وحدة وصمود الشعب حققت الانجاز في محادثات المرحلة الاولى من خطة ترامب . بقلم الدكتور غالب الفريجات
بقلم الدكتور غالب الفريجات

وحدة وصمود الشعب حققت الانجاز في محادثات المرحلة الاولى من خطة ترامب .
بقلم الدكتور غالب الفريجات
انتهت اعمال المرحلة الاولى في خطة ترامب والتي شملت
عناصر مهمة في الجولة الأولى من المحادثات تمثلت فيما يلي ،،
– وقف العدوان
– الانسحاب
– تبادل الأسرى
– ادخال المساعدات
لاشك ان وقف العدوان الصهيوني على غزة كان له الاثر العظيم على المواطنين في القطاع الذين كان صمودهم. اسطوري ، بفعل هذا الصمود استطاعت المقاومة ان تقدم نموذجا رائعا في مواجهة جيش العدو المدجج بكل ما انتجت مصانع السلاح في الولايات المتحدة ، وهي المعهود عنها انه ذات نوعية متفوقة على كل انواع السلاح في العالم الذي جعلت منه المقاومة خردة حديديه .
كان الانسحاب الصهيوني امرا لا حياد عنه ، اذ ان وجود قوات الاحتلال على الارض مرفوض بكل المعايير ، فهو جيش احتلال ليس له هدف إلا ان يكبل حرية الوطن والمواطنين ، وهو ما ترفضه المقاومة وكل مناضل يأبى ان تكبل اياديه على ارضه ، ولهذا يبذل الغالي والنفيس طرده وهو ما تحقق انجازه في المحادثات .
لا شك ان ادخال المساعدات الإنسانية للقطاع واحدة من الانجازات المهمة التي نص عليها الاتفاق ، اذ ان الكيان المجرم لقد لجأ لاكثر الاساليب خسة و نذالة في استخدام حرب التجويع لابناء القطاع ، فقد عمد حربهم في الغذاء والدواء ، و حرمهم من ابسط متطلبات الحياة لينال من صمودهم ، ولقد اذهل المواطنون العالم في الصمود الاسطوري الذي مارسوه ومستوى تشبثهم بالارض ، ورفض ان ينال منهم العدو ليحقق اهدافه .
تبادل الاسرى واحدة من الانجازات العظيمة فقد تمكنت المقاومة من اطلاق سراح حدود ٢٠٠٠ اسير من سجون الاحتلال ما بينهم ٢٥٠ اسير ممن كانت عقوباتهم بالمؤبد، ومن بينهم قادة متميزين في نضالهم ومواقفهم ، سيكون لهم الاثر في تفعيل وتنظيم و وحدة نضالات الشعب ،الى جانب ان تقوم المقاومة اطلاق سراح المعتقلين من الاسرائيليين الاحياء والاموات ، وهم الذين يطالب بهم العدو بعد اسرهم في معركة طوفان الاقصى .
لاشك ان الاتفاق قد فوت الفرصة على اليمين الصهيوني الذي كان يخطط لاقامة مشاريع الاستيطان في القطاع .
ان قضية الاسرى الاسرائيليين كانت تتراوح ما بين طموحات نتنياهو في اطالة امد الحرب ذريعة نتنياهو السياسية . وما بين ما يمثله ابن غفير في استغلال الحرب لتمرير الاستيطان .
كانت الضربة العسكرية الفاشلة على قطر لها اثر كبير في مواجهة الكيان الصهيوني الذي كان يمارس السياسة العدوانية ، وبشكل خاص ذات الوجهين عند استهدافه وفد التفاوض الذي يتفاوض معه في قطر .
المقاومة التي وافقت على خطة ترامب والتي سبق وان وصفتها في مقال سابق موافقة الضرورة حيث لا تستطيع الرفض ولا القبول فكان ردها الذكي نعم ولكن ..وهو ما وضحناه سابقا ، ان المقاومة كانت امام حرب ابادة يمارسها العدو في حق شعب القطاع ، والمقاومة بلا سند خاصة مما اطلق عليها جبهات المساندة التي سقط دورها لاسباب عديدة ، والموقف العربي الرسمي للاسف كان مغيبا ، والفلسطيني الرسمي منه مع الاحتلال والشعبي لا وجود له الى جانب ضعف السند الشعبي في الشوارع العربية ، واخيرا ما اصاب الكيان من كلفة الحرب وتراجع قدرات جيشه ، والحراك الشعبي العالمي ، والحصار السياسي في عدد الدول التي اعترفت في الدولة الفلسطينية وعزلة الكيان في المنظمة الدولية .
كلها عوامل ساهمت في رضوخ الاحتلال للتجاوب مع خطة ترامب مع فشل كل اهدافها فلم يستطع نتنياهو ان يستعيد أسراه بالقوة ، ولن يكون في مقدوره القضاء على حماس والمقاومة ، لان المقاومة بوابة التحرير التي لا يمكن لاي شعب ان ينال حريته دونها .
ما زالت المقاومة تحت ضغط المحادثات في الجولات القادمة والتي ذات خطورة كبيرة جدا تتعلق بالسلاح وبمن يحكم غزة ، وما على المقاومة إلا ان تكون اكثر حذرا في هاتين المرحلتين فلا مقاومة دون سلاح من جهة ولا لاحد حق في حكم غزة إلا ابناء غزة ، فالحكم الاجنبي مرفوض ، وكذلك تسليم السلاح خط احمر ، واخيرا نحن مع المقاومة ونثق بما تقوم به ،والله المستعان .