مقالات
عن سؤال كيف كنا،وكيف أصبحنا؟ عندما البست حركة 23 شباط ثوب البعث للاسد بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

عن سؤال كيف كنا،وكيف أصبحنا؟ عندما البست حركة 23 شباط ثوب البعث للاسد
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
سؤال عن البعث كيف كان منذ تاريخ تأسيسه وحتى الثامن من آذار التي فرضت نفسها على حزب البعث،بقوة حضور بعث ثورة 14رمضان في العراق،وكيف أخذت تتجلى المواقف والسلوكيات المعادية للبعث فكراً،تحت أطروحة “اليمين”و”اليسار”،والمتآمرة على شرعية تاسيسه،القيادة القومية،وشخص مؤسّسه الأستاذ ميشيل عفلق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والمستغلة لسمعته النضالية
في الشارع العربي،يوم كان البعث يتقدم كل فصائل التيار القومي العربي ،في قيادة الشارع العربي،،بدءاً من تاريخ ذهاب
قيادته المؤسسة،وقامات حزبية مدنية وعسكرية إلى فلسطين،
منقادة وملتزمة بأطروحات من أن فلسطين قضية العرب الكبرى المصيرية.ومنذ ذلك التاريخ بدأ البعث ينتشر في الافطار العربية،الواحد تلو الآخر،وبدأت شعبيته تتسع،وخاصة في المدارس والجامعات،وراحلهم يعلق على صدور الشباب البعثي، زينة وانتماء وولادةالثورة العربية .
ولأول مرة ،وغداة مناهضة حلف بغداد،ومقارعة القواعد العسكرية،ومنع دين راسك وزير الخارجيّة الأمريكية عبور الأجواء السورية إلى العراق،وتلاقى هذا المنع في كل من بيروت وعمان وبغداد بدأ شباب البعث يهتف ويغني:
“هي هي يابعث العروبة الله يديمك فيك وحدة الاقطار العربية “
ومع كل قضية عربية،في أعقاب قضية العرب الكبرى فلسطين،راح البعث يولد مع هذه القضايا من جديد،وأصبحت فلسطين في وعي الشارع العربي،طريقا إلى الوحدة العربية،وتم التلاقي بين دمشق والقاهرة،في الجمهورية العربية المتحدة،لتأتي بغداد البعث. في مشروع وحدة ثلاثية.
هذا هو البعث فكراً وتنظيماً وأخلاقاً نضالية.
ونعود إلى حركة شباط المؤامرة،تمهيداً لاستيلاء أحد أركانها حافظ الأسد،بعد أن ألبسته ثوب البعث ليفعل بسمعة البعث في طل حكمه لسوريا من فساد وطائفية وتبعية للحكم الصفوي في إيران،إلى أن أصبحت سمعة ثوب البعث في الحضيض.
ولهذه السمعة حكاية يجسدها قول صديق عزيز،إذ جاء ليسلم (وحكايا الشارع في الأنثروبولوجيا لها دلالات،تأخذ بها بجدية منهجية عالية مراكز الأبحاث التي تدرس الرأي العام،واتجاهاته،وقيمه،وولاءاته وانتماءات ووحدته وصراعاته)ففاجأه بقوله”:ياحيف إنك بعثي”
وسأل سؤاله،أين كنا وأين أصبحنا،أين كنا يوم كان هذا البعثي مفخرة أهله ومحلته ومدرسته وجيرانه،يوم كان البعث يوصي بولادة الجيل العربي الجديد،مسكوناً بعهد البطولة المتوارث نضالياً وحهادياً،من معركة أحد والخندق،ماراً بالقادسية واليرموك والفاو،بل قل معارك الجبهة العربية
الشرقية،وأين أصبحنا في عهد الأسد الاستبداد والقتل والاعتقال والخطف والإعدامات بالجملة،والفساد يضرب أطنابه،الفساد الخلقي والمادي،والشخص المدعوم الذي ينط من منصب إلى منصب،ومن مغنم إلى مغنم بتقرير عن زميله وقريبه وصديقه،أو بجارية حسناء،حتى إننا في زمن كيف أصبحنا نستطيع القول بموضوعية وحيادية،وقول الحق:مافشلت فيه الصهيونية العالمية،في حربها ضد الأخلاق العربية،وفي مقدمتها الولاء المطلق لأهداف الأمة العربية في وحدتها وتحررها وعدلها الاجتماعي،والانتماء للعروبة جامعة للشعب العربي وتنوعه الثقافي.
إذاً؛ ياصديقي ليس حيفاً بي لأني بعثي،بل الحيف في نظام صنعته حركة شباط فألبست ثوبها”البعث” لحاكم يشك بأصله،على ذمة الرفيق الشهيد صدام حسين،يوم قال للأسد في مؤتمر القمة:”أنت لست بعربي،ونعرف أصلك”
ترى كم حكاية نحكيها،نحن من عايش نضال البعث،فولد نضالياً من جديد بولادة البعث،وكم من حكاية نحكيها حتى نصحح نظرة الشارع العربي،وخصوصاً الشارع السوري إلى البعث التاريخي،وأنموذجه صدام حسن وصحبه شهداء قضايا الأمة العربية المصيرية،حتى يولد البعث من جديد حزباً للأمة العربية.
د-عزالدين حسن الدياب