3 ألوية مستقلّة برعاية الرياض: حضرموت تقترب من «الحكم الذاتي»

3 ألوية مستقلّة برعاية الرياض: حضرموت تقترب من «الحكم الذاتي»
السعودية تدفع حضرموت نحو حكم ذاتي عبر دعم «حلف قبائل حضرموت» بتشكيل قوات مستقلة وسيطرة ميدانية، وسط تواطؤ حكومة عدن وانقسام «الانتقالي» الموالي للإمارات.

صنعاء | بدعم سعودي مفتوح، يقترب «حلف قبائل حضرموت»، من فرض الحكم الذاتي في المحافظة. فعقب سيطرته على حقول النفط في قطاع المسيلة، تمكّن الحلف مؤخّراً من تشكيل قوات موازية في وادي حضرموت. وبعد عدّة أشهر من إعلانه التعبئة العامة للتجنيد في المحافظة، قام بتشكيل 3 ألوية جديدة تحت مسمّى «قوات حماية حضرموت».
ووسط خضوع الحكومة في عدن، ورئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، وحتى أطراف في «المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي للإمارات، للإملاءات السعودية بهذا الشأن، يرى «حلف قبائل حضرموت»، أنّ امتلاكه جناحاً عسكرياً قوياً، هو الخيار الأنجع لفرض مشروعه الذي يبدأ بفرض «حكم ذاتي»، كما أُعلن في نيسان الفائت، وربما ينتهي بفرض «الاستقلال الكامل» وإعلان «دولة حضرموت».
وفي هذا الإطار، وجّه رئيس «حلف قبائل حضرموت»، عمرو بن حبريش العليي، أمس، رسائل نارية إلى خصومه في «الانتقالي» الذي يتزعّمه عيدروس الزبيدي، مؤكّداً أنّ «الحلف ماضٍ في بناء مؤسسة حضرموت العسكرية». وقال في أثناء حفل تخريج الدفعة الثانية من «قوات حماية حضرموت»، إنّ «هذه الفصائل شُكّلت لتعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة»، ولوّح باستخدام القوة في حال تقدّم الفصائل الموالية للإمارات التي اتّجهت، الأسبوع الماضي، إلى السيطرة على مدينة الحامي، وبقية مناطق مديرية الشحر الساحلية في المحافظة.
بن حبريش يؤكّد المضي في بناء مؤسسة حضرموت العسكرية
وفي ظلّ صمت حكومة عدن عن هذه التحرّكات العسكرية، بعد أن أعلنت السلطة المحلّية التابعة إليها في المكلا، عاصمة المحافظة، رفضها الكامل لتأسيس أيّ ميليشيات عسكرية خارج نطاق الدولة، أكّد قائد «قوات حماية حضرموت»، مبارك أحمد العوبثاني، المعيّن من قبل بن حبريش، أنّ «هذه القوات شُكّلت استجابةً لحاجة حضرموت، لتتولّى حماية الأرض والإنسان والثروات». وأشار في الحفل نفسه إلى أنّ «حضرموت اليوم شبّت عن الطوق، وتمضي بثقة نحو قرارها المستقل».
وبدأت عملية تجنيد وتدريب 25 ألف مجنّد من أبناء المحافظة، مطلع العام الجاري. وبعد اكتمال التدريب، تمّ تعيين عدد من القيادات العسكرية من دون العودة إلى الحكومة في عدن، كما فُتح باب التجنيد من جديد لإنشاء عدد من المعسكرات الجديدة خارج نطاق الدولة.
وكان أصدر، «حلف قبائل حضرموت»، في 12 آب الفائت، جملة قرارات قضت بتعيين عدد من القيادات العسكرية من أبناء حضرموت، في «قوات حماية حضرموت». وكان من أبرز تلك القرارات تعيين العميد الركن سالم عمر بن حسينيون، رئيساً لأركان القيادة العامة لهذه القوات، والعميد أحمد سالم مبارك الحبيب، رئيساً لعمليات القيادة العامة.
والمفاجئ أنّ أصواتاً حضرمية، من داخل «الانتقالي»، أبدت موافقة ضمنيّة على التعيينات. وقال مستشار رئيس «الانتقالي»، عمرو البيض، إنّ «حضرموت بحكم بعدها الجغرافي واتصالها التاريخي، أقرب إلى السعودية منها إلى اليمن».