الإندونيسي في “سؤال التسريب” وسنة لا تبشر بخير و”فرحة توراة” بنكهة 7 أكتوبر: نفذوا خطة ترامب

الإندونيسي في “سؤال التسريب” وسنة لا تبشر بخير و”فرحة توراة” بنكهة 7 أكتوبر: نفذوا خطة ترامب
صورة إثر صورة، كل منها تساوي مليون كلمة. ارئيل كونيو واربيل يهود، أفينتان اور ونوعا ارغماني، عومري ميران مع ليشي والبنات، دافيد كونيو مع شارون والبنات، الكنا بوحبوط مع رام وريفكا، زيفي وغالي بيرمان مع قمصان مكابي تل أبيب، ايتان هورن مع قميص هبوعيل بيرشيفع ومع إخوته… والمروحيات… والكتابات على اللوح، ويهوديت رفيتس، وعومر ادام. وكل شيء ضربة في البطن. ومليء بالدموع. يرى المرء ولا يصدق. وفي واقع الأمر يصدق. هذا حقيقي. هم في البيت.
مشكوك حدوث أيام كهذه في تاريخ الدولة. ربما في 15 أيار 1948. السعادة والفرح والقدرة على الاتحاد للحظة واحدة، ووضع كل شيء جانباً. نعم، حتى المعرفة بأن هذا ليس منتهياً حقاً: بقي هناك مخطوفون ضحايا. والثمن الذي باسمه اكتسب هذا اليوم: 519 ضحية من الجيش الإسرائيلي وعشرات آلاف آخرين ممن أصيبوا بالجسد وبالنفس. وكذا القلق مما سيحصل لاحقاً. حماس عادت لتسيطر في غزة، ولن تسارع إلى وضع سلاحها، وكذا الفهم بأننا لم نتغير حقاً: فها هم في الكنيست، بينما يحصل كل هذا، مارسوا السياسة الصغيرة في يوم قومي عظيم، يجدر بنا أن نتوقف للحظة عند ما حصل في الكنيست. فوصول الرئيس ترامب كان تاريخياً. كما أنه نال شرفه وعن حق على دوره الحاسم في إعادة المخطوفين. وكذا خطابه – ترامب في أفضل حال له – الأكثر سياسة صحيحة، ولا يزال العرض الأفضل في المدينة. خسارة أن الكنيست ورئيسها لم ينجحا في التسامي إلى عظمة اللحظة بعد أن فضلا إقصاء رئيس المحكمة العليا والمستشارة القانونية للحكومة عنها، وحين اختارا دعوة متفرغين حزبيين ومقاولي أصوات، وكأن هذا حدث رياضي ليكودي.
يتبين أن الوحدة جيدة كشعار فقط، بالضبط مثل السلام. نتنياهو الذي كان هذا يومه الأعظم، يعطى اليوم فرصة لتعظيمه أكثر حين دعي للانضمام إلى القمة في شرم الشيخ. كان ينبغي له أن يسافر وألا يقول إلا جملتين: في 7 أكتوبر هاجمت حماس دولة إسرائيل – قتلت، اغتصبت واختطفت وفرضت علينا حرب اللامفر. هذه الحرب انتهت اليوم، وأنا أقف هنا وأمد يدي للجميع لحلف الشجعان، لسلام يأتي من القوة ليغير وجه الشرق الأوسط إلى الأبد”.
لكن نتنياهو فضل البقاء في البلاد. قد يكون هذا العيد، وقد يكون التخوف من أن يلتقط في إطار الصورة مع أبو مازن وأردوغان، وقد يكون تهديد أردوغان ورئيس وزراء العراق بمقاطعة الحدث. مهما يكن من أمر، هذه اللحظة الواحدة التي كان بوسعه فيها أن يأخذ إسرائيل إلى الأمام، ارتعدت فرائصه. بدلاً من أن تعود إسرائيل إلى مركز الساحة، بقيت جانباً، فيما يبحث الآخرون في المستقبل بدونها.
بين هذا وذاك، ألغيت زيارة رئيس إندونيسيا التي كان مخططاً لها إلى إسرائيل. أحد ما سرب، ورئيس الدولة الإسلامية الأكبر في العالم قرر التنازل. عرفوا بهذه الزيارة في مكانين: مكتب رئيس الوزراء والموساد (الذي عمل على تنظيم الزيارة السرية). ينبغي التساؤل: لماذا لم يطرح في محيط نتنياهو مطلب التحقيق في التسريب الذي ألحق ضرراً حقيقياً بدولة إسرائيل.
سيرافق الأيام القريبة القادمة هبوط طبيعي للتوتر، بل اقترب بعد الأعياد. سيعود الأطفال إلى المدارس، والكبار إلى العمل. ونتنياهو هو الآخر سيعود إلى محاكمته التي يفترض أن تجرى أربع مرات في الأسبوع. العفو العفوي الذي حاول أن ينظمه له ترامب سلّى الكنيست، لكن لا قيمة حقيقية له. الاستطلاعات ستثني على نتنياهو حتى بدونه، وتعود لتتوازن بعد أسبوعين – ثلاثة أسابيع عندما تزول السحابة. هذه طبيعة العالم، هذه طبيعة الإسرائيليين.
غزة ستبقى هناك. محظور علينا الوقوع في الأوهام: حماس عملت على العملية التالية الكفيلة بأن تحصل صباح غد. من ناحيتها، لم ينتهِ شيء. إسرائيل وعدت نفسها ألا تسمح بهذا، لكنها لن تستغل كل حدث ولا حتى تمديد زمن إعادة جثامين الضحايا المخطوفين – كي تستأنف القتال. ترامب وقع في حب الاتفاق الذي حققه ولن يسمح له بالانهيار بتلك السهولة. هذه ليست فقط الضمانة الشخصية التي أعطاها: بل الشرف، بل جائزة نوبل السنة القادمة.
على إسرائيل أن تضغط في الاتجاه المعاكس – لتنفيذ الاتفاق. أن تدفع قدماً بالتجريد من السلاح، الإعمار، وبالأساس إقامة حكم بديل في القطاع. وهذا سيسمح لها بالانضمام إلى الرؤيا الإقليمية العظيمة التي تحدث عنها ترامب في الكنيست. هذا في يديها كالإشفاء ورأب الصدوع الداخلية. دخولها إلى سنة انتخابات لا تبشر بالخير. ولا يزال، “فرحة التوراة” هذه السنة كانت فرحة خاصة. ليتها تشق طريقاً جديداً.
يوآف ليمور
إسرائيل اليوم 15/10/2025