بعد «مصنع رام الله للصواريخ»: ورشة «نتنياهو» لتصنيع الحشيش … و«الشهيد القيسي أردني حر»

بعد «مصنع رام الله للصواريخ»: ورشة «نتنياهو» لتصنيع الحشيش … و«الشهيد القيسي أردني حر»

بسام البدارين
وظيفتها «وزيرة المساعدة الاجتماعية» في حكومة المجرمين، التي تدير تل أبيب، واسمها «ماي غولان».
طبعا، ودوما، هي مستوطنة متطرفة لم تتردد، وهي تقول على شاشة «سي أن أن» أنها تريد رؤية «المزيد من الجثث في غزة»!
لكن الأهم أن جهة ما في «العمق الإسرائيلي» سمحت لكاميرات القناة الإسرائيلية 12 بمرافقة «دورية شرطة متخصصة» في اقتحام منزل الوزيرة وضبط «ورشة أو مصنع صغير لتصنيع المخدرات».
القناة الإسرائيلية قالت إن جهازا أمنيا ضبط صورا فاضحة وأزياء دعارة ومعدات تصنيع «سموم مخدرات» في منزل «معالي الوزيرة»، التي تحاكم الآن، وتحاول التزحلق بعيدا عن لائحة الاتهام، مستعينة برئيسها كبير المجرمين بنيامين نتنياهو.
«ماي» وزيرة المخدرات
هذا ما تفعله ديمقراطية الكاميرا الحرة عند «العدو»، فيما الصبية المجرمة لا تزال على رأس عملها، وتمارس صلاحياتها وتتفنن في حجب المساعدات المالية الاجتماعية عن المكون العربي في مجتمع الكيان، وفقا لما فهمناه من قناة «الغد» التي سلطت الأضواء على الوزيرة غولان.
للعلم اسمها الأول «ماي» يشبه اسم بطلة مسلسل أكشن يبث حاليا على شبكة نتفلكس تدير بدورها عصابة إجرامية عابرة للحدود بين الصين واليابان، فيها تجارة حشيش وأطفال وأعضاء بشرية.
ما علينا… الأمن الإسرائيلي «يداهم» منزل الوزيرة الإسرائيلية برفقة الكاميرات ويعرض للجمهور «معدات صناعة الصنف» وفيما تفضح القناة 12 الطابق كله تكتفي شاشة التلفزيون الفلسطيني بخبر عابر عن الحدث الفلسطيني الأهم، حيث «داهمت قوى الأمن ورشة لتصنيع الصواريخ والذخائر في إحدى قرى رام الله أثناء البحث عن خارجين عن القانون».
المذيع لم يرمش جفنه، وهو يضيف «تلك الأسلحة المصنعة المضبوطة كانت مخصصة لتقويض الأمن الوطني الفلسطيني»، وبعد فاصل موسيقي في عمق نشرة الأخبار على طريقة «أم بي سي أكشن» إضافة ملهمة في النص المقروء تتحدث عن «فئات ضالة مرتبطة بأجندات خارجية تخطط لإحباط المشروع الوطني الفلسطيني».
السؤال: هو فين المشروع الوطني الفلسطيني أصلا؟
مستشار فلسطيني من الطبقة المخملية بقي محتدا على مأدبة عشاء في عمان، وهو يجيب كاتب هذه السطور عن سؤال بعنوان «التعاون الرسمي الفلسطيني مع المقاومة» وكان يتمتم..»7 أكتوبر تبعكم حرمنا من إنجاز الدولة».
أجابه أحد الحاضرين فورا:» أنا مقتنع أرجوك إقنع بن غفير وسموتريتش بهالحكي».
مفاعلات «سعير» النووية
زميلنا المذيع الفلسطيني بقي جالسا أمام الكاميرا، وهو يحاول اقناعنا بدون «صور حية» بإحباط أمني للمؤامرة، دون أدنى إشارة إلى أن من صنع ماسورة بدائية باعتبارها صاروخا هم شبان يريدون القيام بواجبهم في الدفاع عن قراهم، التي يهاجمها المستوطنون يوميا نيابة عن «جنرالات السلطة».
الإسرائيليون على الهواء المباشر يداهمون مصنع مخدرات في منزل وزيرة ونحن نهاجم في قرية فلسطينية ورشة تصنيع مواسير، ثم نصفها بأنها «صواريخ موجهة للمشروع الوطني الفلسطيني» في توقيت يذبح فيه الشعب الفلسطيني من الوريد إلى الوريد.
المثير في مسألة التغطية التلفزيونية رصدناه بعد 6 ساعات من المداهمة العظيمة إياها، حيث صور نشرتها فضائية «فلسطين» لعدة مواسير معدنية بجانب أسلاك وعبوات بلاستيكية لكي تتحدث على الهواء عن «الإنجاز الأمني العظيم»، لعل وعسى يسمح سموتريتش بتحويل «جزء من الرواتب».
أحب طمأنة الأخوة في السلطة على عاتقي: لو ابتكرتم مفاعلا نوويا في قرية سعير، ثم داهمتموه وسحلتم علماء «إمارة الخليل» المقربين من النووي الباكستاني لن ترضى عنكم لا واشنطن ولا عصابة تل أبيب، ولا أمل لكم بـ»تأشيرات نيويورك»، والرواتب لن تحول لا من تل أبيب ولا من أي عاصمة خليجية.
الأهم في خطاب السلطة التلفزيوني المأزوم على الأقل أنه يلوم «مقاومة مطاردة» من النظامين الإسرائيلي والفلسطيني وتوابعهما لاحقا ويتهمها بإجهاض المشروع الوطني، رغم أن السلطة ذاتها يجرف مؤسساتها يوميا الأوغاد الذين يديرون دولة تحولت إلى «عصابة مسلحة» اسمها إسرائيل.
شهيدنا «القيسي»
بصراحة، لا نعرف كيف هزمنا هؤلاء؟ رئيس الحكومة «مطلوب جنائي دولي» ووزير الأمن القومي إرهابي مدان في محاكم إسرائيلية ووزيرة المساعدة الاجتماعية تصنع مخدرات و4 وزراء آخرون على الأقل يحاكمون بتهم فساد.
تلك هي الحكومة التي تجاملها السلطة باختراع «مصنع صواريخ في رام الله» وذاتها التي يخشاها النظام الرسمي العربي، مع أن الدولة العصابة كل قصتها تختصر في أنها «بلطجي معين للمهام القذرة» التي يترفع الأمريكيون عنها.
وهو حصرا ما نقلته القناة 13 يوما عن «الوزير سموتريتش».. هل تذكرون؟
وعليه، وحتى لا تشعر فضائية «المملكة» الأردنية بأنها مسترخية بعيدا عن معادلة «اليوم بجارك… بكرة بدارك» لا بد من «تصويب مفرداتها» عند استضافة المعلقين على النحو التالي «القيسي أردني حر» والشهداء يقدرهم الشعب، وليس الحكومة وقصة «إحباط إرسال المساعدات» ليست مقنعة.
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان