أطواق النجاة الثالثة إلنهاء العدوان على غزة

أطواق النجاة الثالثة إلنهاء العدوان على غزة
بكر أبوبكر
األخ الكريم من الواضح أن “خطة ترمب” بالتعديالت من “نتنياهو”، هي خطة َخِطرة ومليئة بالثغرات
.سواء فيما يتعلق بفلسطين عامة، أو ما يتعلق بقطاع غزة جزئًيا، أوبفكر المواجهة مهما كانت وسيلته
لذا فإن الموافقة عليها من عدمها قرار صعب نعم صحيح، ويحتاج شجاعة النظر بالقائم )خاصة ما
يتعلق بدمار غزة( وامكانيات المستقبل في ظل تذبذب المتغيرات الداهمة، تلك الممكن التعامل معها
.بعقل األرجحية والبدائل
إن الميزان باعتقادي هنا عند صاحب القرار هو مدى االقتراب الوطني العام الذي آن أوانه، فحجم
.االقتراب الوطني العام هو طوق النجاة األول للقضية وحين اتخاذ القرار
ال نريد اللوم أو التفكير بما حصل وكان يجب فعله بما سبق وحصل تقصير عظيم سواء من هذا
. الطرف أو ذاك
الخالصة أن طوق النجاة للقضية وتنفيذ استقالل الدولة القائمة، وأبقاء الرواية العادلة وفكرة المقاومة أو
.المواجهة والجهاد بكافة األشكال ترتبط بمّد اليد للطرف الوطني اآلخر
ا
سقطت التحالفات العربية واالقليمية وواضح أن قيمة اإلقليم تتضاءل بالنسبة لمركزية قضيتنا-كما كّن
.نفترض- أكانوا ينظرون ألنفسهم مع أو ضد فكلهم-باستثناء القليل-يرغبون االندراج باللحظة االمريكية
رغم ما سبق فإن اللحظة االمريكية على المدى الطويل الى أفول مؤكد بإذن اهلل، وقد كتب بذلك عديد
المفكرين األمريكان أنفسهم وقدموا من الخطط الكثير لتدارك ذلك بمنطق تأخيره وليس منعه، ألنه ال
.امكانية إلعادة عجلة التاريخ الى الوراء، ومن هنا تكون النظرة الجمعية للمستقبل
رغم االنتصارات الفلسطينية في السياق السياسي والدبلوماسي والقانوني واالعالمي والجماهيري،
سواء من خالل محكمة العدل والجنائية ومنظمات حقوق االنسان أو من دول وجماهير أمريكا الجنوبية
وأوربا فإن تنفيذ استقالل دولة فلسطين هو الهدف األكبر القادم الذي يجب أن تندرج فيه حتى حماس-
وهذا هو طوق النجاة الثاني أي احتضان االستقالل- ربما بثوب جديد )أنظر نماذج قطر، المغرب،
تركيا بالتعامل مع تنظيم “االخوان المسلمين”(، وليس بذلك أي عار، فالفصائل زائلة والفكرة قائمة وقد
.ترتدي ثوًبا آخر وتستمر المسيرة. )أنظر نموذج شارون وحزبة كديما(
النتيجة من المباغتة والطوفان مقارنة بالهدف األصلي المأمول كارثية على فلسطين بل واالقليم حيث
االحتالل والطغيان يطال فلسطين ولبنان وسوريا ، ف”حساب الحقل ليس كحساب البيدر” وخاصة في
المذبحة والنكبة واإلبادة الجماعية التي حصلت لشعبنا البطل في غزة بل والضفة، وعليه يجب اآلن قبل
فوات األوان أخذ العامل الجماهيري-وهو طوق النجاة الثالث واألهم اليوم- وتعظيم أولويته، عند اتخاذ
.القرار، والحرب جوالت وفلسطين لن تتزحزح
يمكن لفصيل حماس )فكرة فصيل أنها جزء من كل( أن يضع القرار في رقبة العرب، أو رقبة
الوسطاء، أو رقبة )م.ت.ف( إن لم يكن يريد الرد بمنطق التعديالت واالستدراكات الواجبة والتي
.أصبحت صعبة جدا في ظل اجتماع تَرمب مع العرب والمسلمين
من المعلوم أن العالقة مع السلطة اآلن حرجة للطرفين، لذا قد يكون اللقاء الفصائلي هو األدق فلماذا ال
تدعو حماس، حركة فتح والشعبية وهكذا لتضع الجميع بالثغرات وتكون جزًءا من القرار فهذا قد يتيح
لحماس إعادة االنبعاث، أو اتخاذ القرار الجماعي، ربما بشكل جديد ما هو مريح ألهلنا في غزة وهم
.األولوية اليوم
إن الدم الفلسطيني النازف قدم كل الدعم لزيادة عدد االعترافات بدولة فلسطينية على المتاح من
األرض. وهذا بحد ذاته يكفي كل الفلسطينيين فخًرا أنهم استطاعوا من خالل الصمود والثبات بمواجهة
أ أ أ أل
أطول عدوان همجي فاشي بالتاريخ وأصعبه وأشده )ما لم يحصل مثله حتى بالحرب األوربية المسماة
العالمية الثانية( أن يحركوا حتى الضمائر الميتة، وآن لهم أن يقولوا كفى للعدوان، وحق علينا أن
ا التقاط اللحظة
نعطيهم ما يسمى “استراحة الشعب” أو “استراحة المحارب”، والمستقبل إن احسّن
.وتكاتفنا هو لنا بالتأكيد والجوالت القادمة كثيرة
كتبنا هذه الورقة قبل موافقة “حماس” على خطة ترمب لغزة -تمت الموافقة لحماس)
في4/10/2025م- وبطلب من أحد الكوادر فيها، حسب أمر من قيادته لعرضها عليها كما أفاد،
(.وأنشرها اآلن كما أرسلتها آنذاك



