Investing.com – تشير الفقاعات المالية إلى نفسها بطريقة واضحة. الأسهم ترتفع أسرع بكثير من الأرباح الفعلية، والديون عالية المخاطر تبدو وكأنها مطلية بالذهب. ومع كل هذا التفاؤل، سرعان ما يظهر الشك. السؤال الحقيقي هو: هل جرس الإنذار يصدر صوتاً من بطارية فارغة أم من حريق حقيقي؟

المؤشر الأمريكي الرئيسي ستاندرد أند بورز 500 وصل إلى 6,700 نقطة، أي ما يقرب من ضعف قيمته قبل خمس سنوات. أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى المعروفة باسم “السبعة العظماء” تعمل كوقود للصعود، فهي تمثل نحو 40% من المؤشر وتراهن بتريليونات الدولارات على أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل العالم.

ولا يقتصر الأمر على الأسهم المتضخمة فقط. الذهب قريب من مستويات قياسية، وكذلك أسعار القهوة. أما عملة البيتكوين، الأصل الأكثر مخاطرة، فقد ارتفعت بأكثر من 130% منذ إدراجها في صناديق التداول المتداولة في يناير 2024. ومع حروب العطاءات، تواصل أسعار المنازل الارتفاع لتصبح خارج متناول المشترين، وحتى السندات عالية المخاطر تتداول كما لو أن شيئاً لن يخطئ.

في ظل مؤشرات الفقاعات المالية المتعددة من صعود الأسهم بوتيرة متسارعة وارتفاع العملات الرقمية والذهب لمستويات قياسية، تبرز الحاجة الملحة لأدوات تحليلية متقدمة لتمييز الإنذارات الحقيقية من الكاذبة. مع إتاحة منصة InvestingPro باللغة العربية وبداية خصومات الجمعة البيضاء التي تصل إلى 55%، يمكنك الآن الاشتراك والاستفادة من أداة WarrenAI التي تقدم تحليلات شاملة لمؤشرات الفقاعات بناءً على بيانات مباشرة وموثوقة.

اشترك الآن من هنا واستفد من المزايا الحصرية

• • يمكن لمستخدمي التطبيق الاشتراك هنا

• • يمكن لمستخدمي الويب الاشتراك هنا

فقاعات متكررة: دروس من الماضي

كتب الاقتصادي جون كينيث جالبرايث أن الفقاعات تتشكل بنفس الطريقة دائماً. فكرة جديدة تسحر السوق، ثم يتوسع الائتمان، وترتفع الأسعار، ويشعر الجميع بالذكاء والقدرة على التنبؤ. وبعد ذلك يحدث الصدع، وتضرب الحقيقة بقوة، ويختفي كل شيء في انهيار شامل. وأكد جالبرايث أن الوقود الحقيقي للفقاعات ليس الائتمان بقدر ما هو الأمل اللامحدود والذاكرة العابرة، حيث يقنع كل جيل نفسه بأن المرة هذه مختلفة.

لا أحد يقرع الجرس عند الذروة بالطبع، وحتى أجهزة الإنذار الموثوقة قد تصدر إنذارات كاذبة. ومنذ يونيو 2022 حتى أغسطس 2024، كان منحنى العائد معكوساً، وهو ما عادة ما يشير إلى ركود خلال 24 شهراً. وطبقاً لذلك، كان من المفترض أن يبدأ التباطؤ بالفعل.

ومع ذلك، فإن المستثمرين الذين باعوا استجابة لهذه الإشارة فوتوا ثاني أقوى بداية لارتفاع المؤشر في نصف قرن، ويمكن إلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي أيضاً، حيث تقول الدراسات إن الولايات المتحدة كانت لتدخل الركود بالفعل لولا الإنفاق على بنية الذكاء الاصطناعي التحتية. وهذا أحد الأسباب التي تجعل السوق يبدو غريباً بعض الشيء.

ربما لهذا السبب يرتفع الذهب إلى مستويات قياسية، وهو ما نادر الحدوث جنباً إلى جنب مع صعود الأسهم. فالذهب يعكس الخوف، والأسهم تعكس التفاؤل. قد يكون الأمر مجرد تحوط السوق لمخاطره، أو ربما علامة على أن بعض المستثمرين بدأوا يشمون دخان الفقاعة قبل البقية.

أجهزة الإنذار المالية

نسبة شيلر المعدلة لدورة الأرباح: يقارن هذا المؤشر، الذي ابتكره الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل روبرت شيلر، أسعار الأسهم مع متوسط أرباح الشركات المعدلة للتضخم خلال عشرة أعوام. حالياً المؤشر قريب من 40، أقل من ذروة فقاعة الإنترنت عند 44، لكنه أعلى بكثير من متوسطه منذ 1995 البالغ 28.

أسعار الذهب المعدلة للتضخم: تضاعفت منذ 2023 لتتجاوز لأول مرة 4,000 دولار للأونصة، وهو ما يعكس تزايد الإقبال على الأصول الحقيقية وانخفاض الثقة في الثروات الورقية رغم استمرار الأسواق في تحقيق مستويات قياسية.

تكلفة الديون الممولة بالهامش كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي: ما يدفعه المستثمرون لاقتراض الأموال لشراء الأصول يساوي حالياً 0.35% من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، وهو الأعلى منذ 1995 على الأقل. وكما يقول جيم ستاك، الرئيس التنفيذي لشركة ستاك لإدارة الثروات، فإن الرافعة المالية لا تسبب الأسواق الهابطة، لكنها تعمل على تضخيمها.

مؤشر العملات الرقمية: تضاعف أكثر من مرتين منذ 2023 وعاد قريباً من مستويات قياسية. وباتت العملات الرقمية مدمجة في التمويل التقليدي عبر صناديق التداول المتداولة، ما يجعل تحركاتها أكثر تأثيراً على السوق الأوسع.

متوسط نسبة أسعار المنازل إلى الدخل: تجاوزت الآن خمس مرات متوسط دخل الأسر الأمريكية، بعد أن كانت أربع مرات في التسعينيات. ويشير ذلك إلى أن المشترين يجهدون أنفسهم مالياً، كما قد يدل على فقدان سوق الإسكان لارتباطه بالواقع.

فارق عائد السندات عالية المخاطر: تظهر البيانات قبول المستثمرين لعوائد منخفضة بشكل غير عادي على الديون عالية المخاطر. وعندما تتداول السندات عالية المخاطر كما الأسهم الممتازة، غالباً ما يشير ذلك إلى ارتياح السوق المفرط لاحتمالية التخلف عن السداد.

أسعار القهوة: وصلت عقود القهوة المستقبلية لأول مرة إلى أربعة دولارات للرطل، نتيجة للجفاف والتعريفات الجمركية السابقة والتضخم. هذه الارتفاعات تعكس أن الفقاعات ليست حصرية للأسواق المالية الكبرى، بل يمكن أن تتشكل حتى في السلع اليومية.

مؤشر الشركات الناشئة الكبرى: يتابع شركات قوية في السوق الخاص مثل شركات الذكاء الاصطناعي واستكشاف الفضاء وخدمات الدفع الإلكتروني. عاد المؤشر إلى مستويات قياسية بعد انخفاض بنسبة خمسين بالمئة في 2022. ويبدو أن الذكاء الاصطناعي يضخم الأسواق العامة، لكن التفكك قد يبدأ في الأسواق الخاصة أولاً.