مقالات
التَّغيِير الدِّيمُوغرَافي في الوَطَنِ العَرَبِيّ أحَد اوْجُهِ التَّهْديدِ الوجُودِيّ لِلأمَّة الانتِهَاكَاتُ المُمَنْهَجَةُ في مُحَافظةِ نِينَوَى وسَهْلهَا نمُوذَجاً بقلم ابو يعرب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بقلم ابو يعرب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

التَّغيِير الدِّيمُوغرَافي في الوَطَنِ العَرَبِيّ أحَد اوْجُهِ التَّهْديدِ الوجُودِيّ لِلأمَّة
الانتِهَاكَاتُ المُمَنْهَجَةُ في مُحَافظةِ نِينَوَى وسَهْلهَا نمُوذَجاً
بقلم ابو يعرب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
تتعرض الامة العربية الى تحديات غير مسبوقة تستهدف وجودها الانساني والثقافي وهويتها وقدراتها ومواردها بالصميم. ويعتبر التغيير والتغييب الديموغرافي في العديد من اقطارها احد اهم واخطر الوسائل لتحقيق تلك الاهداف المعادية على المديين القريب والبعيد.
ويتم تحقيق هذا الهدف بعدة وسائل منها الحروب كما يحصل في السودان على سبيل المثال، اوعن طريق الخنق الاقتصادي وازماته المتلاحقة او غير ذلك من الاستراتيجيات المعادية .
ويتخذ التغيير الديموغرافي شكل موجات بشرية كبرى كما حدث في سوريا ابان نظام الاسد السابق، او بشكل تغييب متدرج كما يحصل في عدة مناطق منها محافظة نينوى في العراق . وفيما يلي توضيح الانتهاكات الممنهجة في محافظة نينوى وسهلها كنموذج لذلك.
تحدث الان في العراق انتهاكات منظمة وإبعاد ديموغرافي تجري كلها بدعم من الاطار التنسيقي المتنفذ ومساندة من رئيس الوزراء محمد السوداني وبحماية قضائية ترسخ سياسة الافلات من العقاب. وادناه بعض الانتهاكات المثبتة :
الاستيلاء على الاراضي والممتلكات الخاصة من قبل ميليشيا بابليون بزعامة
ريان الكلداني حيث تم الاستحواذ على الاراضي في مناطق الشلالات ، عويزة، قبرمريم، ألعباسية ، تلكيف، قزة فخرة ، وجيلوكان ، وتحويلها من اراضي زراعية الى اراضي سكنية وبيعها حصراً لعناصرالشبك الموالية لأيران ضمن خطة لاعادة تشكيل البنية السكانية في المنطقة .
التهجير القسري لابناء شعبنا المسيحيين، وتشير الاحصائيات السكانية
الى ان نحو80 بالمئة من أهالي عين كاوة التي يسكنها حاليا مسيحين في أربيل أضطروا الى مغادرة مناطقهم في سهل نينوى، نتيجة التهديدات والتحذيرات
التي تلقوها من ميليشيات بابليون الموالية لايران.
تغيير النفوذ المحلي عبر وكلاء متنفذين ، حيث تم تحول مدن برطلة وبعشيقة الى مدن تخضع للنفوذ الايراني من خلال وكلاء محلَّين تابعين للحشد الشعبي.
التحكم بالانتخابات والتمثيل السياسي ، وسيطرة حزب الكلداني على اربع مقاعد من اصل خمسة في البرلمان العراقي مخصصة للمسيحين بدعم من القوة الموالية لايران وذيولها فقد تم ازاحة 15 مسؤول من رؤساء ومديرين في مؤسسات الدولة واستبدالهم بعناصر موالية للكلداني مما جعله يسيطر على مجلس محافظة نينوى.
تنفيذ الجرائم والانتهاكات الكبيرة:
وثقت مصادر ميدانية مسؤولية قوات ميليشيا بابليون عن قتل 30 الف عراقي خلال عمليات نينوى عام 2016-2017 ، اضافة الى تنفيذ الاعتقالات التعسفية
والابتزاز المالي ضد السكان في ظل حماية سياسية وقضائية وفرتها حكومة بغداد الخاضعة للسيطرة الايرانية التامة.
الارتباط المباشر بالحرس الثوري الايراني :
تشير الادلة الى تلقي ريان الكلداني دعماً مالياُ ولوجستياً من الحرس الثوري
الايراني، أضافة الى تجنيد ضباط من الشرطة ومن الجيش ضمن منظومة مليشيا بابليون مما يجعله جزءاً من المنظومة الايرانية داخل العراق.
التمويل والتغطية السياسية:
يحظى ريان الكلداني بدعم سياسي من رئيس الجمهورية الذي زاره في شباط
من هذا العام 2025 في خطوة تُعد تطبيعأِ مع الفصائل المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة. وتشير المعلومات الى قيام ريان الكلداني بتمويل علاقات عامة في الولايات المتحدة الامريكية عام2023 لتحسين صورته عبر مؤسسات بحثية أمريكية بمشاركة شخصيات مثل (بلال وهاب وجوناثان لورد) في محاولة للالتفاف على الانتقادات الحقوقية ضده.
الاثر الاجتماعي والثقافي:
سببت سياسات مليشيا بابليون في تدمير واسع للتراث الانساني السرياني ، والاشوري، والكلداني التأريخي الذي هو جزء اساسي من التاريخ والارث الحضاري للبشرية عموماً ولتاريخ بلاد الرافدين خصوصاً ، مما يجعل ذلك ضمن الانتهاكات الجسيمة التي تستهدف التراث الانساني ، وقد تم ذلك في كل من مناطق برطلة ، وقرقوش وسنجار. اضافة الى القيام بتغيير معالم الهوية الثقافية لسهل نينوى، وذلك في خرق واضح لأتفاقية لأهاي عام 1954، واتفاقية اليونسكو عام 1970 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية.
اْجمالاً:
أن أستمرار التغيير الديموغرافي في سهل نينوى من خلال الممارسات الممنهجة، المدعومة بنفوذ سياسي وامني ، يمثل خطراً وجودياً على التنوع الاصيل في العراق وذلك تمهيداً لتفتيته وزعزعة وحدة مجتمعه ، والتي تنفذها مليشيات بابليون بقيادة ريان الكلداني . ويتم ذلك وفقاً لقرارات وتوجيهات تاتي من طهران خدمة لمخططاتها في ترسيخ نفوذها والسيطرة على كل مواطِن المعارضة لها ولسياساتها في المنطقة .
ان الاساليب المستخدمة لتحقيق ذلك وترسيخه في اكثر من قطر عربي تكاذ تتشابه من حيث استخدام القوات العسكرية خارجة اطار الدولة ، وبسط النفوذ عبر الاموال ، ومنح الغطاء السياسي لتوفير الحماية القانونية ، وتغيير الهوية الثقافية، واخيرا تنشيط العلاقات العامة في الدول الخارجية المتنفذة بهدف الحصانة القانونية.



