مقالات
حصاد طوفان الأقصى عربياً بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

حصاد طوفان الأقصى عربياً
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
كل الظواهر ًالواقعات لها بداية ونهاية،وشيخنا ابن خلدون في متابعاته البحثية،إستفساراً عن النواميس التي تقود سيرورة الظواهر والوقائع،وفي هذه المتابعات كتب عن ظاهرة وجود الدولة وزوالها،واضعا لها العمر الذي تمر بها،وفق جدلية صراع العصبيات،التي تحكم هذه السيرورة.
مراد هذا الكلام أن يقول لنا عن الكيان الصهيوني في فلسطين العربية،جغرافية وتاريخاينطق على الدوام بانتماء فلسطين إلى عروبة الحغرافيا وثقافة، فإذا بحثت في مكونات هذه الثقافة وتنوعات عناصرها مجتمعة،كما تعرفها الأنثروبولوجيا الثقافية وسكاناً فأهل فلسطين من قبائل عربية قدمها في فلسطين،قدم البشرية وتاريخها وجغرافيتها.
وفي هذه الحالة العربية لفلسطين،تذهب بنا بحثا عن ظاهرة الكيان الصهيوني في فلسطين.ظاهرة استيطانية استعمارية،وليدة عوامل تاريخيّة،لا سبيل لذكرها،ونتركها للمؤرخين ليقولوا كلمتهم في إنشاء الكيان الصهيوني،ونكتفي
بالإشارة إلى وعد بلفور،الذي كان في حقيقة خلفياته وعدا صهيونياً،يستند إلى أساطير تلمودية ،منقادة بأطروحة تلمودية
“الشعب المختار”وكان رديف هذا الكيان، الطبيعة الاستعمارية
لأوروبا آنذاك ،وصعود الثقافة الصهيونية في الفكر الأوربي،
الذي وجد المساندة من الدولة الأمريكية،التي تبحث عن وجود كيان،يشبهها،ويتناغم مع تكوينها ،دولة أسست بجهود عصابات
أوربية رأت في القارة الأمريكية ملاذها على حساب سكانها من
الهنود الحمر،،فقضوا على هذه الأمة الهندية واحتثوها بالقتل
والإبادة ومحو كل مايمت للحضارة الهندية،وكان دليل عمل هذه العصابات المذهب البروتستانتيّ،الذي شكلته العصابات على هواها.
وهذا الكيان الصهيوني بظروف تكوينه الموضوعية والذاتية له
بداية وله نهاية ومعه دليل عمله التلمودي،وحسب منطق ابن
خلدون في أعمار الدول، وهناك مؤشرات ودلالات على نهاية هذا الكيان،موجودة بحكم تكوينه ومغالطاته للتاريخ،والتاريخ في نهاية الأمر لايقبل المغالطات،فيحيطها بعوامل وظروف تبشر بنهاية هذا الكيان،
وأضف إلى ذلك من اعتراف السادات بهذ الكيان،واستمرار التطبيع على يد الأنظمة العربية الخليجية والمملكة المغربية هذه الكيانات التي أسس لوجودها المصطنع الاستعمار الأوربي ىبمخططات صهيونية.لتمارس مهام تهديد كل نهضة حضارية،مالكة استعدادها لتحرير فلسطين،من عبد الناصر إلى بومدين، فصدام حسين .
وهذا العامل الأخير كان له وليد في وعي الجماهير العربية،وفي ردود فعلها على استهانة الأنظمة العربية،بمعركة المصير العربي ،فكان من بواكيرها الانتفاضات الشعبية في الوطن العربي ،وكانت ولادته الأولى في تونس مروراً بمصر وليبيا وسوريا وفلسطين،ولكن هذا الوليد تداخلت فيه الأوراق،فافسدت مسيرته،وكان لابد له من ولادة جديدة معتمداً على
ذاكرته التاريخية،التي رآها في أصوله التاريخية ،في فينيق الذي يقول التاريخ عن تجدّده،والتي رآها ابن خلدون في أعمار الدول والكيانات.
وظهر الوليد هذه المرة في فلسطين،أرض كنعان وفينيقها،فحمل اسم طوفان الأقصى،الذي ستكون مهمته القومية العربية،من فلسطين فجاءت ثمراته الأولى في استعادة عهد البطولة في غزّة هاشم،وما لهاشم من ورثة وأحفاد وأجيال تجدّدُ البطولة وعهدها،وتعلن الحصاد علىً كل مايعيق استعادة عروبة فلسطين من الماء للماء.
لكن حصاد طوفان الأقصى انطلاقاً من أنه ولادة عربية جديدة تجاوزت الولادات الشعبية,التي تم خلط الأوراق فيها،فنحّتها جانباً لتبدأ الحصاد في موسم الحصاد.
الحصاد لغة (حَصَدَ) الزرع والنبات-حصٰداً،وحصاداً:قطّعه بالمنجل ونحوه ،فهو محصود وحصيد ،و-القومَ بالسيف قتلهم
واستأصلهم.-(أحصد)الزرع :حانَ حصاده. المعجم الوجيز-ص154.
ونسأل طوفان الأقصى عن حصاده وما أثمر،ولَّدَ الثأر في الشخصية العربية،مما هي عليه أوضاع الأنظمة العربية، التي تنكرت بتبعيتها للصهيونية العالمية، ومعاكسة لم أتى في القرآن الكريم من سور تحارب وتحذر وتنبه من مؤامرات الصهيونية العالمية،و هل لنا بهذا الحصاد الذي قلب موازين القوى في الرأي العام العالمي،الذي تحول باتجاه الحق الفلسطيني في أرضه،وها هي مراكبه ستشرع نحو فلسطين ودولتها التي هي على قائمة هذاالحصاد،وكشف وفضح الانظمة التي مكنها الاستعمار ،من ركوب الحكم لتتكشف سياساتها في الموقف المخزي والمتآمر عل ما يجري في غزة،وغزّة تتحول إلى قبلة لأحرار الأمة العربية،فهذا من حصاد طوفان الأقصى.
د-عزالدين حسن الدياب.