ثقافة وفنون

شموع الغياب بقلم: حسين عبدالله جمعة

بقلم: حسين عبدالله جمعة

شموع الغياب
بقلم: حسين عبدالله جمعة
ثلاثة وعشرون عامًا وأنا أجدد تلك القائمة الثقيلة،من موقعي في عملي كصيدلي في عيادة الأونروا، كنت أجد نفسي عامًا بعد عام أجدد تلك القائمة الثقيلة… أضيف اسمًا وأشطب آخر… قائمة الراحلين قسرًا.
ذلك الشاب الواعد،
وتلك الصبية المضيئة بالفرح،
العمة، الخالة، ذاك الجار، والأخ…
والصديق الذي غاب فجأة.
قائمة لا تنتهي،
بعد أن أُجبروا جميعًا على مواجهة ذلك الخبيث،
على حلبة غير عادلة،
لمعارك محسومة سلفًا.
نسلّمه حقائبنا الممتلئة بألوان الطموح،
ونعطيه ضحكاتنا وأحلامنا وعشقنا للحياة،
فينتهي فصل… وتُمحى محطة انتظار.
لو عدنا قليلًا إلى الوراء،
لأدركنا كم من زهرة سقطت مبكرًا،
كم من روح ركبت القطار الأخير…
لكنها ما زالت تقيم في قلوبنا وعقولنا.
ذاكرة الرحيل مثقلة بالوجوه،
وربما “نعمة النسيان” وحدها
تسمح لنا أن نتابع السير.
فلنضيء لهم شمعة محبة وذكرى،
ولنقيم لهم صلاة صادقة،
ونقول لهم: ما زلتم بيننا… ونحبكم.
تعالوا نتمهّل قليلًا،
نهدئ لهاثنا وراء الأيام ومغرياتها،
قبل أن نصبح نحن أنفسنا خبرًا قديمًا…
فلا أحد استثناء.
كل واحد منا ينتظر لحظة،
لا يعرف متى ستدق فيها الأجراس،
وتُعلَن نعوته من مئذنة أو جرس كنيسة.
تلك الورقة الأخيرة،
التي تحمل اسمه وعنوانه،
هي تأشيرة الرحيل،
لا تبالي بسلطة أو جاه،
ولا بمال أو عزوة.
في النهاية، لا يبقى لنا سوى ما زرعناه من طيبة ووفاء،
أما الممالك الزائفة… فتتهاوى مع أول ريح.
حسين عبدالله جمعة
سعدنايل لبنان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

Thumbnails managed by ThumbPress

جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب