يتركّز فيها نحو 800 ألف من النازحين. كذلك، تعمّد جيش الاحتلال تدمير كلّ أبراج الاتصالات وقطع شبكة الإنترنت عن مناطق شمال وادي غزة كافّة.

وإذ غابت التغطية الإعلامية عن جميع أنحاء المدينة، فقد سجّلت وزارة الصحة، خلال الأيام الثلاثة الماضية، استشهاد ما معدّله 80 فلسطينياً كل يوم، فيما تزايدت أعداد المفقودين تحت الركام. كذلك، زادت كثافة الغارات الإسرائيلية، والمترافقة مع حجب مقوّمات الحياة عن الأحياء المزدحمة بالنازحين، من معدّل النزوح اليومي؛ حيث ازدحم شارع الرشيد، الذي يربط مدينة غزة بمحافظة وسط القطاع وجنوبه، بالآلاف من النازحين الهاربين من جحيم القصف المكثّف. وفي محاولة لتسريع وتيرة النزوح، فتح جيش الاحتلال طرقاً جديدة عبر طريق صلاح الدين، غير أن التجاوب مع «التسهيلات» الجديدة كان صفراً.

تهجير 400 ألف شخص من أهالي مدينة غزة خلال 3 أيام

وفي الوقت نفسه، ضاعف جيش الاحتلال من عمليات تفجير العربات المفخّخة، ليشهد حي تل الهوا جنوب مدينة غزة تفجير نحو 20 عربة مفخّخة وسط الأحياء السكنية، ما اضطر الآلاف من الأهالي إلى الهروب من المنازل إلى الشوارع. وفي شمال القطاع، تقدّمت دبابات العدو، لأول مرة منذ 17 شهراً، إلى عمق شارع الجلاء من الجهة الشمالية، حيث بثّ إعلامه مقاطع مصوّرة أظهرت الدبابات وهي تتوغّل في محيط مفترق الصاروخ.

كذلك، توسّعت عمليات تدمير المباني في أحياء أبو إسكندر والزرقا وشارع النفق، وصولاً إلى شارع المشاهرة في حي التفاح. وبهذا، أتمّ جيش الاحتلال سيطرته البرية والنارية على 80% من أحياء مدينة غزة، فيما يتركّز وجود الأهالي في أحياء النصر ومخيم الشاطئ ومحيط مربع ميناء غزة وحي الدرج والبلدة القديمة.

وينذر مستوى الضغط الناري المتصاعد يوماً بعد آخر، بأن وتيرة النزوح ستشهد تصاعداً أكبر، خصوصاً أن التكتيك الذي يستخدمه جيش العدو، والمتمثّل بالتدمير الكلي للأحياء التي يدخلها والقصف الجوي العنيف لمربعات سكنية كاملة، وما يرافق ذلك من تدمير شامل للخدمات الأساسية وأهمها المياه، يحوّل النزوح من خيار إلى إجبار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب