كتب
غزَّةَ المشهد المقاوم تحليل مستقبلي بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق -

غزَّةَ المشهد المقاوم تحليل مستقبلي
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق –
أن تضع غزة الأرض والشعب والمقاومة في مشهد”سيناريوهات ” فعليك أن تنظر إلى هذا المشهد بعين مستقبلية،وهذه العين ،وهي تحاول ،أن ترصد واقع غزة في مشهد يضم كل مكونات البناء الاجتماعي الغزاوي،بهدف رؤية ماعلى المقاومة وما عليها،وهذا يستدعي منهجياً،إحضار ماضي غزة وحاضرها ومستقبلها،أي أخذ هذا الماضي في تداخله مع الحاضر،،وحضورهما في المستقبل.
لماذا هذا الأخذ المنهجي،أخذاً تحليليا،يبدأ من طوفان الأقصى بما له وماعليه،والمشهد الذي طرحه هذا الحدث القومي،إنطلاقاً من حقيقة عربية،إنّ فلسطين،في جغرافيتها العربية،تشكل ام القضايا العربية،فهي طريق الأمة العربية نحوز وحدتها وبلوغ معركة مستقبلها.
ان المشهد الغزاوي نراه،في استنفار قادة العدوانية الغربية،
وحلفها الأطلسي،وراعية الكيان الصهيوني الولايات المتحدة الأميركية،،التي تشكل السند الصهيوني لهذا الكيان،وذلك بوجودالقوة الصهيونية،دولة ومالاً وقوة عسكرية.
وهذا المشهد بكل مكوناته واستنفار قواه،شكل قاعدة وأرضاً
صلبة للعدوان الصهيوني على غزة،حتى لايبلغ طوفان الأقصى
مراده وأهدافه،بإخراج القضية الفلسطينية،كقضية عربية مصيرية،من الأدراج المقفلة،ووقف سيرورة الاعتراف بالكيان الصهيوني،التي كانت بدايتها إقدام السادات على الاعتراف بالكيان الصهيوني،واستنهاض الشارع العربي،لتعود فلسطين شغله الشاغل،ووضع القضية الفلسطينية، في مكانها الصحيح أمام الرأي العام العالمي،باعتبارها آخر معاقل الاستعمار في العالم.
وكان أمام الكيان الصهيوني،محاصرة الحدث القومي الذي تمثل بطوفان الأقصى،والحيلولة دون أن يتمخض عنه تداعيات تلبس شرعيته المقاومة في سبيل تحرير فلسطين،وإقامة الدولة الفلسطينية،التي رآها الشعب العربي في المقاومة الفلسطينة في غزة.
وكان على الكيان الصهيوني،أن يدمر البشر والحجر والشجر
والماء،وكل مقومات الحياة،حتى يكون أهل غزة أمام اختيار الرحيل والهجرة،إلى دول العالم،التي هيّأت الصهيونية حكامها لقبول هذه الهجرة الفلسطينية.
لكن الفعل الفدائي المقاوم،بكل مكوناته الفدائية،ودخول شعب غزة في المعركة بأرواحه وماله وسكنه وشوارعه،بل قل في فنائه وتدمير مستحقاته في الحياة.بلغ بكفائه عالية مستقبله،كما يراه بعين تبحث عن بلوغ الدولة الفلسطينية،وكان للمقاومة الفدائية المحاربة بلوغ أهدافها
في عودة القضية الفلسطينية،كقضية عربية إنسانية،فصارت
بحق قضية الرأي العام العالمي،الذي يطالب بدولة فلسطينية
وعزل الكيان الصهيوني،ووضعه في قوائم الإرهاب والوحشية النازية،ومحاكمته دوليا،وتطبيق قانون الجرائم الإنسانية،ووضع
وحشيتها والإبادة التي قامت بها في غزة،على طاولة المحاكم والقضاء الدولي.
وكل ما ذكرناه وأظهرناه في غزة المشهد المقاوم،يبطل ويعري ما يقال عن الإرهاب المقاوم،وصار الإرهاب في عرف الرأي العام العالمي يلبس ويسكن الكيان الصهيوني،من رأسه إلى أخمص قدمه ،وبقيت تهمة الإرهاب تردد على لسان الوكر الصهيوني في واشنطن وبيتها الأبيض،ومن في معيته ويجاريه ويتبعه.
وبقي على المقاومة بكل إجنحتها ومنظماتها في غزة أن تعد
العدة للعودة إلى تحت الأرض وإلى مخابئها،استعداداً لتهيئة
الأوضاع لبلوغ الدولة الفلسطينية،وإنارة الرأي العام العالمي بمخاطر الصهيونية على البشرية،الذي يلخّصه شعارها،شعب الله
المختار،الذي يقيم كيانه التلمودي بكل أساطيره الداعية إلى
إفساد الشعوب،وتفكيك تنوعها الثقافي بعد إضعافه،وتفكيك
لحمته،تمهيداً لأسطورة تلمودية باستعباد البشرية .
ويظل على المقاومة الفلسطينة استثمار نصر يوم طوفان الأقصى بملاحقة قوى التطبيع،بداية من طولكرم ،وحتى الأقطار العربية المطبعة،ومحاصرة ثقافة التطبيع،وتفنيد مكوناتها،وفي مقدمتها الإبراهيمية التي يراهن عليها عرابها كوشنر،الذي يستظلّ بظل مشرع ترامب،وقف الحرب في غزة.
ويبقى على هذه التوجهات التي أتت حاملة اتتصار طوفان الأقصى مدخلاً لرؤية غزّة في المشهد المقاوم أن تنبه إلى سلبيات استغلال هذا النصر في الثأر وعرض القوة،فذلك الاستغلال يشكل تهديداً للقضية الفلسطينية برمتها.
د-عزالدين حسن الدياب.



