مقالات

الزهايمر في السياسة بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

بقلم الدكتور ضرغام الدباغ

الزهايمر في السياسة
بقلم الدكتور ضرغام الدباغ / برلين
” الزهايمر في السياسة ” سجلوا هذا الاختراع بأسمي رجاء ” د. ضرغام الدباغ ” فأنا دكتور مجاز في التاريخ، وفلسفة السياسة …! ومستمع جيد للموسيقى، وقارئ للأدب والشعر … بهذا يطيب لي أن أبحر بسفينتي عبر بحار الثقافة، ممتعاً ومستمتعاً ….
أثناء مناقشة اطروحتى في نيسان / 1983 السياسة وكانت بعنوان : سياسة توسع امبريالية الولايات المتحدة الاميركية في الشرق الأوسط في اعوام السبعيناتimperialismus im nahen osten ” ” expansionspolitik des USA ، وهي تتحدث عن الاستراتيجية الأمريكية الشاملة حيال أقطار الشرق الأوسط، في جامعة لايبزغ / ألمانيا وخلال الدفاع، كنت أريد أن أوضح وأن أثبت أن هناك عملية تقسيم أدوار ” Orchestration ” ليس بالمعنى الحرفي للكلمة (تزامن) بل بالمعنى الفني، أن هناك مايسترو يقود الفرقة الموسيقية ويوزع الأدوار. ضمن المعسكر الواحد، طرف يساعد وآخر يقتل، والآخر يستخطي، والآخر مشجع، وهكذا محاولة فاشلة لأن يضيع دم القتيل بين حشد من المجرمين والمشبوهين، ويفر القاتل من وجه العدالة. ولكن العلم والبحث العلمي يحدد الجريمة والفاعلون الرئيسيون والثانويون.
اليوم كتب صديق في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، خاطرة أجبت عليها أن الشخص/ الجهة المعنية التي يقصدها مصابة بالزهايمر ( Alzheimer) وداء الزهايمر هو اضطراب عصبي متفاقم يؤدي إلى تقلص الدماغ (ضموره) وموت خلاياه. ومرض الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعًا للخرف، فهو حالة تتضمن انخفاضًا مستمرًّا في القدرة على التفكير وفي المهارات السلوكية والاجتماعية، ما يؤثر سلبًا في قدرة الشخص على العمل بشكل مستقل.
والزهايمر بجملة واحدة، هو ضعف في القدرات العقلية وبالتالي السلوكية، ويسمى في اللغة العربية ” الخرف ” ومجازا أريد القول أن الخرف السياسي يمكن أن يصيب السياسي فيفقده القدرة على التفكير السليم، وهو يصيب القيادات السياسية حين تتفاقم وتتراكم المشكلات الداخلية والخارجية بدرجة تفقد القيادة السياسية والشخصيات القيادية على التفكير السليم.
والزهايمر مرض لم يكن منتشراً في السنوات السابقة، والمعطيات تشير أنه ينتشر في الولايات المتحدة (كمثال)، بوجود نحو 5.8 ملايين شخص مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فما فوق. ومنهم 80% بعمر 75 فما فوق. ومن بين نحو 50 مليون شخص مصاب بالخَرَف على مستوى العالم، يُقدر أن نسبة المصابين بداء الزهايمر منهم تتراوح بين 60% إلى 70%.
تنتاب كل شخصٍ هفوات في الذاكرة بين الحين والآخر، لكن فقدان الذاكرة المرتبط بداء الزهايمر يستمر ويزداد سوءًا، ما يؤثر في القدرة على أداء وظائف العمل أو المنزل. قد يفعل الأشخاص المصابون بداء الزهايمر ما يلي:
•تكرار العبارات والأسئلة مرارًا وتكرارًا
•نسيان المحادثات أو المواعيد أو الأحداث، ولا يتذكرونها لاحقًا
•وضع الممتلكات في غير أماكنها المعتادة، وفي كثير من الأحيان يضعونها في أماكن غير منطقية
•الضياع في أماكن مألوفة لديهم
•نسيان أسماء أفراد الأسرة والأشياء المستخدمة يوميًا في نهاية المطاف
•مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات الصحيحة لتعريف الأشياء أو التعبير عن أفكارهم أو للمشاركة في الحديث
التفكير والاستدلال
يؤدي داء الزهايمر إلى صعوبة في التركيز والتفكير، وخاصةً حين يتعلَّق الأمر بالمفاهيم المجردة مثل الأرقام.
يصبح تنفيذ عدة مهام في الوقت نفسه أمرًا صعبًا على وجه الخصوص، وقد تصعُب إدارة الشؤون المالية وموازنة دفاتر الشيكات ودفع الفواتير وقت استحقاقها. في النهاية، قد لا يتمكن الشخص المصاب بداء الزهايمر من تمييز الأرقام وإجراء العمليات الحسابية.
إصدار الأحكام واتخاذ القرارات
يتسبب داء الزهايمر في تدهور القدرة على اتخاذ قرارات وأحكام صائبة في المواقف اليومية. على سبيل المثال، قد تصبح اختيارات الشخص سيئة أو غير معهودة في التفاعلات الاجتماعية أو يرتدي ملابس غير مناسبة للطقس. وقد تزداد صعوبة الاستجابة بطريقة صحيحة للمشكلات اليومية، مثل حرق الطعام على الموقد أو اتخاذ مواقف غير متوقعة أثناء القيادة.
التخطيط للمهام المشابهة وإجراؤها
مع تفاقم المرض، تصعُب مزاولة الأنشطة الروتينية التي كانت معتادة سابقًا وتتطلب خطوات متسلسلة، مثل التخطيط لوجبة وطهيها أو ممارسة لعبة مفضلة. وفي نهاية الأمر، ينسى الأشخاص المصابون بداء الزهايمر في المراحل المتأخرة غالبًا كيفية أداء المهام الأساسية، مثل ارتداء الملابس والاستحمام.
التغيرات في الشخصية والسلوك
يمكن لتغيُّرات الدماغ المصاحبة لمرض الزهايمر التأثير على الحالة المزاجية والسلوك. وقد تتضمن المشاكل ما يلي:
• الاكتئاب
• اللامبالاة
• الانسحاب الاجتماعي
• التقلُّبات المزاجية
• فقدان الثقة بالآخرين
• التهيُّج والعدوانية
• تغييرات في عادات النوم
• التجوُّل بلا هدف
• فقدان القدرة على التحكم في النفَس
• الأوهام، مثل الاعتقاد بأن شيئًا ما قد سُرِق
لو تأملنا قليلاً في سلوك قيادات ودول عظمى لوجدنا أنها مصابة بالزهايمر وقد أصاب الفص المسؤول عن السياسة في دماغ هذا القائد أو ذاك، أو هذه الدولة أو تلك .. وإذا ترتفع درجة الحرارة خمس درجات، يصابون بالجنون …
تابعوا بدقة أعراض الزهايمر، ونتائجه على الأفراد … ستجدون بوضوح أن هناك ما يماثل هذه الحالات على الدول ….. ومنذ زمن بعيد كنت قد توصلت لنتيجة فضيعة، وهي أن الدول كالافراد تمرض، وتصاب بالغرور، وتخسر جولات، وتربح غيرها، وتشيخ وتهرم، وما لم تجدد خلاياها فإنها ستصاب بالعجز عن فهم ما يدور …. وبدلاً أن تحاول استيعاب ما يدور وفهم أحكام الزمن، تتهم الآخرين بشتى الأتهامات .. أنهم بكيدون لها … عناصر الفشل تتراكم وتستفحل وتشع بتأثيراتها، والمصاب (أفراد وكيانات) عاجزون عن التصدي للحلول ..
النهاية تأتي صاخبة أو صامتة … يتلاشي تدريجياً .. فيفقد ضرورة استمراره، ويصبح وجوده أو رحيله لا يهم أحدا … ولا يمثل شيئاً، ليس لوجوده أي معنى ..بل قد يصبح أختفاؤه ضرورة موضوعية، حتى يكف عن الوجود نهائياً …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب