مقالات

بشائر طوفان الأقصى بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-

بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-

بشائر طوفان الأقصى
بقلم الاستاذ الدكتور عزالدين الدياب -استاذ جامعي -دمشق-
علمناالتاريخ من عصور موغلة في قدمها،أن للأحداث التاريخية،في الأمم التي لها حضورها الحضاري،بشائر حاملة اخبارها وحكاياتها المبشرة بالخير والسعادة، والفرحة.
وعلمنا التاريخ العربي أن الكثير من أحداثه أفرحت الشعب العربي لما أضافته من عزة وكرامة.وكان لبشرى انتصار الجيل العربي الجديد في معركة خيبر،كاتتصار النبتة،عندما أبشرت نبتة الانتصار في خيبر،بانها الإيذان بفتح عربي مبين. .ووجه العلاقة بين بشرى نصر خيبر،وبشرى نصر طوفان الأقصى أن عهد انكفاء البطولة العربية على نفسها قد ولى
فنصر خيبر قال لعهد البطولة،الذي مثله الرسول العربي للجاهلية وعربانها ،بأنه لن يكف عن الدعوة لحياة عربية جديدة بجيلها الجديد،وما حملت من بطولة،حتى تبلغ الرسالة التي حملتني إياها مشيئة الله.أهدافها ومهامهاوتحركت بشائر نصرخيبر باتجاه الأرض العربية في العراق و بلاد الشام لتأسيس المكان والموقع القادر أن يكون عتبة. وصل وفتح مع مصر وبقية الأقطار العربية،مقدمات للعبور إلى العالم لتبلغ الرسآلة الخالدة أوجها ،وهي تدق أبواب هذا العالم مبشرة بحياة إنسانية جديدة،لا عبودية فيها،وواسطتها العدل الاجتماعي الإنساني.
هذا نصر خيبر وكلمته إلى أمة  الرسول العربي،وشأنها الإنساني الرسالي،فما هو نصر طوفان الأقصى،وماهي كلمته للعالم .؟
فإذا كان نصر خيبر بشر بالفتح العربي وغاياته ومهامه بإنسانية جديدة،فنصر طوفان الأقصى له الكثير من المشتركات مع نصر خيبر،حيث أطلق القضية الفلسطينيةمن الحصار الجاهلي الذي مثلت قواه الصهيونية العالمية،وقوى الجاهلية في حكام العرب،الذين حاصروا البطولة العربية الفلسطينية بتبعيتهم،وخذلانهم ،وإراداتهم الميتة،بقوة تبعيتهم للبيت الأبيض،الذي سيمثل بفضل قوة عهد البطولة الغزاوية،آخر
معاقل الصهيونية العالمية.تماماّ كما حاصرت الجاهلية العربية،نصر معركة الخندق،وبطولة بلال الحبشي وأهل ياسر.وخلق ثقافة عالمية جديدة،تناصر القضية الفلسطينية بحقوقهما وثوابتها،من أنها آخر المستعمرات الصهيونية،ومن أنهاقضية تحرير، وامتلاك شعبها حقه في الكفاح والاستقلال، وبلوغ دولته الفلسطينية كاملة السيادة،وبهذا الطوفان لم تعد القضية الفلسطينية قضية الأمة العربية،لأنها بأصلها وجذورها،وعروبة جغرافيتها ،هي قضية إنسانية.ومن بشائر طوفان الأقصى أنه بقوة القضية الفلسطينية أجبر الكثير من الأنظمة السياسية العالمية،خلع اللباس الصهيوني،والاعتراف بالقضية الفلسطينية،ممثلة بقيام دولتها.شأنها شأن الأمم المالكة لحريتها واستقلالها،وهذا الاعتراف
لن يبقى في الرأي العام الفلسطيني وحده،وإنما في انتصارات عالم الجنوب،على الثقافة الصهيونية،وعبوديتها الجديدة القديمة،وتراتيلها في تلمود الشعب المختار.
إذن بشائر طوفان الأقصى إذ قدمت القضية الفلسطينية بمستحقاتها إلى العالم،فإن الرأي العالمي استجاب لهذه القضية بكسره الحصار الصهيوني النازي،ومشتقاته من أنظمة عربية مسكونة بالجاهلية والتبعية للصهيونية العالمية،ووكرها في واشنطن،وناصر هذه القضية بشرعيتها المتمثلة بدولة فلسطينية،عاصمتها القدس العربية،وحاصر الصهيونية بمواقعها،ليعلن عزلتها بوحشيّتها ونازيتهاً وجرائمها ،التي فاقت حرائم هتلر،والإبادات لامّة الهنود الحمر وشعوب أمريكا الجنوبية.
فهل نعطي لطوفان الأقصى مستحقاته النضالية الجهادية التي تؤذن بولادة عربية جديدة،جندها جيلها العربي الجديد،الذي أخرج لأمّته العربيةالبطولة من غزة الإنسان والأرض وعروبةالحغرافيا والتاريخ الناطق بلسان هذه الأمة،وأن لاتستسلم لأوهام بعض القيادات الفلسطينية،التي تخرج هذه البطولة من محدداتها العربية التاريخية،ومن لباس البطولة الذي فصلته أنامل الشهداء وصبر شعب غزة العربي على الوحشية الصهيونية المنقادة بأساطير تلمودية،تعاند التاريخ والتاريخ لايعاند وبرهاننا أنّ طوفان الأقصى قدم لنا الدولة الفلسطينية المسكونة في الرأي العالمي الجديد،.الجديد. ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جميع الآراء المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي صحيفة منتدى القوميين العرب